بحبر الروح الدوائر المُفرَغة والمواطن ..!! عندما تتلقى السهم من حيث تنتظر المُداواه ... تلك هى المأساه !! تتناثر الأنباء المتضاربة على مواقع التواصل الاجتماعى وشبكات الانترنت حول الاسباب الحقيقية خلف ارتفاع نسب الوفاة فى مصر تحت وطأة تلك الموجة الحرارية القاسية لتُسجل حتى الأن 76 حالة وفاة ... بعض المواقع الإخبارية ارجعت ذلك إلى ما يُعرَف ب " ظاهرة الاجهاد الحرارى" التى قد تتطور إلى ضربة شمس تفضى إلى الموت. وهناك بعض الأنباء تروج إلى ظهور فيروس قاتل يُدعى (مارسا) ينتعش فى وسط حرارى مرتفع كالذى تشهده مصر حالياً مع مثل تلك الموجات الحرارية غير المسبوقة والإدعاء بأنه المتسبب فى حالات الوفاة المُعلنة ، كما تزايدت حدة التوتر بين المواطنين عقب تدوال أنباء بانتشار الفيروس داخل المستشفيات الحكومية والزعم بأنه السبب فى إغلاق عدد من غرف العنايات المركزة تحسباً لتفشى الفيروس القاتل . وها هو المواطن المصرى يعيش كلا الجحيمين (الداخلى والخارجى) فلا يجد مصدراً موثوقاً لاقتفاء أثر الحقيقة.. فقط يحتمى بجدران منزله المُحترِق من حرارة الجو وحرارة الظنون، ليبقى حبيساً خلف صمت الأجهزة المعنية وثرثرة تُجار الكلمة . ومع الأسف اعتدنا فى مصر على عدم المصداقية والشفافية من جانب كل من الدولة والإعلام تجاه المواطن، الذى اصبح لديه ثقافة راسخة توسوس فى أذنيه طيلة الوقت بأنه فى حال وقوع كارثة لن تُعلنها الدولة تحسباً لاشاعة حالات الفوضى .. وعلى الجانب الأخر يقف إعلامنا الذى يشبه (أفلام المقاولات) مُتاجراً حَاصداً للغنائم من خلف كل هذه المرجعيات المتضاربة ما بين ثقة شعبية مهتزة ومعلومات متأكلة يلفها دائماً الغموض، الأمر الذى يدفع دائماً بالمواطن الحائر إلى تلقُف كل ما يتعركَل به من معلومات متلمساً سبيلاً هزيلاً لمواجهة طوفان شكوكه حول ما هو صحيح أو مغلوط . لابد لنا من مصدر موثوق نستقى منه المعلومة يا سادة.. لا تدعوا ظهورنا فى الهواء ينهشها الرعب والفزع دون أدنى حق فى المعرفة .. واجهونا بالحقائق كى نتمكن من حماية أنفسنا.. على كل الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الصحة أن تُعلِن الحقائق مهما كانت وتُزيل الإلتباس وتدحض الشائعات ولا تترك الشعب بهذا المستنقع من التخبط . لابد من توافر المصداقية، فهى أول حق حيوى يحتاجه مواطن يريد فقط حماية آدميته ، فمازلنا نفتقر إلى مفاهيم واعية لكيفية إدارة الأزمة ، وبكل أسف لا نزال نتبع سياسات كهلة لا تفيد ولا تنفع، بل تخمد نيران المواجهة وتلقى بالمواطن فى سلة الموت أو بالوعة الغش المعلوماتى . كفانا تعتيم .. كفانا شائعات .. كفانا متاجرة بسبق رخيص .. أنظروا قليلاً لهؤلاء البشر اللذين لم يرقوا بعد إلى مستوى معاملة الحيوانات فى أى دولة أوروبية.. مازال المواطن المصرى هو أرخص شىء يمكن إدراجه بقائمة الممتلكات، فهو كرة البنج بنج بين الدولة وإعلام المقاولات .. لابد من رأب صدع الثقة خاصة فى وقت الأزمات ..لابد من توفير المعلومة الصحيحة للشعب، فالمعلومة لا تقل فى أهميتها عن رغيف الخبز .. لابد أن يكون هناك إعلاماً للشعب يصدقه ويجيره من مافيا الشائعات والتجارة المعلوماتية التى لا تعبأ سوى بتحقيق المكاسب على أشلاء المواطنين . لوجو المشهد لوجو المشهد