لو كان لى حق النصيحة أو كنت صاحب الحل والعقد فى حزب النور لقررت اليوم.. اليوم، الآن..الآن، حل حزب الحزب وتطليق السياسة بالثلاثة طلقة بائنة بينونة كبرى، حتى يحفظون للشيوخ هيبتهم وللدين طهره، بعدما تعروا تماما أمام الرأى العام، وأصبحوا أمثولة للفضائح عند الناس، وأساءوا للدين وشوهوا السياسة وما ربحوا غير الخسران المبين. عاشت الدعوة السلفية اتفقت مع منهجها الدعوى أو تنكرت له ولها، لكنك كنت تجل فيهم المظهر الدينى، وكان البعض يلجأ إليهم فى الفتوى حينا، وفى المشورة أحيانا وكانوا وجهة نظر مختلفة أو متخلفة عن الركب فى الدين، لكن كان لهم أتباع ومريدون. لعلك تتذكر مع سيدى القارئ كيف استغلت الجماعة السلفية ظاهرة انتشار الكاسيت قبل عدة سنوات، وكانت أشرطة محمد حسين يعقوب ومحمد حسان وغيرهم من عشرات الشيوخ، يستحوذون على القطعة الثمينة من تورتة المشهد السماعى فى المواصلات العامة، خاصة فى الأحياء والمناطق الشعبية وكذلك الريف. كيف استلب هؤلاء الناس عقول الناس، وكيف كانت النساء يتسمرن أمام الشاشات تنصت لدروسهم، ووعظهم، وتهديدهم، ووعيدهم، متناسيات حتى واجبهم المنزلى، خوفا من نار الشيخ يعقوب أو طمعا فى جنة الشيخ حسان، وكيف اتشحت سيدات وفتيات بالسواد فى الشوارع وفى الجامعات خلف النقاب، طاعة لفتاوى هؤلاء المستشيخين، بعد أن ضيقوا عليهم براح الدنيا والأخرة. وكما كان لثورة يناير الفضل العظيم فى إزاحة نظام جثم على صدر البلاد ثلاثين عاما، كان لها الفضل أيضا فى كشف الأقنعة عن تلك الظواهر التى تمثلت فى الجماعات والحركات الدينية التى كانت تبتز خلق الله باسمه، وتطوعهم لمصلحتهم بحجة طاعتهم لأوامر دينه، ولما لاحت الفرص أو ما اعتبروها كذلك، كشفواعن شراهة قاتلة وفجع لامثيل له، فتسابقوا على الدنيا، غير أنهم وهما يتشاحنون على تلك المغانم ظهرت عوراتهم وانكشفت خطيئتهم وعادوا بشرا خطائين بعد أن ظن كثيرون أنهم ملائكة تسكن الأرض. لن نردد مايلوكه الناس من أنكم مطية لأجهزة فى الداخل توجهكم كما ترجوا، وتطلقكم على من تشاء، ولن نصدق على نظرية أنكم زراع لتوجهات خارجية من جماعات الوهابيين أو من غيرهم، بل سنقول لكم انتم خطاؤون وخير الخطائين التوابون؟ يا مولانا الشيخ حسان، وياعم الشيخ برهامى، وياسيدنا أبى إسحق،ويا فضيلة الشيخ يعقوب، وياكل رجال الدعوة السلفية، "أبو بالين كذاب" فكفوا عن استخدام الدين، إن كنتم بالفعل تعملون لوجه الله ولنصرة دينه وتسيرون على هدى نبيه، اخلعوا رداء السياسة، اتركوها لأهلها يا رجال، هى ليست لكم ولا أنتم لها، وانطلقوا خلف دعوتكم، ربما صدقكم الناس وربما عدتم أنتم إلى صحيح الدين ووسطيته وسماحته وابتعدتم عن الغلو والتشدد، واعترفتم بخطاياكم، فأنتم تحتاجون إلى كرسى اعتراف وحائط مبكى حتىتعودا إلى صحيح دينكم. لا تلوموا إلا أنفسكم الأمارة بالسوء، فأنتم الذين اخترتم أن تحتكروا الدنيا والأخرة، وأنكم ستتمكنون، حيث لم يتمكن الإخوان،لكن الناس قد استيقظوا من غفلتهم، وشاهدوكم على حقيكتكم، وان كنتم تطمعون فى ملذات السياسة، فخوضوها فرادى. عودوا إلى جحوركم يرحمكم الله !! حزن الختام: - ياحبيتى مكملين حتى لو متكبلين من حلنجى أو نشانجى أو خامورجى أو ناضورجى ولا ماسك فيها طبلة وأمه هبله واللى عامل فيها عنتر واللى عبلة واللى استاذ ردح شرقى واللى أبله واللى بيسن فى سنانه واللى "مجصوع" مكانه واللى باعوا واللى خانوا كل دول مايهمونيش طول يامصر ما فيكى شعب قال يارب.. وعنده جيش المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية