يلتقى مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الثلاثاء 14 يوليو بللمرة الأولى بالمعارضة السورية جنوب البلاد في محاولة لاحتواء نفوذ المسلحين بالمنطقة الجنوبية. وقال المتحدث باسم قادة قوات المعارضة جنوبسوريا إن دي ميستورا التقى بهم الثلاثاء لأول مرة، فيما أفاد عصام الريس المتحدث باسم الجبهة الجنوبية بأن التحالف عرض على مبعوث الأممالمتحدة الخرائط ورؤيته للفترة الانتقالية دون الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يطلب فيها دي ميستورا الالتقاء بقادة الجبهة الجنوبية لكن لم تعقد أي اجتماعات من قبل بسبب دواع لوجستية. كما التقى ستيفان دي ميستورا في عمان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني ناصر جوده وبحث معه آخر التطورات والمستجدات على الساحة السورية والجهود المبذولة لمحاولة التوصل إلى حل للأزمة حيث أكد جوده دعم الأردن لجهود دي مستورا المبذولة. واستعرض وزير الخارجية الأردني مع دي ميستورا وضع اللاجئين السوريين في الأردن الذين يشكلون أكثر من 21 بالمائة من مجموع سكان المملكة والعبء الكبير الذي تتحمله. ويسيطر تحالف الجبهة الجنوبية على مناطق كبيرة من الشريط الحدودي الجنوبي كما انتزع السيطرة على بلدات وقواعد عسكرية بالمنطقة. وكانت قوى المعارضة في حلب قد رفضت في الأول من مارس/آذار خطة المبعوث الأممي إلى سوريا المتمثلة بتجميد القتال في حلب، واعتبرت أن خطته جزئية وتتناقض مع القرارات الدولية ومع مطلب رحيل الرئيس السوري، مشيرة إلى أن ضرورة وجود حل جذري للأزمة السورية، إضافة لرحيل الحكومة السورية وأركانها ومحاسبة "مجرمي الحرب" منهم. وتضم هيئة قوى الثورة في حلب ممثلين عن المجموعات المقاتلة في المدينة وعن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعن نشطاء. وفي الثاني من الشهر الحالي، التقى المبعوث الأممي وفدا من الائتلاف الوطني السوري المعارض في جنيف، حيث قدم الائتلاف وجهة نظره فيما يخص تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة، مؤكدا تمسكه بالحل السياسي المستند إلى بيان جنيف1. وأعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة الجمعة 10 يوليو أنه من المتوقع أن يقدم دي ميستورا نهاية الشهر الحالي مقترحات جديدة في محاولة لإطلاق تسوية سياسية في سوريا، مضيفا أن المبعوث الأممي سيواصل مشاوراته قبل نهاية الشهر لوضع مقترحاته. وقدم دي ميستورا مؤخرا تقريرا عن الجهود التي بذلها لمدة أسبوع إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى عدد من سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وكان دي ميستورا قد زار القاهرة السبت 11 يوليو في بداية جولة بالمنطقة لبحث تطورات الوضع في سوريا مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، ثم توجه في اليوم نفسه إلى الدوحة. وفي السياق ذاته وسعيا للوصول إلى حل جذري للصراع التقى دي ميستورا في ال11 من فبراير بالرئيس السوري بشار الأسد حيث أكد أن جل التركيز في هذه المهمة هو العمل على تيسير عملية سياسية من أجل الوصول إلى حل سياسي لهذا النزاع الذي طال جدا، مشددا على عدم وجود حل عسكري لهذه الأزمة. وناقش دي ميستورا خلال لقائه الأسد والمسؤولين السوريين في دمشق المقترح المقدم من الأممالمتحدة من أجل الوصول إلى تجميد القتال في حلب لتكون نقطة انطلاق لإعادة الأمن والاستقرار إلى كل الأراضي السورية. وقد أبدى الرئيس السوري حينها دعمه لأية مبادرات لحل الأزمة، مؤكدا أن سوريا حريصة على دعم أي مبادرة أو أفكار تسهم في حل الأزمة بما يحفظ حياة المواطنين ومؤسسات الدولة لقاء ثان جمع الطرفين أواخر شهر يونيو، حاول دي ميستورا خلال الاجتماع بكبار المسؤولين السوريين نقل قناعته العميقة أنه لا يمكن فرض حل للنزاع بالقوة، وأن هناك حاجة ماسة إلى تسوية سياسية شاملة. يذكر أن المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا قد أعلن عقب زيارته الأولى إلى سوريا في فبراير/شباط أن الرئيس بشار الأسد جزء من الحل في سوريا، حيث أفاد في لقاء جمعه بوزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس في فيينا بأن الأسد هو جزء من الحل وسوف نستمر في إجراء مناقشات مهمة معه. وقد شدد ستيفان دي ميستورا على أن تنظيم "الدولة الإسلامية" هو المستفيد الوحيد من الأزمة القائمة من عدم وجود اتفاقات. ويعمل المبعوث الدولي منذ أكتوبر 2014 على خطة وساطة لوقف إطلاق النار أطلق عليها "التجميد المحلي"، تبدأ من مدينة حلب شمال سوريا، وهو ما اعتبره الرئيس السوري بشار الأسد "مبادرة جديرة بالدراسة، ونجاحها سيشكل حجر الأساس لخطوات مماثلة" في مناطق أخرى.