قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، إن سيادة العراق "خط أحمر"، ولا يمكن قبول المساس بها من قبل تركيا، داعيا وزراء الخارجية العرب إلى اتخاذ موقف موحد؛ يدين التدخل التركي ويطالب بالانسحاب الفوري، وعدم تكرار العدوان أو المساس بالسيادة العراقية. وأكد وزير الخارجية العراقي، في تصريحات صحفية عنه اليوم، عقب لقائه الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، قبل الاجتماع الوزاري العربي، حول التوغل العسكري التركي في الأراضي العراقية، أن بلاده ستواصل تحركاتها على المستوى العربي ومجلس الأمن والدوائر الدولية؛ لوقف الانتهاك التركي لسيادة العراق.
وعن لقائه مع سامح شكري وزير الخارجية المصري، قال الجعفري إن مصر لها ثقلها الذي لا يستهان به، لا سيما وأنها دولة المقر، ويقع عليها مسؤولية إضافية، بصفتها أكبر دولة عربية، متابعا: "علاقاتنا مع تركيا قوية، ونعتز بها ونتمسك بها ونريد أن نحافظ عليها، لكن حينما تمس الخط الأحمر للسيادة العراقية، فلن نتوقف ولن نتردد في مواجهتها".
وشدد الجعفري، على أهمية الاستجابة السريعة لطلب يلاده المشروع بعد انتهاك سياسته، متابعا: "العراق في حرب عجزت عنها الكثير من الدول والتحالفات، وخلال الأيام القادمة ستشهد هزيمة الباطل وانتصار الحق"، مضيفا: "عندما تفرض علينا الحرب ليس أمامنا سوى المقاومة، وكنّا ولم نزل حريصين على استمرار العلاقات".
وعرض الوزير العراقي، اتصالاته مع الجانب التركي منذ بدء التوغل، موضحا: "لم تكن هناك نية لانسحاب القوات التركية بعد التواصل معهم، وتحركنا على مستوى الجامعة العربية واستدعينا سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وطالبوا تركيا بالإجماع بسحب القوات، وشرحنا الموقف في مجلس الأمن بنيويورك، وكان هناك توجها إيجابيا من المجلس، وبقيت تركيا تتمهل في تنفيذ الانسحاب، وأصر الجانب التركي على مصطلح إعادة الانتشار وهو مرفوض تماما"، متابعا: "الحشد الشعبي كجزء أساسي من القوات المسلحة العراقية والبشمركة، قرروا موقف موحد ضد التدخل التركي".
وتابع الجعفري: "لجأنا إلى الجامعة العربية، اعتقادً منا على أن الاعتداء على دولة عربية يمثل اعتداء على الجميع، وننتظر من الدول العربية موقفا على مستوى الخطر والحدث"، مضيفا: "العراق يدافع بكل قوة عن أرضه، لكنه يلتمس السلوك الدبلوماسي، وهذه قوة وليست ضعف؛ لأننا حريصين على حفظ العلاقات الدبلوماسية مع كل العالم، وكانت تركيا في المقدمة كدولة جوار جغرافي، لكن ذلك لا يعني قبول انتهاك سيادتنا".
وشدد وزير الخارجية العراقي، على أن الإدانة يجب أن تكون صريحة وغير خجولة، كما طالب بضرورة المطالبة بعدم تكرار العدوان، وعدم تعديل نص هذا البند الذي أعرب عنه اكثر من وزير في الاجتماع.