يقال إن التاريخ يكتب بالدماء. وبالنسبة لمنافس شرير ومتوحش مثل عبد الله الجزار، لا يمكن إيجاد عبارة أنسب من هذه. وقد أرعب المصارع المعروف دولياً بلقب مجنون السودان، والذي يزن 400 رطل، كافة خصومه ومنافسيه والمسؤولين وحتى الجماهير في حلبات العالم لأكثر من نصف قرن. وسواء أكان ينافس في أكبر حلبات اليابان أو أقذر الصالات الرياضية في مدارس الغرب الأوسط، كان الجزار يهاجم خصومه بوحشية لا مثيل لها، موجهاً اللكمات لضحاياه بشوكة طعام صدئة ويطعن المشاهدين المساكين الذين تجرؤوا على الاقتراب من الوحش.
بالكاد تغير مظهر عبد الله المميز عندما كان مصارعاً، فقد ظل سروال الجودو الفضفاض الذي يرتديه مرفوعاً لأعلى خصره البارز، وعيناه يملأهما الغضب ويتجول في الحلبة كالمصاب بانفصام الشخصية وجبينه مليء بالندبات العميقة لدرجة أنه كان باستطاعته وضع قطع النقد المعدنية في داخل تلك الجروح وكأنها فتحات للنقود نظراً لعمقها واتساعها.
أعطى هذا المظهر الفريد من نوعه والوعد بإراقة الدماء هذا الجزار القدرة النادرة على كسب الشعبية في المنطقة التي يتواجد فيها. عندما كان الترفيه الرياضي في الماضي متعلقاً في الغالب بالشعبية والجذب الإقليمي، كان باستطاعة أي منظم للحفلات الرياضية أن يتفق مع عبد الله على المجيء إلى مدينته لإحداث للسفك والجزر لبضعة أشهر. كان ذلك المجنون ليذهب إلى تكساس أو كويبك حاملاً شوكته بيده ليقطع إحدى الأبطال المحليين مثل تيري فانك أو جاك روجو خلال أسابيع، وكان الجماهير لتصطف طوابيراً لتشاهد الجزار، مما يدر أرباحاً خيالية لذلك المتعهد الرياضي.
إذا عرض على عبد الله مبلغ مالي مناسب، فلن يمانع الذهاب إلى هناك. لقد تصارع مع أندري الجبار أمام 25 ألف متفرج في بورتو ريكو، ونازل هالك هوغان في اليابان. تم تصنيف نزاليه المروعين ضد بروزر برودي وكارلوس كولون بالمصارعة العنيفة قبل عقود من ظهور EXW. وتبدو قائمة خصوم الجزار كقاعة مشاهير بحد ذاتها، حيث تضم مصارعين مثل الشيخ وهارلي ريس وبوبو برازيل وجاك بريسكو وستان هانسن وبابا الجبار. بوسع هؤلاء جميعاً أن يشهدوا على الحقيقة ذاتها – لم يكن البطل بطلاً قبل مواجهة عبد الله الجزار.
لا يقبل عبد الله الجزار بإطالة البقاء في نفس المكان أكثر من اللازم، فهو مستقل حقاً ويفضل مواصلة التنقل من مدينة لأخرى بحثاً عن ربح أعلى. حرمت هذه المراوغة عبد الله من الحصول على نزال كبير في عرض ادفع لتشاهد، لكنه تمكن من التواجد عام 1991 في بطولة العالم للمصارعة WCW في أمريكاالشمالية. وبعد أن قدمه كاكتوس جاك كتهديد أو خطر على ستينج، شارك الجزار في نزال غرفة الرعب تشامبر أوف هورورز سيء السمعة، والذي تعرض فيه للسع على الكرسي الكهربائي. لم يكن ذلك العرض الأبرز لمواهب عبد الله، لكنه قدمه كوحش لجيل الجماهير الجديد بأكمله.
ما زال عبد الله نشطاً حتى الآن رغم أنه في السبعينيات من عمره، فقد نازل كل أسطورة في كل عرض تقريباً على وجه الأرض باستثناء عروض WWE. ورغم العقود التي أمضاها في الحلبة، لم ينازل عبد الله هالك هوغان قط في بطولة WWE أو حتى بريت "هيت مان" هارت في ماديسون سكوير جاردن. إنها نزالات الحلم الذي لن يتحقق إطلاقاً، لكن هؤلاء الأساطير سيتواجدون معاً عندما يأخذ الجزار مكانه المناسب إلى جوارهم في قاعة مشاهير WWE.
الطول: 1.83 متر الوزن: 163 كيلوجرام البلد : السودان الحركة المميزة: رانينج إلبو دروب، كاراتيه ثرست اهم الانجازات : قاعة مشاهير WWE 201.