وحدت الصحف البريطانية، اليوم الاثنين، عناوينها الرئيسية حول نتائج الانتخابات البريطانية في تركيا، والتي جاءت نتائجها على غير أمنيات الرئيس التركي "رجب طيب اردوغان"، وأجمعت صحف بريطانيا على أن النتائج جاءت مذلة لشخص أردوغان وتراجعا لنفوذه، ورأت ان أهم ما ميز انتخابات امس هو إنهاء سيادة الحزب الواحد على البرلمان، وتتمتع تركيا بنظام برلماني، الأمر الذي يعني تمسك الأتراك بدستورهم ورفضهم خطط الرئيس. وكان حزب أردوغان يحتاج لأغلبية الثلثين أي 367 مقعدا، للقيام بهذا التعديل، إلا أن الحزب لم يحقق سوى نحو 259 مقعدا وهو أقل بكثير مما كان يتوقعه بل والأمر الذي يفرض عليه تشكيل ائتلافا . وجاء عنوان صحيفة ال"تايمز" عنوانا يقول أن "الأكراد ينطلقون والناخبون يطيحون بأردوغان" مع صور لاحتفالات الأكراد بفوزهم للمرة الأولي بدخول البرلمان وبنسبة 12%. أما ال"غارديان" فقال مراسلها من اسطنبول كونستانز ليتش أن "الانتخابات أذلت أردوغان"، مضيفا "أردوغان تلقى أسوأ هزيمة انتخابية في أكثر من عقد من الزمان عندما خسر حزبه العدالة والتنمية" أغلبيته في البرلمان وصار الآن يبحث عن تحالف مع حزب آخر لتكوين الحكومة، وأضافت يحدث هذا بينما كان أردوغان يأمل في أن يحقق حزبه انتصارا كاسحا يمكنه من تغيير الدستور حتى يتمكن من الحصول على المزيد من الحقوق السياسية كرئيس للجمهورية، وأوضحت "أدت استراتيجية فرق تسد التي اتبعها أردوغان، لدفع حزبه المحافظ دينيا إلى الواجهة، إلى مزيد من الانقسام في تركيا بل وفي بعض الحالات إلى العنف". وفي نفس الصحيفة قال "سايمون تسدول"تحت عنوان "الناخبون يعاقبون سياسات جنون العظمة"، أن أردوغان "قطع تركيا طولا وعرضا في حملة انتخابية ليضمن فوز حزبه بأغلبية 330 مقعدا على الأقل ليتمكن من تغيير الدستور والحصول على سلطات أكبر لكنه فشل في الحصول حتى على الحد الأدنى لتشكيل الحكومة بمفرده وهو267 مقعدا"، ويضيف إن "تباطؤ الاقتصاد، والبطالة، والحقوق المدنية، وتعثر عملية السلام الكردية والمخاوف من إعطاء أردوغان المزيد من الصلاحيات في السلطة تحوله إلى ديكتاتور كانت السبب في تراجعه الشديد"، موضحاأن "الشائعات انتشرت قبل الانتخابات بشأن اعتزام أردوغان القيام بحملة أخرى لقمع الصحفيين والمنتقدين، هذا لمخالفته هو نفسه للدستور التركي الذي يوجب عليه الحياد تجاه الاحزاب على اختلافها، حيث شن حملة لدعم حزبه الحاكم العدالة والتنمية، لذا تبدو تلك النتائج كهزيمة شخصية لأردوغان"، وبقول لكاتب أن "أردوغان وجه الإهانات، والتهديدات، والاتهامات إلى المعارضين، والناشطات السياسيات، والإعلام، وغير المسلمين، والأقليات العرقية والثقافية في تركيا". وكان اردوغان قد وصف قبل الانتخابات حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، والذي حصل على 25% من المقاعد، بأنه حزب للكفرة والشواذ، كما وصف حملات الإعلام المعارض في بلده بأنه جزء من مؤامرة على تركيا".