أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الليبية أن محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا وقت الانتفاضة عزز تقدمه في الانتخابات التاريخية التي شهدتها البلاد في الوقت الذي توقع فيه منافسوه الإسلاميون أن يعززوا مكاسبهم من خلال التحالف مع مرشحين مستقلين. ويتجه تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل لتحقيق فوز ساحق في المنطقة الشرقية التي تضم طبرق ودرنة اللتين اعتبرتا معقلا للإسلاميين المتشددين مما يوحي بأن قاعدة تأييده لا تقتصر على مناطق الحضر مثل العاصمة طرابلس. وكانت مكاسب جبريل لن تترجم على الفور الى هيمنة على المؤتمر الوطني المؤقت الذي يضم 200 مقعد والذي سيختار رئيسا للوزراء وحكومة قبل ان يمهد الطريق لانتخابات برلمانية كاملة عام 2013. وخصص 80 مقعدا فقط في المؤتمر الوطني للقوائم الحزبية وهو ما يعني ان عدد المرشحين المستقلين سيكون أكبر ويصعب معرفة اتجاهاتهم ويمكن ان يبرموا اتفاقات مع أحزاب إسلامية. وقال محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في ليبيا لرويترز إن الأرقام التي جمعها حزبه تشير الى انه سيحقق الأغلبية في مقاعد المستقلين. وأضاف ان النتائج النهائية ربما تظهر أن حزب العدالة والبناء هو الحزب المتقدم، وهذه أول انتخابات وطنية حرة في ليبيا منذ ستة عقود وتأتي كمرحلة فارقة بعد 42 عاما من حكم الزعيم الراحل معمر القذافي. وقال مراقبون دوليون إن الانتخابات سارت بشكل جيد رغم حوادث عنف وقعت يوم الاقتراع وقتل فيها شخصان على الأقل، فيما يقول محللون ان جبريل استفاد في الانتخابات من دوره البارز خلال الانتفاضة لانهاء حكم القذافي ويضع فيه كثير من الليبيين ثقتهم لاعادة بناء اقتصاد ليبيا. كما تقدم جبريل أيضا في سبها البلدة الرئيسية في الجنوب الصحراوي. أما حزب العدالة والبناء فقد حقق تقدما في بلدة الشاطيء بوسط البلاد وهي من المناطق القليلة التي لم يكن فيها مرشحون لتحالف جبريل.