استخدمت الولاياتالمتحدة الأميركية حق الفيتو على الطلب السوداني بانسحاب قوات الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة، اليوناميد، من دارفور، وكانت حكومة الخرطوم قد طالبت مرارا بانسحاب قوات اليوناميد من دارفور، متهمة اياها بالانحياز، واستهدفت جماعات مسلحة يشتبه في علاقاتها بحكومة السودان قوات اليوناميد على مدى الاشهر الماضية . ويذكر أن القانون والنظام منهار تماما في أنحاء كثيرة من دارفور حيث حمل متمردون من غير العرب السلاح في العام 2003 ضد الحكومة التي يقودها العرب في الخرطوم متهمين إياها بالتفرقة في المعاملة على أساس عرقي ومذهبي، ومن جهتها تسعى الحكومة السودانية المدعومة بميليشيا الجنجويد حسم الصراع في دارفور عسكريا، فيما ترى المعارضة السياسية والمجتمع الدولي بضرورة حله ديبلوماسيا، حيث تمت مناقشة الوضع الدموي الذي يعانيه دارفور ومنهج حكومة البشير في المواجهة في اجتماع مغلق غير رسمي لمجلس الأمن الدولي، لم تحضره كل من الصين وروسيا. وقالت "مانثا باور" سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة "الآن ليس وقت سحب قوات حفظ السلام الدولية من إقليم دارفور السوداني حيث تزايدت حدة العنف واضطر عشرات الآلاف للتخلي عن منازلهم"، وأضافت "يتعين على الدول الأعضاء التي لها تأثير على الخرطوم استغلال هذا التأثير وحث الحكومة على السماح بزيادة إمكانية وصول موظفي الإغاثة الانسانية والسماح ليوناميد بمباشرة تفويضها بحماية المدنيين"، مشددة على ضرورة "فرض تطبيق عقوبات الأممالمتحدة وحظر السلاح والعمل على ايجاد حل سياسي شامل يبدأ بالتفاوض على وقف حقيقي للعمليات العسكرية". ومن جهته أوصى الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بأن يعمل المجلس خلال هذا الشهر لتمديد تفويض يوناميد لعام آخر قائلا إن "أيّ سحب للقوات لا بد وأن يعتمد على قدرة الحكومة والجماعات المسلحة على تحقيق تقدم بشأن السلام".