الطالبة حاولت الانتحار مرتين.. (صفر ) الثانوية العامة سابقة فساد وحق ضائع فى سابقة هي الأولى في تاريخ مصر التعليمى، حصلت الطالبة مريم ميلاد ذكرى، الصف الثالث الثانوى العام، ابنة قرية "صفط الخمار" مركز المنيا، فوجئت بحصولها على "صفر" في جميع المواد، واكتشفت أن أوراق الامتحان ملصق عليها "التكت" الخاص بها، الذي يحمل اسمها ومدرستها ورقم جلوسها، أما باقي الأوراق فهي لا تمت لها بصلة. الفتاة التي بدت عليها ملامح البراءة، قالت في حوارها لبرنامج "الحياة اليوم"، المذاع على فضائية "الحياة" إنها كانت تذاكر بمعدل 15 ساعة في اليوم، ولا تفهم سبب حصولها على صفر في مواد الثانوية العامة، مؤكدة أن تلك الدرجة ليست درجتها، وأن المسئولين عن هذا الموقف أضاعوا مستقبلها ومجهودها، وفرصة التحاقها بالكلية التي تستحقها. وتابعت مريم: "أريد أوراق إجاباتي وسأتحدى بها نماذج الإجابات الواردة من وزارة التربية والتعليم"، مضيفة "لن أتنازل عن حقي ودخول الكلية التي أرغب فيها"، متسائلة "كيف تتفوق طول عمرها وفي النهاية تحصل على صفر %". أسرة مريم منذ إعلان النتيجة وهي تعيش مأساة إنسانية فقالت والدة مريم، إن ابنتها حاولت الانتحار مرتين والبيت يعيش في هم ونكد وكآبة، بينما قال شقيقها الدكتور مينا شقيقتي كانت في علمي علوم وكنت وشقيقي نراجع إجاباتها عقب كل امتحان مع المدرسين وكانت إجاباتها نموذجية في كل المواد وقدمنا تظلما واكتشفنا أن جميع كراسات الإجابة ليست خاصة بشقيقتي، وكان واضحًا جدًا أن الخط ليس خطها وهذا ما أكدته شقيقتي عندما رأت بنفسها كراسات الإجابة. مضيفا "أرسلنا شكاوى عبر الفاكس والتلغراف والإيميل لرئيس الجمهورية ووزير التربية والتعليم للتحقيق في الواقعة وإنصاف شقيقتي".وقال الدكتور باسم، شقيق مريم الثاني، أن عائلته بها الكثير من المتفوقين . من جانبه أشار دكتور محمد فتح الله الخبير التربوي في حديثه ل"المشهد " إن الواقعة تدل علي فساد المنظومة القائمة بعمل التقييم ووضع الأسئلة وطريقة التصحيح وأسلوب رصد الدرجات مما يؤثر سلبا على مستقبل الطلاب ويؤدي إلي ضياع حقوقهم ويعمق الفجوة الطبقية بين أبناء المجتمع" وطالب فتح الله باصلاح هذه المنظومة وتغيير آلية عملها لافتا إلى أن "حدوث هذا الخطأ يرجح وقوع ظلم كبيرعلى طلاب آخرين مما يستوجب إعادة ومراجعة كل أعمال كنترول أسيوط بل وباقي كنترولات الثانوية العامة على مستوى الجمهورية" وفق قوله. من جهة أخرى أكد أحد أعضاء كنترول الثانوية العامة بالقاهرة -طلب عدم ذكر اسمه- أنه "ربما حدث خطأ ما فمن المحتمل أنه تم وضع رقم سري على كراسات الإجابات مخالف للذي تم وضعه في كشوف رصد الدرجات وهذا مستبعد لأنه يستحيل حدوثه في كل المواد"، مضيفا أنه على الأرجح ان "هذه الواقعة مقصودة وتمت بفعل فاعل وتم استبدال الأوراق الداخلية التي بها الإجابات بأخرى مع الإبقاء غلاف على كراسة الإجابات" .وفي السياق القانوني أشار الخبير القانوني وعضو تحالف دعم العدالة أسعد هيكل إلى أن هذه المشكلة لنتحل إلا بتدخل الرئيس السيسي مؤكدا أن "الفساد في التعليم قائم منذ عشرات السنوات وكم من طالب وقع عليه الظلم ولم يلتفت إليه أحد" وأضاف أن"تبديل أوراق الإجابة بأخرى جريمة، واعتداء على حق الملكية الفكرية وعلينا أن ننتظر أن تقدم النيابة العامة المتهم ".وخلص هيكل إلى أن التعويض المناسب للطالبة هو "تقديم واعادة كراسات اجاباتها وتصحيحها وحصولها على الدرجات التي تستحقها وتعويضها ماديا ومعنويا ومحاكمة مرتكب الجريمة"