قانونان صدرا عن مؤسسة الحكم عكسا عدم جدية الدولة فى محاربة الفساد .. أولهما القانون الذى أصدره رئيس الجمهورية فى مشروعية إقالة رؤساء المؤسسات الرقابية ....وهى سابقة خطيرة فى تغول السلطة التنفيذية على المؤسسات التى تراقبها وتحاسبها !! أما الثانى هو قصر الطعن على العقود الحكومية والقطاع الخاص إلا على أطراف التعاقد وهو تراجع مشين عن حق الشعب فى مراقبة المشروعات بعد انتشار الفساد فى التنازل عن الثروات الشعب فى عقود فاسدة والتخلى عن العمال ومعها الاصول فى فضيحة مدوية لاهدار المال العام والتى كان الطعن عليها وسيلتنا الوحيدة لمحاسبتهم وإسترداد تلك الثروات!! فهل تلك القوانين تحارب الفساد أم تحميه وتدافع عنه؟ طبعًا لن أردد ما صرخنا به مئات المرات من قبل بأن لم يتم محاسبة مخلوق على اهدار المال العام ولا على سرقة اراضى الدولة ولا الهرب باموال البنوك بالقروض المنزوعة الضمانات ولا تلك الاموال التي هربت تحت اعين وحماية رجال مبارك الفسدة اثناء الثورة والتى قدرت بالمليارات والتى عجزت الحكومات المختلفة تحت ثلاث رؤساء ومجلس عسكرى فى إسترداد مليم واحد منهم وكانت الفضيحة التى فضحتهم حقا .. هى ان الدول الغربيةبادرت بتجميد اموال المخلوع فور قيام الثورة وبعدها تباطأت الدولة قصدا عن المطالبة بها بجدية والسير بالاجراءت القانونية الازمة لها بما اضطر تلك الدولة للاعلان على ذلك ومطالبتها للدولة أن تستجيب للشعب باستكمال الإجراءات إذا كانت جادة فعلا فى استرداد الأموال المنهوبة من الشعب المحروم من نتاج ثرواته!! وكما أن هذا الهدف كان السبب الرئيسى من عدم تقديم اللصوص الفسدة لمحاكمات ثورية... استثنائية..من أجل عيون تلك الأموال .. فلااستطعنا إرجاعها لغياب إرادة السياسية ولا قدرنا معاقبة اللصوص عن طريق المحاكمات الجنائية العادية بعدما تواطأت معهم كل أجهزة الدولة العميقة ومعهم كثير من رجال الداخلية فى محو الأدلة التى تدينهم فخرج الجميع بلا استثناء براءة من كل التهم من أول قتل المتظاهرين إلى إهدار المال العالم إلى سرقة أموال البنوك والهرب بها!! قمة الفساد الذى سوف يسجله التاريخ...على تواطؤ نظام ضد ثورة شعب بسماحه باستمرار منظومة فاسدة ... احتاجت إلى أكثر من هتافات سلمية وثقة فى من تصورنا أنهم حموا الثورة ...للقضاء عليها!!! كل ما سبق هونقطة فى بحرفساد عشش فى نظامنا السياسى والاقتصادى وكان من أسباب ثورة المصرييين على حكامهم .. ومع ذلك بدلا من وضع منظومة تشريعية قوية تجتث الفساد المتجذر فى أرض المصالح المتشابكبين السلطة ورجال الاعمال .. حدث العكس تماما .. اخرج لنا الفاسدون ألسنتهم .. محميين .. بغياب الإرادة السياسية فى محاسبتهم أو عدم قدرتها. أيهما نختار تصديقه .... ولكن الواقع يقول إن كل المقدمات تشير إلى عدم الجدية وما سمعنا عنه فى الأسابيع القليلة الماضية فى نية الدولة لمحاربته فجأة وانتشارها فى كل وسائل الإعلام خاصة تلك المحسوبة على النظام إنما يرجعها البعض إلى خوفهم من دعوات النزول فى ذكرى الثورة اعتراضا على الإنقلاب عليها سواء بسجن نشطائها .. أو عدم تنفيذ شعارتها ...أو إعادة رجال مبارك إلى المواقع القيادية .. والعودة إلى نفس السياسات ولكن بوجوه مختلفة ...!!!! ولم يبق من الثورة وشعارتها سواء اعتراف الدستور المؤيد من الأغلبية بأنها بجانب 30يونيو بها وإعلان النظام أنه سوف يجرم من يشكك بها أو يعتدى عليها قولا .. وبعدها .. أطلقوا كل مخبريهم الإعلاميين لتشويهها وكل من انتمى إليها فى تناقض سياسى كلاسيكى فى تطبيق الخطوة الأخيرة من الست خطوات الشهيرة لمقال الأسوانى"ستة خطوات لإفشال الثورات" !!! للأسف كلنا نعرف أن أكبر عدو لتقدم الدول واستقرارها هو أستمرار الفسدة وقيم الفساد لتسيطر على دولاب عمل الدولة .. ما عدا الدولة والحكومة .. لذلك وجب التذكير..!! فاختيار أسوء العناصر لمناصب الدولة نعتبره نظام فساد ....!! تدليل رجال الأعمال وتحصينهم من المحاسبة فساد؟؟ التراجع أمام لوبى مصالحهم بالتراجع عن قوانين تساعد على فرض ضرائب تصاعديةعلى ماكسبهم ايا كانت خاصة تلك التى فرضت على أرباح البورصة وتم التراجع عنها بعد تهديدات رجال الأعمال بوقف عجلة الإنتاج الشهيرة.. أتصور أنه نوع لزج من الفساد. تحميل الفقراء والبسطاء فاتورة إلغاء الدعم.. فساد!!. عدم التحكم فى الأسعار وترك جشع التجار يحيل حياة البسطاء إلى جحيم ينذر بثورة جياع ..نراه يا حكومة. فساد !! عدم إدراك فقه الأولويات...نراه فسادا عقليا .. ندفع أثمانه فى تأخر الوطن وسقوطه خارج التاريخ والجغرافيا!! تجاهل الكفاءات والتنكيل بأى فكر مختلف أو متميز ما دام خارج منظومة الأهل والعشيرة. فساد!! عدم وضع المنظومة التعليمية فى مكانها المتميز من الاهتمام والإنفاق وتطهيرالمناهج لكل ما يسىء إلى العقل المصرى ويمنع السقوط فى بئر الجهل والتزمت .. قمة الفساد !! ترك أجساد المصريين نهبًا لشركات الأدوية تحولهم إلى فئران تجارب للأدوية الجديدة وتحويل المستشفيات الحكومية إلى تذكرة سريعة إلى الآخرة قمة جرائم الفساد!!!!!!!!!!!!! تجويع الشعب مما اضطر الكثيرين إلى بيع أعضائهم .. قمة الفساد الأخلاقى من تخلى الدولة عن واجبها فى توفير حد أدنى من المعيشة الكريمة .. فساد يا سادة إن كنتم لا تعلمون !!!!!! تفضيل أهل الثقة على أهل الكفاءة .. وتوريث المناصب .. أو قصر الالتحاق بمهن معينة وقصرها على الأهل والعشيرة قمة الفساد !! عدم الالتفات إلى تقارير الأجهزة الرقابية عن الفسدة.. والانتقائية فى محاسبة فاسدين بعينهم .. وغض البصر عن الحيتان الكبار .. قمة الفساد وينشر قانون الغاب مادام العدل غائب عن الدولة !! أستطيع أن استمر فى سرد كل أوجه الفساد فى مصرنا المحروسة من الله وليس من المسؤلين .. إلى نهاية العمر. و لكن الرسالة التى أتمنى أن تصل إلى المسؤلين... انفعل الفساد أكبر من السرقة المباشرة من جيوب الوطن. إنها منظومة حياة تنخر فى جسده .. فتميته رغم علامات الحياة الخادعة..البادية عليه ! انقذوا مصر من الفساد. بنية وارادة سياسية حقيقية لمحاربته ومن غيرها. ينفجر الوطن وندفع كلنا الثمن بلا استثناء لو تعلمون !!! الإطاحة بالقوة المدنية وعسكرة المناصب ..نراه أيضا فسادا !! المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية