مصر "محلك سر" فى التعامل مع الإرهاب الإلكترونى 150 ألف موقع إلكترونى لتجنيد الشباب شرطة مكافحة جرائم الإنترنت عاجزة عن دورها استغلت الجماعات الإرهابية، التطور التكنولوجى فى الترويج لمعتقداتهم الفكرية، واستقطاب الشباب، ويعتبر "تويتر" أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعى التى تستخدم للتفاعل والتنسيق أثناء العمليات الإرهابية، وتكمن الميزة الأساسية فى "تويتر" بالنسبة إلى الجماعات الجهادية فى أنه يوفر مجتمعات افتراضية متغيرة، تتكون بصورة تلقائية خلال الأحداث الكبرى وهو ما تستفيد منه فى حين أنها تستخدم "فيس بوك" فى تجنيد أتباع جدد ونشر الأفكار والمعتقدات؛ لأنه أكثر وسائل التواصل الاجتماعى استخداما فى تجنيد المتطرفين. وتعتبر المنتديات الإلكترونية و"واتس آب" و"انستجرام".. أداة مهمة فى يد الجماعات الإرهابية لنشر أفكارها ومعتقداتها ووضع خططها وتنفيذ أهدافها وتجنيد أعضائها، ورصدت "المشهد" الوسائل الإعلامية التى تستغلها بعض الجماعات المتطرفة للترويج لأخبارها ومعتقداتها، بينها:"موقع الخلافة،أخبار الدولة الإسلامية، الدولة الإسلامية فى العراق والشام، مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامى،أرشيف الخلافة، مؤسسة البتَّار الإعلامية، ومؤسسة أجناد". ومن أشهر الحسابات للجماعات المتطرفة على تويتر: "ويكيليكس دولة البغدادى"، وصل عدد المتابعين له لأكثر من 70 ألف مشترك رغم قلة التواصل مع أعضائه، كما تظهر العديد من الحسابات المتطرفة من عدة دول وتغلق بعد تحقيق هدفها . بحسب مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء، فإن 80% من الذين انتسبوا إلى تنظيم "داعش" تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى؛ حيث إن عدد المواقع المحسوبة لهذه الجماعات ارتفع من نحو 12 موقعا إلكترونيّا عام 1997 ليصل- بحسب آخر الإحصائيات- إلى 150ألف موقع هذا العام. بدوره قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، إن "الإفتاء" تواجه وتراقب كل ما يتم نشره وبثه عبر وسائل الإعلام المختلفة، والانتقال إلى المرحلة التالية بالرد عليها، ونشر الردود باللغات المختلفة من خلال مرصد لمواجهة الفكر التكفيرى . وأضاف نجم فى تصريحات خاصة ل"المشهد"، أن المرصد يعمل 24 ساعة بهدف دعم المؤسسات الدينية والاجتماعية فى مواجهة الظاهرة، وتقديم برامج وخطوات لمواجهة الظاهرة عبر استخدام عدد من الأدوات والآليات لتحقيق الرسالة على المستوى الإعلامى، ونشرها على المستوى المجتمعى. وأشار مستشار مفتى الجمهورية إلى أن الهدف الرئيسى الآن للافتاء هو التصدى لفتاوى التكفير والآراء المتشددة فى مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتقديم معالجات فكرية ودينية للظاهرة وآثارها، ومحاولة الوقوف على الأنماط التكفيرية والمتشددة فى المجتمع لتكون محل مزيد من البحث والدراسة لتقديم تصور لعلاج الظاهرة والمرتبطين بها. وأشار إلى أن الدار أنشأت قبل سنوات صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" باللغتين العربية والإنجليزية بلغ عدد المشتركين فيها ما يزيد عن مليون ومائتى ألف شخص من داخل مصر وخارجها، فى حين بلغ عدد المشتركين فى الصفحة الإنجليزية ما يقرب من 100 ألف مشترك أغلبهم من أوروبا. وتابع مستشار المفتى: "الدار لم تكتف بالصفحات الرسمية، بل أنشأت صفحتين باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان "داعش تحت المجهر" لنشر ما يقوم مرصد فتاوى التكفير والأراء الشاذة برصده والرد عليه لمواجهة الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية بلغ عدد المشتركين فيهما أكثر من 120 ألف مشترك". وطالب نجم بضرورة إنشاء هيئة وطنية تهتم بمكافحة الإرهاب والجرائم المرتبطة بشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، تعطى صلاحيات واسعة لملاحقة هذه المواقع والمرتبطين بها، وتدشين عدد من المواقع التى تنشر الفكر الإيجابى والعلم الشرعى حتى تغلق الباب على أرباب الفكر الفاسد. من الناحية الأمنية، قال الخبير الأمنى العميد محمود قطرى، إن وزارة الداخلية متأخرة فى السيطرة على حركة التواصل على شبكات الإنترنت، ومصر تعتبر من الدول الحديثة فى التعامل مع الشبكة العنكبوتية والأنظمة الإلكترونية، مشيرا إلى أن الدورات التدريبية التى يتلقاها الضباط فى وزارة الداخلية غير مكتملة ولم تصل للتقنيات الحديثة . ولفت قطرى فى تصريحات خاصة ل" المشهد" أن الداخلية أحيانا تستعين ب" الهاكرز" لحل بعض الإشكاليات وذلك يدل على وجود عجز كبير يؤثر على الأمن الوطنى، مضيفا: "مازلنا محلك سر فى التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا بشكل عام". وطالب الخبير الأمنى بضرورة وجود وحدات متقدمة لمكافحة الجرائم الإلكترونية ويتم التدريس داخل أكاديمية الشرطة دراسات متخصصة عن الإنترنت، كما طالب وسائل الإعلام بعمل وحدات مكافحة للحد من انتشار الظاهرة . وحذر قطرى، من خطورة الإرهاب الإلكترونى على مصر قائلا:" مصر محاصرة دوليا من عدة جهات من الناحية الغربية ليبيا وجماعات "داعش" والشرقية حماس وكتائب القسام وفى الحدود الجنوبية من السودان ومواقع التواصل سهلت الدخول لأى دولة بأسرع وسيلة اتصال . وطالب الخبير الأمنى، الحكومة بسن قوانين فعَّالة وصارمة للتعامل مع جرائم الإرهاب الإلكترونى، وإغلاق المواقع الإلكترونية التى يستخدمها الإرهابيون لتنفيذ عملياتهم والتحريض على القتل، ونشر التوعية بأضرار هذه الأعمال.