مواجهة باسلة للجيش مع الإرهاب وحكومة فاشلة وأهالي يستغيثون شهداء وجرحى ومزارع مجرفة وبيوت مدمرة ومحافظ شمال سيناء مغيب عما يجري انقطاع تام فى الكهرباء والمياه والوقود والاتصالات والمستشفيات ولا إسعاف أو ثلاجات حفظ الموتى تعيش منطقة شرق سيناء وتحديدا الشيخ زويد ورفح بقراها أزمة وصلت الى حد الكارثة .. قرى بكاملها نزحت الى العريش ومحافظات مصر بسبب القصف بالدانات او طائرات F16 أو الأباتشى ، الحياة أيضا لاتطاق لمن صمدوا ورفضوا النزوح . بداية نستعرض أهم القرى التي تحولت إلى خراب ، بسبب تمركز عناصر الإرهاب فيها: ## 1- التومة قرية التومة لم يبق بها أى مواطن حيث نزحت جميع الأسر المقيمة فيها وحتى المدرسة الوحيدة بها تعرضت للقصف وتقول مصادر امنية ان المسلحين يختبئون بها ، كما قصفت الوحدة الصحية بالطيران بعد ورود معلومات بتواجد مسلحين داخلها ، والوحدة المحلية بها كانت من نصيب طائرة بدون طيار لوجود مسلحين قرية التومة يستقر بها عدد كبير من الارهابيين حسب روايات شهود العيان ، منها خرجت السيارات المفخخة التى استهدفت الأكمنة الامنية فى الاربعاء الدامى ، فقد تم تجهيزها بالقرية ووضعوا اقفاصا من الخوخ والتفاح لإخفاء المتفجرات حسب الروايات. التومة توقفت الحياة بها تماما وقوات الامن تتعامل مع العناصر الموجودة فيها عبر القصف بالطيران ولا تقوم بالتدخل البرى بسبب العبوات الناسفة التى يقوم الارهابيون بزراعتها على مداخل ومخارج القرية ، وجميع المصالح الحكومية توقفت هناك التعليم والصحة والمحليات ، ولم تعد بها حياة 2 - المقاطعة قرية المقاطعة من القرى التى نزح أهلها بعد عمليات قصف بدانات الدبابات لعدد كبير من المنازل مما ادى الى وفاة مدنيين بينهم اطفال ونساء من القصف الخاطىء حسب رواية عدد من شهود العيان. المدرسة والوحدة الصحية والمعهد الازهرى تم قصف مبانيها اما عن طريق الطائرات او بواسطة دانات الدبابات ، وقال شهود عيان للمشهد ان العناصر الإرهابية تقوم بقصف الأكمنة الامنية او اطلاق النار عليها من وسط الاهالى ، فيقوم الأمن بالرد عليهم مما يسفرعن وقوع ضحايا من المدنيين اهالى القرية اكدوا 60 % من المنازل والمزارع والابار تم تدميرها ، والمواطن الذى يصاب بسبب عمليات القصف لايجد سيارة اسعاف تقوم بنقله الا صباح اليوم التالي وغالبا بسيارات الأهالى ، وقد سقطت اسرة بكاملها مابين قتيل ومصاب بسبب الدانات العشوائية ، كما قتل 11 شخصا من أسرة واحدة نتيجة سقوط قذيفة على منزلهم سميت اعلاميا مذبحة الهبيدى ## 3 - المهدية منذ نشوب الحرب على الإرهاب قصف عدد كبير من منازل قرية المهدية، إما بواسطة التنظيمات الارهابية او عن طريق الحملات الامنية ، مما أجبر اكثر من 70% من اهلها على الرحيل، كما نزح الآلاف من قرى الوفاق وسادوت وغيرها من قرى مركز رفح والشيخ زويد، بسبب العمليات العسكرية ، بعدما عاش الأهالى حالة حرب فعلية فى ظل حكومة تجاهلت مأساتهم. يقول الأهالى ان الحكومة غائبة تماما عن المشهد والقوات المسلحة تقوم بالتصدى للإرهاب بشراسة ، ويسقط شهداء من جنودنا ، بينما الحكومة غير مدركة أن المنطقة تعيش حالة كارثية بكل معنى الكلمة. كثير من المدنيين يسقطون نتيجة أخطاء أمنية ، وآخرون نتيجة ذبحهم على يد مسلحى داعش والحكومة لاتتحرك لإنقاذ هؤلاء المدنيين ولا تقوم بصرف تعويضات للضحايا من شهداء ومصابين ، فكثيرا ما يتم الصرف حسب المحسوبيات من له واسطة يتم صرف التعويضات لمنزلة المدمر او تعويض المصابين والشهداء من الأهالى . عجزت المحافظة عن حصر النازحين من القرى فى الشيخ زويد ورفح وعجزت عن حصر ممتلكات المواطنين من مزارع ومنازل ليمكنها تعويض الاهالى بسبب الحرب على الارهاب ، فكثير من منازل الاهالى تم تفجيره بالعبوات الناسفة عن طريق التنظيمات الارهابية ومنازل أخرى دمرت على يد الحملات الامنية ، إضافة إلى مزراع جرفت بكاملها خاصة في الشيخ زويد ورفح حيث يعيش الأهالي على مزارع الخوخ والزيتون والتفاح . الدمار هو سيد الموقف فى شرق سيناء والحكومة لا تقدم اى مبادرة ولا تعوض الأهالى عن الكارثة التي تحل بالمنطقة ، مما يجعل أبناءها يكفرون بالوطن فى شخص الحكومة المترهلة قرارات فردية عدد النازحين غير الرسمى يقدر بحوالى 70% من أسر الشيخ زويد ورفح ، كلهم رحلوا الى غرب العريش منهم من استهدف منزله ونسف من قبل الارهابيين ومنهم من استهدفت منزله الدانات التى تقوم الكمائن الأمنية بإطلاقها عشوائيا وبقرار فردى من قائد الكمين وليس في إطار سياسة عامة للجيش . ويؤكد مصدر قبلى ان قوات الأمن توقفت عن قصف الدانات العمياء مؤخرا بعد سقوط عدد من المدنيين ، حيث لاتفرق بين إرهابى ومدنى مسالم ، الأمر الذي أدى الى زيادة عدد النازحين بمنطقة ابوطويلة وقرى الظهير والعكور وابو العراج وقد طالب الجيش من خلال مكبرات الصوت الأسبوع الماضى الأهالي بعدم النزوح والتواجد فى مناطقهم لأنهم فى حماية القوات المسلحة . القصف بالهوية بعض المناطق تتعرض لقصف بمجرد العثور على عيوات ناسفة فيها ، وكأن الأهالى يعلمون بسر هذه العبوات ، رغم أنه ليس بإمكانهم التصدى للمسلحين حتى لايتعرضون للقتل ، وكثيرا ماكان يتم استهداف عائلة بعينها ، لأن عناصر منها منضمة الى العناصر التكفيرية . يقول اهالى رفح والشيخ زويد إنه كثيرا ما يتم عقاب قرية او تجمع او منطقة لوضع الارهابيين عبوة ناسفة رغما عن الأهالى ، الذين لايستطيعون الابلاغ لعدم وجود خدمة شبكات تليفون بالمنطقة ، والمواطن أعزل لايمكنه مواجهة المسلحين والا تعرض للقتل . ملف المعتقلين المئات من ابناء شمال سيناء رهن الاعتقال بمعسكر بالاسماعيلية دون تحقيق او محاكمه لايعلم ذووهم عنهم شيئا ، ولايسمح لأهاليهم بالزيارة ، مما يذكر باعتقالات طابا في 2004 ، فوقتها اعتقل الآلاف من ابناء شمال سيناء دون جريرة. ## ويطالب الاهالى جهاز المخابرات الحربية الذي يثقون فيه بدراسة ملف المعتقلين والافراج عمن لم يثبت تورطه فى اعمال عنف . هناك أيضا حوالي 100 حالة اختفاء قسري لا يعلم ذووهم عنهم أي شيء ، رغم اعتقال بعضهم منذ 9 أشهر ، رغم أن الأوراق الموجودة فى معسكر الجلاء تقول (إنه تم الافراج عنهم وتسجل اليوم والتاريخ ) فالسجلات تؤكد الإفراج عنهم فى ديسمبر 2014 وحتى الآن لم يصلوا إلى قراهم ، مما جعل الأهالي فى حيرة من امرهم لا يعرفون إن كان ابناؤهم أحياء ام امواتا. ## الحرب على الارهاب مستمرة لنحوعامين ومنذ بدايتها فشلت الحكومة فى إدارة الأزمة ، فقد حدث انعدام للخدمات فى مناطق شرق سيناء أمنيا وصحيا ، وانقطعت المرافق ، فمنطقة الشيخ زويد ورفح تعاني انقطاعا تاما فى الكهرباء والمياة والوقود والاتصالات والمستشفيات والمدارس والاسعاف والمطافى ، وحتى مولدات مستشفى الشيخ زويد ورفح و8 وحدات صحيه متوقفة وثلاجات حفظ الموتى متعطلة . ## توقف الإسعاف فى مناطق الشيخ زويد ورفح ادى الى حالات وفيات كان يمكن انقاذها ، بعد التعرض لقصف بالخطا من الأكمنة الأمنية . ## يقول الدكتور محمود عامر مدير مرفق الأسعاف بالمنطقة إن "السيارات لاتتحرك إلا بأوامر من قوات الامن ، لأنها مستهدفة من قبل التنظيمات الارهابية حيث تم خطف سيارة وحرق اخرى من قبل، ولهذا نتحرك بحذر شديد، ونحاول العمل بقدر المستطاع ورجال الاسعاف يعملون فى جو خطير ، فهم معرضون الى الموت فى اى لحظة ورغم ذلك لانتوقف عن العمل" مستشفى الشيخ زويد ومستشفى رفح متوقفان تماما وحتى الإسعافات الأولية وثلاجات حفظ الموتى لاتعمل والمنطقة فى أمس الحاجة الى مستشفيات بكامل طواقمها بحكم أنها فى حالة حرب حقيقية ، ويسقط كتير من المصابين بين الاهالى بسبب المعارك الدائرة ، وهذا دور الحكومة بالتوازى مع دور القوات المسلحة فى حربها على الإرهاب. يقول احد شيوخ القبائل رفض الافصاح عن اسمه: قواتنا المسلحة تواجه حربا شرسة مع الارهاب وليس من مهمتها توفير اماكن للنازحين وتقديم خدمات للمواطنين ، لهذا فان غياب نشاط إدارة الازمات بالحكومة تسبب فى تفاقم المأساة، فما بالك لو نشبت حرب نظامية تخوضها قواتنا المسلحة؟! ## نسأله : ماهو المطلوب من حكومة محلب ؟ فيجيب : مطلوب من الحكومة "العاجزة" إعداد مشروع عاجل باعتبار منطقة شرق سيناء منطقة كوارث واغاثة عاجلة للنازحين بمنطقة العريش ( فمحافظة شمال سيناء فشلت فى انقاذ الموقف ، ولم تستطع حتى حصر الحالات النازحة من الشيخ زويد ورفح ) وهؤلاء النازحين يحتاجون انشاء معسكرات ايواء لهم ، كما نحتاج اغاثة عاجلة لحل مشكلة المياه والاتصالات والاسعاف والوقود والمستشفيات والمدارس والاطفاء مطلوب أيضا تعويض المصابين من المدنيين وأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة أخطاء أمنية او على يد العناصر الارهابية، دون تباطؤ ، وهناك ضرورة للاعتراف بالاخطاء الامنية والتي يترتب عليها حقوق للمصابين والشهداء من المدنيين العزل. مطلوب كذلك وجود آلية مرنة لتحويل المصابين الى مستشفيات القاهرة حيث يلجا المواطن المصاب الى واسطة ومحسوبية لدى المحافظ اللواء عبدالفتاح حرحور لكى يتم تحويل المصاب الراقد بالعناية المركزة في مستشفى العريش ، ويجب تشغيل الاسعاف الطائر من العريش الى القاهرة على اعتبار ان المنطقة منطقة كوارث . مطلوب من وزراة الصحة ارسال فرق طبية على أعلى مستوى في تخصصات الجراحة والتخدير والإسعافات الأولية والعناية المركزة ، وكذلك ثلاجات حفظ الموتى . ## مطلوب من الحكومة إرسال طواقم متخصصة فى الكهرباء والمياه والصحة لإنقاذ الاهالى من انعدام الخدمات بشرق سيناء .وإقالة اللواء عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء ومعه الجهاز التنفيذى لفشله فى إدارة الازمة ولعدم عرضه مأساة المحافظة على ابراهيم محلب رئيس الوزراء فى زيارته الخاطفة الى العريش ويقول شيخ القبيلة أن غياب الحكومة والأخطاء الامنية كانت مدعاة للتنظيمات الإرهابية لاستقطاب بعض المواطنين خاصة الشباب ، كما كانت مادة ثرية للإخوان المسلمين وأعداء الوطن للمتاجرة بماساة الأهالى.
دعم غير مسبوق للجيش رغم ما يعانيه الأهالى فى شمال سيناء إلا أن هناك دعما شعبيا غير مسبوق لقواتنا المسلحة فى حربها ضد الارهاب، إضافة إلى دعم معنوى كبير لقوات الامن فكثير من الشباب أبناء القبائل يقفون كتفا بكتف مع رجال القوات المسلحة اما بمدها بالمعلومات او فى ميدان المعركة ويقول الشيخ عبدالقادر جرير من قبيلة السواركة ان ثقتنا فى قواتنا المسلحة بلا حدود لتطهير سيناء من الارهاب ، ولكن هل ثقة الدولة فى أبناء سيناء بنفس القدر، يجب ان تكون هناك مصالحة مجتمعية بين الدولة والمجتمع السيناوى حتى يتحققالاستقرار بالمنطقة ونضع الحلول الفورية بشرط ان نكون رقما صحيحا فى المعادلة.وأول هذه المصالحة – وفقا لما يقول- إعادة النظر فى ملف المعتقلين من أبناء سيناء بشكلجاد ، خاصة وأن غالبيتهم تم اقتياده إلى المعتقلات بالوشاية دون ان يقترفذنبا ، فالإفراج عن المعتقلين يساعدكثيرا فى ردم فجوة الثقة بين الدولة والأهالى ويساعد على الاستقرار ويضيف جرير: الأمر الثانى فى المصالحة هو رعاية الدولة لأسرالشهداء من المدنيين الذين سقطوا نتيجة التجاوزات والأخطاءالأمنية ، ومنسقطوا على يد الارهابيين ، وتوفير مأوى محترم يليق بهم وصرف معاش شهرىلأسرهم وتعيين ابنائهم فى وظائف محترمة تليق بهم ، وووضع برنامج لتاهيلالاطفال نفسيا ترعاه الدولة بجدية. وكذلك رعايةالأسر النازحة من جحيم الإرهاب و التجاوزات الأمنية، بعدما اصبحوامشتتين فى غرب سيناء دون رعاية او اهتمام من الدولة ويرى جرير: أنالدولة هى المنوط بها تطهير سيناء من الإرهاب ، وأرى ان دور أبناء القبائلفى معركة الدولة ضد الارهاب هو الدعم والحشد الشعبى لمساندة قوات الامن فىمحاربتها للإرهاب بجميع الوسائل المتاحةواضاف : لست من انصار انيحمل ابناء القبائل السلاح لمواجهة الارهاب وتكوين ميليشيات موازية لمؤسساتالدولة، ولكنى من انصار تقديم الدعم المعنوى والشعبى لأفراد القواتالمسلحة والشرطة ، وارى ان يتم محاسبة المقصرين والفاشلين من مؤسسات الدولةوالمنوط بهم حماية الوطن ، لاننا نحن ابناء القبائل والعشائر والعائلات منيدفع الثمنوعما يشاع عن بوادر فتنة بين قبائل سيناء وعشائرها يقول : لابوادر لأى فتنة ، فالنسيج القبلى متماسك بحيث لا يسمح بذلك، واستطيع ان اراهن على ذلك ، والتاريخ يشهد. ويضيف : لست قلقا على سيناء بقدر خوفىمن اتساعفجوة الثقة بين أبناء سيناء والدولة ، ولهذا اضع الكرة فى ملعبالدولة بمؤسساتها ، فأبناء سيناء دائما ما يتعرضون الى اتهاماتبإخفاء المعلومات عن الأجهزة الامنية فى مواجهتها للارهاب ، وأرى ان المشلكةليست فقر معلومات بقدر ماهو فقر فى التنفيذ، أعيدواالثقة بين الجميع واستمعوا للمواطنين وصدقوهم ، عندها سيتم تطهير سيناء منالارهاب، اما فى ظل ازمة الثقة ، فاننى ارى ان القادم أسوأ