اعتبرها خبراء عديمة الجدوى هل مصر بحاجة إلى شراء حاملتى الطائرات "ميسترال"؟ وصف خبراء عسكريون الحديث عن صفقة مصرية منفردة، أو مصرية سعودية، لشراء حاملتي الطائرات "ميسترال" الفرنسيتين، ب"استنزاف للثروات العربية"، ولا تمثل أي رؤية استراتيجية عسكرية، خصوصا أن "أعداء" مصر في مرمى نيرانها، ولا يوجد ما يتطلب هذا النوع من الأسلحة لمصر، بخلاف أنها قد تؤدي، إلى توتر العلاقات مع روسيا قبيل أيام من لقاء "السيسي وبوتين" المرتقب، فيما يرى أخرون أنها جزء من رؤية أشمل لمنظومة التسليح في مصر. وأثارت الأنباء بشأن نية "مصر" ودول أخرى مثل السعودية، شراء حاملتي الطائرات "ميسترال" الفرنسيتين التي كان من المقرر بيعهما لروسيا، والتي تم إلغاءها على أثر الأزمة الأوكرانية، اهتمام الرأي العام الدولي، وبدى أن الصفقة في مراحلها الأخيرة. ونقلت وكالة رويترز أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحث مع نظيره الفرنسي "فرانسوا هولاند" رغبة مصر في شراء حاملتي الطائرات "ميسترال"، فيما ذكرت شبكة روسيا اليوم أن العاهل السعودي الملك سلمان، يريد إنشاء أسطول قوي في مصر، يستطيع أن يصبح قوة إقليمية في البحرين الأحمر والمتوسط. وأكد خبراء عسكريون، واستراتيجيون ل "المشهد" أن قرار شراء "ميسترال"، ليس له أي جدوى في هذا التوقيت، لأنها ليس لها استخدام، تحتاجة الدول العربية، إضافة إلى تأثيرها على العلاقات "المصرية الروسية"، وأن كانت مهمة في حركة تنويع السلاح. اللواء محمد عبد المنعم طلبه ، الخبير العسكري والاستراتيجي، يقول: إن حاملات الطائرات تخص الدول الكبرى لتأمين مصالحها الاستراتيجية، والمشاركة في حروب على دول أخرى، وحماية الدول الحليفة لها، وسبق استخدام حاملات الطائرات الأمريكية في حروب الخليج، وتحريكها على مقربة من سواحل مصر الحروب مع اسرائيل، مشيرًا إلى أن الدول الكبرى تستخدمها كقاعدة جوية وبحرية، في البحار والمحيطات. وتساءل الخبير العسكري والاستراتنيجي، إذا اشترت "مصر والسعودية"، "ميسترال"، أين ستضعهما؟، وفيما ستستخدمهما؟، ومن هم الأعداء المستهدفين؟، موضحا أن أعداء مصر تحت مرمى طائراتنا وصورايخنا، وإذا ما تحدد الهدف حتما ستكون لها أهمية. وبين اللواء طلبة أن مصر ترتبط بعلاقات جيدة بدول أوروبا ولايوجد تهديد منها، وبالنسبة "لإسرائيل" فهي تقع بالمدى الخاص بسلاحنا الجوي وصواريخنا، كما أن البحر الأحمر لا توجد به توترات. وأوضح أن الوضع بين الخليج وإيران لا يتطلب حاملة طائرات كون "طهران" تقع في مدى الصواريخ وسلاح الجو السعودي، علاوة على أن استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي، إستعادة العلاقات الدول الأفريقية معها بشكل جيدة مرة أخرى. ولفت اللواء طلبه الى خطورة توقيت إثارة هذه الصفقة، بعد الاتفاقيات الأخيرة التي وقتع بين "القاهرةوموسكو"، وقبيل الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي الى موسكو لتفعيل الاتفاقيات وتعزيز العلاقات، مبينا أن هذه التقارب المصري الروسي أثار غضب الغرب الذي يريد استنزاف ثروات الدول العربية، كما تريد أمريكا خلق حالة توتر بين البلدين. ومن جهته يقول اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة الأسبق، والخبير الاستراتيجي، أن "مصر والسعودية" ليست في حاجة لحاملة طائرات، لكونهما ليستا في حالة حرب أو لهما أعداء يستخدمونها ضدها ، مشيرًا إلى أن حاملات الطائرات، تمتلكها الدول الكبرى أو التي لها عداءات خارج حدودها وتريد مواجهتها عسكريًا لحماية مصالحها، وهذه القاعدة غير قائمة في مصر. وأضاف: إذا كانت الصفقة حقيقية، او إذا تمت ستكون "سياسية"، وليست "عسكرية"، لأن "ميسترال" ليس لها جدوى في الاستخدامات العسكري على الأقل في هذا التوقيت، لأن مصر ليست في حالة حرب مع أعداء خارج حدودها، وجميع الدول التي لنا عداءات معها تحت مرمى صواريخنا وطائرتنا الحربية، وأيضًا ضمن مدى أسطولنا البحري. الى ذلك يقول اللواء إجلال العفني الخبير العسكري والاستراتيجي، "إذا تم تأكيد الأنباء التي تم تداوله، عن نية مصر والسعودية لشراء حاملتي الطائرات ، فستكون الصفقة سياسية، ليس لها بأي قرارات عسكرية، لأن الدول العربية ليست في احتياج "ميسترال"، حالياً ومستقبلاً، مؤكداً أن قرار الشراء يحتاج الى عمق تحيليلي "إستراتيجي" قبل اتخاذ القرار النهائي. ويرى: ربما تأتي "الصفقة"، ضمن محاولات الغرب الدول العربية، لإنعاش صناعات الأسلحة الغربية، والاستفادة من ثروات المنطقة، وان كان من وجهة نظري أن الصفقة تسلح لايجدي نفعاً في التوقيت الحالي.