حثت مدعية المحكمة الجنائية الدولية "فاتو بنسودا" جوهانسبرغ للايفاء بالتزامها تجاه قانون الجنائية وتسليم الرئيس السوداني "عمر البشير" المتواجد حاليا بجنوب افريقيا، للمحكمة، وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان انها "تؤيد إعتقال الرئيس السوداني المطلوب للعدالة الدولية". ووصل البشير اليوم السبت، الى جنوب أفريقيا للمشاركة في قمة الاتحاد الافريقي التي تعقد بالعاصمة جوهانسبرغ اليوم وغدا، وسط إهتمام وترقب لافتين، في أعقاب تعاظم الجدل بشأن إحتمال إستقباله في ذاك البلد الموقع على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية التي تطلب توقيف البشير بسبب إتهامات بمسؤوليته عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقعت بإقليم دارفور غرب السودان منذ العام 2003. وقالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، أن مكتبها كان على إتصال مع سلطات جنوب أفريقيا بشأن زيارة البشير، لافتة الى أن ذات البلد ملزم بتنفيذ التزامه القانوني تجاه المحكمة وتسليم الرئيس السوداني، وأضافت في تصريح هاتفي لوكالة أسوشيتد برس " إذا لم يتم القبض على البشير، سيتم إبلاغ الأمر إلى مجلس المحكمة ودول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي أحال قضية دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية في عام 2005." ومن جهته قال مدير العدالة الدولية في منظمة هيومن رايتس ووتش "اليز كيبلر" في بيان صحفي "أن السماح للبشير بالدخول إلى جنوب أفريقيا دون القبض عليه يمثل وصمة عار كبيرة لسمعة جنوب أفريقيا " الى ذلك قال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال - ياسر عرمان أن جنوب أفريقيا باعتبارها موقعة على ميثاق روما فهي ملزمة باعتقال أي مطلوب للعدالة الدولية، وإعتبر في تصريح له السبت، إن ذهاب البشير ومشاركته في القمة يمثل تحديا أمام القضاء المستقل بجنوب أفريقيا ولتصريحات سابقة صادرة من حكومة جنوب أفريقيا كما أنه يمثل تحديا لكل تاريخ وإرث جنوب أفريقيا ولا سيّما المؤتمر الوطني الأفريقي في مكافحة العنصرية وجرائم الحرب. وأضاف "البشير مجرم حرب لا تختلف سياساته عن نظام الأبارتهايد وهو عنصري بامتياز، ويجب ألا يصدّق أحد في جنوب أفريقيا أن البشير يخوض معارك ضد الغرب أو مستهدف من قبل الغرب بسبب سياساته الوطنية"، واضاف أن جرائم البشير كلها ضد الشعب السوداني وهو متورط في أجندة الإسلام السياسي العالمية، بما في ذلك " الإرهاب الدولي، والتي أضرت بالشعب السوداني أولاً قبل الإضرار بالأنظمة الخارجية وأدت إلى عزل السودان إقليمياً ودولياً." وإتهم عرمان البشير بدعم جماعات الإسلام السياسي في ليبيا والسليكا في جمهورية أفريقيا وسطى كما قال أنه يتولى التدريب السياسي لجماعات مثل بوكو حرام، وتابع " فتلك جرائم ضد أفريقيا أولاً ولا صلة لها بالنضال المزعوم ضد الغرب أو غيره، كما إن البشير دبر محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أثناء القمة الأفريقية وفي مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا." وأكد عرمان دعمه المطالبة باعتقاله وتسليمه للعدالة الدولية مناشدا شعب جنوب أفريقيا ومناضليه بدعم مطلب ملايين المتضررين السودانيين باعتقاله وتسليمه للعدالة الدولية ومحاسبته على جرائم الحرب والإبادة الجماعية ومواصلة قصف الطيران الحكومي للمدنيين السودانيين وأضاف "إن فشل النظام القضائي بجنوب أفريقيا في اعتقاله بموجب دوافع سياسية سيكون أمراً محزناً آخذين في الاعتبار الآمال العريضة التي تعلقها الشعوب الأفريقية على جنوب أفريقيا الديمقراطية ودورها في دعم نضال الشعوب الأفريقية من أجل التحرر والسلام والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.