لن يحمل هذا المقال فصلة ولا نقطة ولكنه سيحمل بعون الله كل ما يسمح به من علامات تعجب واستفهام!! لماذا؟ لأنه فجأة وبدون مقدمات تراجع وزير الأوقاف الهُمام عن قراره بمنع صعود السلفيين ومشايخهم ورموزهم للخطبة على منابر المساجد إلا بتصريح من وزارة الأوقاف!! لماذا يا عم الشيخ؟ قال لك من أجل مواجهة «داعش» وأفكارها المتطرفة الداعية للتكفير وهدم الأوطان!! يا نهار لم تطلع له ألوان يا ناس!! ما هذا الكلام الماسخ عديم الطعم واللون والرائحة إلا من رائحة العجز وقلة الفهم والحيلة والقدرة على الإتيان بالأفضل؟! يا مولانا ألم تكن أنت ومساعدوك فى وزارتك مَن أعلنتم منذ عدة أشهر وبالنص: «إنه لن يُمكن لأى شخص كائناً مَن كان الخطابة بأى مسجد بالقاهرة أو زاوية، حتى ولو كان يحمل شهادة أزهرية وعلى رأس ذلك دعاة السلفية محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبوإسحق الحوينى» ما لم يكن إماماً معيناً بالوزارة أو خطيب مكافأة أزهرياً تم اختباره والتأكد من صلاحيته»؟؟؟!!! فهل اختبرت صلاحية ذى الوجوه المتعددة فى تأييد مبارك ثم الانقلاب عليه المدعو محمد حسان؟ هل اطمأن قلبك إلى أنه لن يعود إلى تأييد بلطجية الإخوان هو وحسين يعقوب كما فعلا فى «مصطفى محمود» بعد فض رابعة والنهضة وإعلانهما وسط الإرهابيين «دماؤنا دونكم» داعيين إياهم لمواجهة الشرطة والجيش؟؟؟!!! هل راجعت يعقوب فى غزوة الصناديق ومغزاها وكيف أنه قسّم المجتمع لمؤيد ومعارض للإسلام لمجرد استفتاء على تعديلات دستورية ذهبت بنا لعين الداهية؟! هل راجعت الحوينى فى فتاواه عن المرأة التى وجهها كفرْجها من وجهة نظره المختلة؟!!! وإذا كان أكابرهم يفعلون هذا فما بالك بأتباعهم؟!!! ثم من قال لك إن السلفيين بأفكارهم قادرون على مواجهة فكر «داعش» وأتباعهم من أى جماعات تكفيرية؟!! من أفتى لك بتلك الفتوى اللوذعية وشار عليك تلك الشورى الهباب؟!! ودعنا نتحدث بصراحة وأسألك هل يخالف السلفيون «داعش» فى نظرتهم لحرية الاعتقاد والإيمان أو الكفر بمنطق الله من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؟؟!! هل يخالف السلفيون «داعش» فى أسلوب التعامل مع المسيحى واليهودى ومن لا دين له بمنطق أن التعامل مع البشر محكوم بمعيار الخلق أما الدين فلله؟!!! هل يخالف السلفيون داعش فى فكر الانتماء لوطن وحماية الحدود والأهل من دون أن يكون الانتماء لدين أو مرجعية دينية؟!!! هل يخالف السلفيون «داعش» فى مسألة نبذ العنف واحترام الآخر أياً كان؟ وأواصل حديثى بذات الصراحة، وأسألك هل هناك علاقة بين هذا القرار وبين أى من الأجهزة الأمنية التى سبق لها أن رعت تلك الجماعات السلفية وأطلقتها منذ سنوات لإلهاء الناس عن المطالبة بحقوقهم وما يستحقونه من خدمات؟ بمنطق أن الشىء الذى لن تحصل عليه فى الدنيا ستنوله فى الآخرة، ولا تسأل ولا تجادل حتى لا تقع فى المحظور؟ قلتها وما زلت أرددها: إن أردنا بحق محاربة الإرهاب؛ فبشروا بالمنطق وامحوا الأمية وعلموا الناس الأخلاق يحسن دينهم أياً كان. ألا لعنة الله على المنافقين.