- "سوريا واليمن" تدفعان ثمن الحرب بالوكالة بين "الرياضوطهران" - إيران تسعى للسيطرة على المنطقة وبث التشيّع - ردود الفعل السعودية والعربية رسالة واضحة للإرهاب والدول المعادية - الاستعراضات العسكرية الإيرانية "نفخ عضلات" وعلى السعودية مراجعة سياستها الخارجية وتحديد العدو الحقيقي - جامعة الدول العربية عفى عليها الزمن وهى سبب الكثير من أزمات المنطقة - الموقف المصرى متروىٍّ وواضح ويشاد به رامى إبراهيم أعرب خبراء سياسيون واستراتيجيون عن تخوفهم من تزايد حدة الأزمة بين "الرياض، وطهران"، من صراع يهدد أمن المنطقة ويحقق مصالح الغرب، والذى دائمًا ما يستفيد من كل الأزمات التى يشهدها "الشرق الأوسط"، ورغم تزايد حدة التوترات، إلا أنه تم استبعاد فكرة الخيار "العسكرى"، وأن الأمر لا يتعدى تخفيض العلاقات الدبلوماسية، أو قطعها، مع تخفيض حجم التبادل التجارى. وحمل الخبراء، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المسئولية كاملة لما وصلت إليه الأمور، وإنها تساهم فى تحول الخلافات السياسية، إلى "مذهبية"، بما يخدم مصلحة الغرب، وإنها وضعت المنطقة على "صفيح ساخن" مطالبين قادة دول المنطقة، وعلى رأسهم السعودية بمراجعة سياساتهم الخارجية، والنظر إلى القضايا بشكل مختلف عما هى عليه. الغطرسة الإيرانية .. وتدخلها فى الشأن الداخلى بداية قال اللواء طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الأزمة "السعودية - الإيرانية" تعكس مدى "غطرسة" طهران ومحاولتها السيطرة على دول الخليج، والتدخل فى الشأن الداخلى للدول العربية، مشيرًا إلى أن ما تم فى السعودية شأن داخلى حسب الأعراف والمواثيق الدولية. وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن ال47 الذين أعدمتهم "الرياض" ثبت تورطهم وضلوعهم فى عمليات إرهابية، تضر بالأمن القومى السعودى والعربى فى آن واحد، قائلا اعتراض "طهران" على إعدام "نمر النمر" رغم أنه سعودى الجنسية تدخل سافر ومبالغ فيه، ويأتى ضمن مساعى "إيران" لنشر "التشيع"، فى المنطقة، كما هو ظاهر فى "العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والبحرين"، وذلك بعد أن طالبت الشيعة من مواطنى هذه الدول بالخروج فى مظاهرات مناهضة. وعن رد الفعل السعودى السريع فى قطع العلاقات مع "إيران"، ومن بعدها الدول العربية، أشار إلى أن هذه رسالة أرسلتها "الرياض" ومن خلفها الدول العربية، تضمنت: " أنه لاتهاون ولاتساهل مع الإرهاب، أو الدول والمنظمات التي تدعمه، وأيضًا أن الأمن الوطنى السعودى والعربى خط أحمر، لايمكن تجاوزه. من المستفيد من الأزمة؟.. وحول الدول المستفيدة من الصراع القائم، والمسئوله عنه، أكد موسى أن صاحب فكرة تحول الخلافات بين دول المنطقة من سياسية إلى "مذهبية، وطائفية" هى الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول التى تعمل تحت جناحها ولها مصلحة فى ذلك وعلى رأسهم "إسرائيل"، لافتًا إلى أن استمرار الأزمة الحالية، وتصاعدها، يخدم الأهداف "الأمريكية والإسرائيلية" وهى محاولة تفتيت دول المنطقة وتقسيمها. ودعا السعودية لمراجعة سياساتها الخارجية، ومواقفها خاصة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأسلوب التعامل معها، لأنها "العدو الأول"، قائلًا: " يجب أن تتبع الرياض سياسة جديدة فى تحديد العدو الحقيقى لها وأهدافه، وامكانياته، وكيفية الرد عليه بما يتوافر لها من إمكانيات وأوراق ضغط، وأيضًا وضع الدول المساندة والمؤيدة والتى من الممكن أن تكون حليفة فترة الصدام فى الاعتبار. وبالنسبة لموقف الدول الكبرى التى تدخلت لتخفيف حدة التوتر بين البلدين، مثل "روسيا، والصين"، وغيرها من الدول أوضح موسى، أن كل الدول التي تدخلت طالبت بالتهدئة، وتعمل على إنهاء، الأزمة وبعضها أدان الاعتداء على البعثتين السعوديتين، فى "إيران"، فيما عدا "الولاياتالمتحدة"، التى طالبت بضبط النفس ولم تدين الاعتداء، وهذا ما يؤكد استفادتها من الأزمة، وأنها لم تكن محايدة، وأنها أصبحت تتعامل مع "طهران" بشكل يختلف عن الماضى، قبل الاتفاق النووى. استعراض القوة والإمكانات العسكرية وعن الإمكانيات العسكرية للدولتين، وقدرة كل منهما على الدفاع عن نفسه، أوضح أن المملكة العربية السعودية تتمتع بإمكانيات وقدرات عسكرية كبيرة، تمكنها من مواجهة "إيران"، الذى بالغ الإعلام كثيرًا فى حجم قدراتها العسكرية، لافتًا إلى أن ما كانت تفعله "طهران" من استعراض عضلات ببعض الأسلحة الحربية، سواء فى الخليج العربى، أو بحر العرب، ما هو إلا "نفخة كذابة". انتهاء الأزمة على ماهى عليه!! وفى سياق مختلف، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية: إن الأزمة بين البلدين، سوف تنتهى فيما هى عليه، ولن تصل إلى الصدام المسلح، وسوف تقتصر على قطع العلاقات أو تقليص التمثيل الدبلوماسى، وأيضًا تخفيض حجم التبادل التجارى، سواء بين البلدين، أو "طهران، والدول العربية" المؤيدة للموقف السعودى. واعتبر عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن لإيران علاقات قوية سواء "سياسية، أو اقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجى، وهى متعمقة فى بعض الدول الأعضاء، مثل البحرين، واليمن، وتربطها بالإمارات علاقات اقتصادية قوية". وتابع أن ردود فعل الدول العربية متباينة ومتفاوته، فمنهم من عمل على قطع العلاقات، وأخرى خفضت حجم التمثيل الدبلوماسى، والاقتصادى، وأخرى ألتزمت الصمت. وعن دور جامعة الدول العربية، فى الأزمة، توقع رخا حسن، أن ترتكز اجتماعات الجامعة على نقطتين، هما "الاستنكار والشجب والتنديد، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية". وكانت إيران قد قدمت اعتذارًا إلى مجلس الأمن الدولى، وفى هذا الشأن قال: إن إسراعها على تقديم اعتذار حول الاعتداءات الإيرانية على البعثات الدبلوماسية السعودية، يأتى كمحاولة للعب بالأوراق، من أجل امتصاص الغضب الدولى تجاهها، متوقعًا أن تدفع طهران "تعويضات"، إذا طلب منها ذلك. ولفت، إلى أنه من المتوقع أن تسعى الدول الكبرى لتخفيف حدة التوتر، والتسلح بين البلدين، وخاصة فى اجتماع يوم "25 يناير الجارى" حول الأزمة السورية. أزمة فى منتهى الخطورة! ومن جانبه قال السفير جمال عبدالمتعال، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن الأزمة فى منتهى الخطورة وهى استمرار للفوضى الهدامة والمؤامرات الخارجية التي تحاك لمنطقة الشرق الأوسط، محذرًا من تفجر صراع مذهبى وطائفى بين"السنة والشيعة"، بهدف تفتيت دول المنطقة وتقسيمها ليسهل السيطرة عليها، بما فيهم إيران. وتابع أن هناك مؤامرات لإغراق المنطقة فى حرب أهلية وطائفية ودينية، وخاصة أن عددًا كبير من الدول بها "سنة وشيعة داخل حدودها"، قائلا: إن كلا الطرفين مسلمين، والحرب بينها تهدد المنطقة بأكملها. وعن ردود الفعل للدول العربية والتى كانت جميعها، مساندة للموقف السعودى، أوضح عبدالمتعال أن دول المنطقة لها خلافات مع "إيران"، ولكن يجب ألا نساهم فى تحويله من خلاف سياسى، إلى صراعات "مذهبية، وطائفية"، حتى لا تتحقق أهداف الغرب، من خلال الفوضى الهدامة فى انهيار المنطقة، قائلًا: "كلنا هاندفع الثمن". ولإنهاء الخلاف، ناشد مساعد وزير الخارجية الأسبق، قادة دول المنطقة بالاستيفاق ودراسة حجم الخطر جيدًا، وألا يفرقوا بين "سنة وشيعة"، حتى لا ننزلق فى المؤامرات التى حاكها لن الغرب، موجهًا حديثه لإيران، قائلا: هى مخطئة ويجب ألا تعين نفسها حامية "للشيعة" فى العالم. وعن الموقف المصرى قال عبدالمتعال: إن الموقف المصرى، متروى ومتحفظ، وهو موقف يشاد به. السفير ناجى الغطريفى مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال: إن الأزمة يصعب التهكن بمدى ما قد تصل إليه، نظرًا لحساسية العلاقات بين الطرفين، وما بينهما من صراعات تاريخية، تحمل شكل مذهبى "سنة وشيعة"، كما أن لكل منهما أهداف تختلف عن الآخر. ردود الفعل العربية .. ومؤسسة عفى عليها الزمن.. وحول ردود الفعل العربية، أوضح إنها نتيجة طبيعية لعلاقتها بالسعودية، وتتضمن هذه الردود عدة دوافع، منها ما هو عقائدى ومذهبى تحت مسمى "سنة وشيعة"، وأيضًا احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاثة، كما أنهم تربطهم مصالح قوية مع "الرياض"، لذلك اتجهوا إلى أخذ موقف شبه جماعى. حول دور جامعة الدول العربية، فى الأزمة، قال الغطريفى، أن الجامعة هى "مؤسسة"، عفى عليها الزمن تثبت "عقمها" فى قضايا الدول العربية، كما إنها سبب فى بعض الأزمات التى تشهدها المنطقة، بسياساتها الخاطئة، مضيفًا كان على الجامعة العربية أن تعطى صفة جماعية وتضامنية لقضايا الدول. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدول الكبرى التى تدخلت لإنهاء الأزمة يهمها أن تكون فاعل فى السياسة الدولية، وأن تكون طرف فى كل القضايا المطروحة، وهى بذلك تخدم على مصالحها، ومصالح حلفائها. استبعاد الخيار العسكرى.. والحرب بالوكالة ومن جانبه استبعد اللواء دكتور نبيل فؤاد الخبير العسكرى والاستراتيجى، الصدام المباشر بين الدولتين، إلا أنه توقع أن يكون الصدام "سياسيًا واقتصاديًا"، لافتًا إلى أن الحرب أيضًا ستكون بالوكالة، أى كل منهم سوف يصعد موقف الأزمات الموجودة فى دول أخرى من خلال دعم مؤيديهم، فى "اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان"، وغيرها من الدول التى تشهد نزاع بين أطراف متعددة. ونبّه إلى أن استمرار الأزمة على هذا النحو سيحقق مصالح الدول المتأمرة على المنطقة والتى تريد صراعًا "مذهبى وطائفى"، واستنزاف ثروات المنطقة، قائلًا: إنه كان يجب ألا تصل الأزمة إلى ماوصلت إليه الأن، ويجب أن يتحدث الجميع عن مستقبل المنطقة وكيفية الخروج من الأزمات التي تشهدها فى مختلف المجالات. وحمل الخبير العسكرى والاستراتيجى، "إيران" المسئولية فى النتائج التي وصلت إليها الأزمة، وما ستصل إليه، كونها تدخل فى الشأن الداخلى السعودى، لأن اعدام "النمر" شان داخلى ل"الرياض"، ولكن "طهران" حولته إلى صراع "مذهبى وطائفى" لذلك هى تتحمل المسئولية. الاستنزاف الاقتصادى والعسكرى!! وقال فؤاد: "أشفق على السعودية من دخولها فى حرب استنزاف، فى كل من اليمن وسوريا، سواء كان اقتصاديًا أو عسكريًا، ويجب عليها ألا تنجرف فى حروب أخرى"، مطالبًا إياها بأن تراجع سياستها الخارجية مع بعض الدول التى تستفيد من الصراع الحالى. وبين الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن المستفيد الأول من هذا الصراع هى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن خلفها إسرائيل، من خلال بيع الأسلحة، وتفتيت الدول وإضعافها، مشيرًا إلى أن تدخل الدول الكبرى الأخرى يأتى فى محاولة منها لإيجاد نظام دولى متعدد الأقطاب.