طالب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بإخضاع الماضي بين بلاده وفرنسا لفحص"حصيف وشجاع" يساهم في تعزيز أواصر الاعتبار والصداقة بين البلدين. قال بوتفليقة فى برقية بعث بها اليوم إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بمناسبة احتفال الجزائر بالعيد الوطني: "لقد سبقت العلاقات بين الجزائروفرنسا في الزمن الفترة الاستعمارية التي وصمت بوجه أخص تاريخنا المشترك وتركت آثارا دائمة لدى شعبينا". أضاف: "إن الجروح التي أحدثتها لدى الجزائريين عميقة لكننا نريد مثلكم أن نيمم شطر المقبل من الأيام وأن نحاول أن نصوغ منها مستقبلا يسوده السلم والرخاء لصالح شباب بلدينا، لقد آن الأوان في سبيل ذلك للتخلص من أدران الماضي بأن نخضعه سويا ضمن المناسب من الأطر لفحص حصيف وشجاع سيساهم في تعزيز أواصر الاعتبار والصداقة بيننا". أستطرد قائلا: "إنني أود فضلا عن ذلك أن أعرب لكم عن تمام استعدادي للعمل معكم في سبيل توثيق العلاقات والتعاون والحوار بغية إقامة شراكة عمادها الإمكانيات التي يزخر بها بلدانا وتكون كفيلة بالاستجابة لتطلعات شعبينا". كان محمد شريف عباس وزير المجاهدين، "قدماء المحاربين" الجزائري قد طالب فرنسا بضرورة الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها خلال استعمارها للجزائر، مؤكدا أن الجزائر ستظل متمسكة بمطلب تجريم الاستعمار إلى غاية إقناع الطرف الفرنسي. قال عباس فى تصريح أمس بمناسبة مرور خمسين عاما على استقلال الجزائر: إن مطلب تجريم الاستعمار سيبقى قائما، حتى لو تطلب ذلك بعض الأعوام لإقناع الطرف الفرنسي. أكد أن الجزائر لن تكون بحاجة إلى 132 عاما أخرى لإقناع السلطات الفرنسية بضرورة الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها (فرنسا الاستعمارية)؛ حيث نالت الجزائر استقلالها عام 1962، بعد 132 عاما من الاستعمار الفرنسي.