لمعت العديد من أسماء المراسلين الحربيين خلال حرب أكتوبر، حيث لعبوا دورا بارزا فى تقوية الروح المعنوية للجنود فضلا عن حالة الزعزعة التى تخللت صفوف العدو الإسرائيلى، بفضل نجاحهم فى رسم صورة حية لكل ما يجرى على أرض المعركة وعن الخسائر الفادحة التى تكبدها العدو. حمدي الكنيسى هو رئيس الإذاعة الأسبق وكان أحد أبرز المراسلين الحربيين أثناء حرب أكتوبر، ويحكى الكنيسى عن ذكرياته اثناء الحرب قائلا: كدت أفقد حياتى أثناء عبورى للقناة لولا شجاعة أحد أبطال الصاعقة الذى دفعنى داخل المياه ليبعدنى عن حقل ألغام زرعه. وسرد الكنيسى بعض الأسرار عن شجاعة وبسالة الجنود المصريين بكافة تخصصاتهم، حتى المشاة منهم مؤكدا أنهم حققوا انتصارات قوية بإسقاط الدبابات بسلاح النبالم المحمول على الأكتاف وسيرا على الأقدام، وذكر أن محمد المصرى دمر27 دبابة، كما دمر عبد العاطى 23 دبابة، وأضاف أن هناك عددا من الأبطال المسكوت عنهم والذين لم يأخذوا حقهم مثل فريق أركان حرب سعد الشاذلى. جمال الغيطاني الكاتب جمال الغيطانى هو المراسل الصحفى الحربى لمؤسسة أخبار اليوم اثناء حرب اكتوبر، وتحدث، أنه نجحت قوات الدفاع الجوي في إسقاط طائرة استطلاع متقدمة بمقاييس الوقت، كان اسمها "ستراتو كورز" وكان إسقاطها صعباً لما تحمله من إمكانيات متقدمة، موضحا أنه كان موجوداً بقاعدة أبو صوير عندما تم إسقاطها، ولفت إلى موقف أخر عندما تم تضليل صاروخ مضاد لقواعد الصواريخ الموجودة بين القوات المصرية وكان اسمه "سترايك" وتم إطلاقه لرصد الإشارات المنبعثة من قواعد الصواريخ المصرية ويحفظها، هكذا يظل متجهاً إليها حتي إذا التزمت القواعد بالصمت الراداري. وتحدث عن حصار منطقة "كبريت" والتي أظهرت بسالة وجدية المقاتل المصري أثناء حرب أكتوبر، وظهر ذلك في صمودهم أمام الحصار والذي كان أطول حصار خلال الحرب، حيث استمر 134 يومًا مات خلالها الناس جوعًا، ورغم ذلك لم يسقط علم مصر عنها، كما ذكر أن أحد الجنود ظل على جبل عتاقة طوال هذه الفترة، وكان يتغذى على ورق الشجر. عبده مباشر هو كاتب وصحفي من أبطال حرب أكتوبر وكان من الأصدقاء المقربين للزعيم الراحل أنور السادات، قال إنه من المواقف العصيبة، التى رآها أثناء وجوده مع الفريق فؤاد عزيز غالى قائد الغرفة 18 مشاه بالجيش الثانى الميدانى حدث هجوم مدرع على مركز العمليات الذى يدير منه المعركة فى موقع متقدم، وكان عبارة عن ثلاث دبابات إسرائيلية وبحركة غير إرادية، وحتى دون أخذ الأوامر تحرك جنديان أحدهما "لف" لغماً على صدره، ونام تحت الدبابة الإسرائيلية، فانفجرت بمن فيها، وقدم روحه فداءً للوطن. والثاني جلس في وضع قتالي، وأصاب الدبابة الثانية فتوقفت، إلا أن قذيفة أحد الجنود الإسرائيلية أردته قتيلاً، قبل أن يلاحقه جندى مصرى لقتله، أما الدبابة الثالثة فولت هاربة إلى أن تعقبها مقاتل مصرى وأصابها من الخلف، ثم ألقى عليها قنبلة فاحترقت بمن فيها. ويحكى مباشر أنه فى عام 77 كلفه الرئيس السادات بمرافقة عيزرا وايزمان الرئيس الإسرائيلى فيما بعد فى رحلة سياحية بالإسكندرية وقلت له: "ما هي مفاجأة حربي 67 و73 فقال عنصر المفاجأة كان المقاتل المصرى ففى الحرب الأولى رأينا جندياً تقليدياً لا يعبأ كثيراً بالسلاح الذى يملكه فيما كان المقاتل المصرى فى 73 أشبه بمعجزة القرن، وأننا لأول مرة كقادة إسرائيليين نرى جنوداً مصريين يواجهون مدرعة ومجنزرة بصاروخ محمول على الكتف، ورأينا جنديًا آخر يسقط طائرة بصاروخ سام 6 وسام 7 يا عزيزى والكلام على لسان الجنرال الإسرائيلى للأستاذ عبده مباشر إن الجندى المصرى فى 73 لم يكن من فصيلة البشر. حمدي لطفي يعتبر المرحوم حمدي لطفي المراسل العسكري لدار الهلال، والذي كان يوصف بأنه عميد الصحفيين المصريين المتخصصين في الشؤون العسكرية، وذكر أن قائداً عسكرياً أمريكياً كان في زيارة للقوات المسلحة المصرية قال: "إن المصريين هم الذين إخترعوا أول مركبة قتال في عهد رمسيس الثاني، وهم الذين أنهوا دورها في القرن العشرين". وأوضح أن رد الفريق أول محمد الجمسي، أن الدبابات ستظل بتأثيرها القوي في المعارك القادمة من حيث قوة نيرانها وخفة حركتها، كما ستظل الدبابة هي القوة الضاربة للقوات البرية في أي مكان بالعالم، غير أنه بالضرورة سيدخل علي أنواع الدبابات وتسليحها تطور كبير فرضته نتائج حرب أكتوبر 73 ومقاتل المشاة العملاق حامل المدفع الصغير المضاد للدروع. الكتاب والأدباء الإسرائيليين ومن الجانب الإسرائيلي كان لكتابهم رأي وشهادات أقرب إلى الواقع رغم إنها حاولوا التقليل من الدور المصري، إلى أنهم لم يستطيعوا إخفاء الحقيقة والتي عرفها العالم كله، وهي إن الجندي المصري "خير أجناد الأرض"، وهؤلاء الكتاب والأدباء الإسرائيليين: الكاتبة الإسرائيلية "عينات كوهين" وهي أديبة إسرائيلية قائلت : "إن حرب أكتوبر كانت نقطة تحول درامية مذهلة فقد كانت حرب أكتوبر زلزالا هز أركان المجتمع الإسرائيلي. الكاتب الإسرائيلي "ساباتو حاييم" وكتب مقال بعنوان" أيام من الرهبة" قال فيه أنهم كانوا يستعدون للاحتفال بيوم الغفران، وإذا بهم يسمعون صفارات الإنذار وسادة حالة من القلق والصراخ لدى القادة طلبا للمساعدة، خاصة بعد الانفجارات الشديدة التى شهدتها مرتفعات الجولان وتبع ذلك تدمير العديد من الدبابات وسقوط القتلى الواحد تلو الأخر، الأمر الذى اصابهم بحالة من الصدمة والخوف والرعب، وأكد ان وجود "اسرائيل" وقتها كان على المحك. كتاب التقصير اهتم كتاب التقصير والذي شارك في كتابته سبعة كتاب من أنصار الفكر الإسرائيلي بالبحث عن الحقيقة وكشف الأخطاء والكذب الذي يخرج من الجانب الإسرائيلي. وقال فيه إن الناطق العسكري المصري كان يذيع بيانات تطابق الواقع كثيرا وكان المراسلون الأجانب يرسلون تقاريرهم إلي صحفهم مؤكدين أن إسرائيل تخفي الحقيقة وأنهم لا يثقون في بيانات إسرائيل العسكرية وأن القيادة العسكرية الإسرائيلية منعتهم من الذهاب إلي جبهة القتال حتي لا يتم كشف الحقيقة. واكد في كتابه، أن "جولدا مائير تقول الجيش الإسرائيلي لم يفاجأ وهو الآن مستعد للهجوم" "موشي ديان يقول سنضرب المصريين ضربا مبرحا" وكانت هذه بعض العناوين الرئيسية لكبري الصحف الإسرائيلية ومنها دافار ويديعوت أحرونوت وهاآرتس وغيرها.