نحن نعيش جمهورية الخوف بامتياز.. حالة من مشاعر الشك والحذر والتخوين من كل الناس لكل الناس على اختلاف تلك الأسباب ولكن هل ممكن أن تستمر ولن أقول تتقدم أى دولة استنادا على تلك المشاعر السلبية؟؟؟ اعتقد أن الإجابة بلا.. إذن ما هو الحل ؟؟؟ قبل الإجابة على هذا السؤال البسيط والمعقد فى آن واحد..... لا أعرف لماذا تراءت لى صورة ذهنية للفيلم الكرتونى الشهير الجميلة والوحش ولكن على العكس ما هدف إليه صناع الفيلم من تأصيل مبدأ قيم الخير والعدل والرحمة فى نفوس الأطفال نرى فى الواقع تأصيلا لقيم الظلم والكراهية والانتقام فى نفوس الكبار !! الجميلة هنا هى إسراء الطويل كمثال وهى الفتاة الضعيفة ومشروع صغير لمصورة وناشطة سياسية فى حركة 6 إبريل قصتها تقول إنه أثناء مشاركتها مظاهرة فى ذكرة ثورة 25 يناير2014 تلقت رصاصة حية فى ظهرها...مع نفى الداخلية المستمر للاستعمالها أى نوع من الذخيرة فإن الرصاصة مجهولة النسب استقرت فى ظهر الجميلة وتسببت لها فى نوع من الشلل عولجت منه لشهور بالخارج عادت لتكمل علاجها وتكمل نشاطاتها من أجل وطن سرقت منه ثورته مرتين !! والوحش هنا كان الأمن.. وأمن الدولة بصفة خاصة الذى عاد لكامل نشاطه غير المسؤل بعدما اطمئن من رأس الدولة بقوانين محكمة تمنع أن يحاكم ضابط فى تهمة قتل المتظاهر بديباجة قانونية عبقرية أطلقت الوحش بداخله لينتقم من كل المعارضين أو حتى من لا يطبلون ويرقصون على إيقاعات بشرة خير! وقد كان...انطلقت الأجهزة الأمنية تعيد أمجاد عصر مبارك غير المجيد.. زوار الفجر وأضافت إليه الاختفاء القصرى وجميلتنا وقعت ضحية لجريمة الجرائم الخطف بعدما اقتنصوها مع زميليها.صهيب سعد وعمرو محمد..... إثر خروجهم من كافيتريا.. وبعدها بأسابيع ظهرت فى مقر النيابة متهمة بالاتهامات الكلاسيكية إسقاط المؤسسات أو الانتساب إلى جماعة إرهابية مع إضافة تحابيش للاغتيال المعنوى فأشاعوا أنها تنشر عناوين الضباط على الشبكة العنكبوتية كما نشروا صورة لنبلة كتب تحتها حتى تفقع عيون الضباط الذين قتلوا المتظاهرين.. ربما هى عملية إسقاط لما فعلوه فعلا فى الواقع لا الخيال من قنص عيون الثوار فعليا ! وكلها اتهامات جعلتها حبيسة احتياطيا فى سجونهم حتى الآن.. يجدد لها دون استكمال التحقيقات.. ودون علاجها وهى جريمة أخرى تضاف إلى جرائمهم وكأن أمان الدولة.. هيبتها ومكانتها الدولية... تهددها تلك الصغيرة بعكازها وكاميرتها ودموعها !! هنا تكمن المفارقة.. أو الحقيقة الغائبة عن الكثير منا.. لماذا يتصالح النظام مع الفسدة ويبرئ القتلة ويأتون إلى شباب الثورة أو كل من آمن بقدرة الشعب على التغيير وحقه بالمشاركة فى حكم بلده ومراقبة ومحاسبة حكامه.. فينكلوا بهم ويلقونهم فى بحر الظلمات حتى يمحوهم من الذاكرة تماما دون أن تطرف عين أى واجد فيهم رغم بروز زبيبة الصلاة واضحة على الجباه الظالمة!! الإجابة بسبب تلك الطلبات وذلك الإصرار.. ينكل بالجميلة على يد الوحش حتى تعم جمهورية الخوف فى البلاد ويسود صمت الحملان.. ويطمئن النظام على تسيده وتمكنه.. ! وحتى يمحوا من الذاكرة الشعبية ذكرى الثمانى عشر يوما الرائعة للثورة وقدرتها على إسقاط أنظمة تصورت أنها خالدة على عروشها !! فكان على الجميلة إسراء.. أن تظل فى السجن.. فى قبضة الوحش.. تنتهك.. وتظلم.. وتصورها الكاميرات وهى تبكى ليقولون لنا.. وصلت الرسالة ؟؟؟لا نجاة لكم ولا عاصم.. ادخلوا الجحور وإلا سيكون مصير أولادكم وبناتكم مثل مصير تلك الصغيرة المستندة على عكازها نتيجة رصاصة ميرى!! أن إسراء وأخواتها وزملاءها وكل الذين دفعوا ومازالوا يدفعون ثمن شجاعتهم على كسر جدار الخوف والذى استجاب لهم الملاين بمفاجأة صادمة للنظام ومازالوا! يكشفون عار ضعفنا وتواطؤ صمتنا على التنكيل بهم !! والعجيب أنه بدلا من أن يدرس الحكام الجدد أسباب الانفجار العظيم حتى لا يتكرر خوفا على البلد واستقرارها من مؤمرات دولية جهنمية مخططة من مجلس إدارة العالم كما يدعون.. ليعالجوه ويحموا البلد من تبعاته ومؤسسين فى نفس الوقت لدولة العدل بكل تجلياتها..!! فعلوا عكس المتوقع تماما.. فأعادوا سلطة القمع الأمنية ومعها قوانين تحميها من المحاسبة.. فى غباء سياسى منقطع النظير. سيكون هو السبب الرئيسى لعودة شعار أسقاط النظام لو لم يفيقوا قبل فوات.. الأوان !! الجميلة الصغيرة.. تهدد الوحش والنظام فيستمروا فى اعتقالها.. ألا يخجلون ؟؟؟ أو ربما لهم الحق فى الخوف... فبسبب هؤلاء الرائعين المتمسكين بجمرة الأمل..مازلنا نحلم ببكرة.. مختلف.. وتلك هى جريمتهم الحقيقية التى يحبسونهم من أجلها ! مصر تحيا فقط بالعدل !!! المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية