شبه "رجب طيب اردوغان" الرئيس التركي، أمس السبت، نفسه بشخصية السلطان "محمد الفاتح" الذي فتحت القسطنطينية على يديه منذ 562سنة، مشبها انجازاته الاقتصادية على مدى ال12سنة من حكمه بانجازات الفاتح، قائلا "إن جعل تركيا تقف على قدميها من جديد هو فتح بحد ذاته"، وقال "إن شاء الله سيكون يوم السابع من يونيو، يوم الانتخابات، يوم فتح هو الآخر." وناشد اردوغان مئات الآلاف من المواطنين الاتراك الذين حضروا حفلا أقيم في احدى ضواحي مدينة اسطنبول لاحياء الذكرى ال 562 لفتح القسطنطينية، بالتصويت لحزبه، في الانتخابات البرلمانية الاسبوع القادم. وفي اشارة الى الاحزاب السياسية العلمانية، قال الرئيس التركي إنه وحزبه، حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية، لن يتراجعا بوجه "اولئك الذين يريدون اخماد شعلة الفتح المشتعلة في اسطنبول منذ عام 1453 عندما فتحها العثمانيون". ويذكر في سياق نشاطات اردوغان، ان الدستور التركي ينص على أن رئيس الدولة منصب شرفي يترفع عن السياسة وأحزابها، ولكن أردوغان قضى الأسابيع الماضية في الترويج لحزبه قبيل اجراء الانتخابات. وتشير آخر استطلاعات للرأي إلى تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، وأن الحزب قد يخسر اغلبيته في البرلمان، ويقول محللون اتراك أنه مع توقعات خسارة حزب العدالة والتنمية فإن اردوغان سعى إلى الضرب على وتر البُعد التاريخي العثماني والتذكير ب"فتح القسطنطينية". واستشهد اردوغان بآيات القرآن الكريم، وبالحديث النبوي الذي بشّر فيه نبي الإسلام محمد بفتح القسطنطينية، وبفاتحها الذي قال فيه "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش".
وقال الرئيس التركي "لن نتهاون مع الألسن التي تتحدث عن أذاننا نحن المسلمين أن تمر مر الكرام، ولن نغض الطرف عن الخونة الذين قالوا إن الظلم بدأ في العام 1453، تاريخ فتح اسطنبول (القسطنطينية سابقا)، وأن الأتراك ارتكبوا مذابح بحق الأرمن واليونانيين البونتيك". واستطرد أردوغان، حسب ما نقلته عن وكالة (الأناضول) قائلاً "ولن نعطي فرصة لمن يحاولون إبعاد اسطنبول عن أن تكون مدينة يصدح فيها القرآن دون انقطاع في غرفة الأمانات المقدسة في قصر طوب قابي، مستمرون في تحدي أولئك الذين يريدون إطفاء نور الفتح الذي يتوهج في قلب اسطنبول منذ 562 عامًا، ولن نسمح بمرور من تسول لهم أنفسهم السعي لتقسيم هذه الدولة، وتمزيق شعبها". واتهم الرئيس التركي صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بالسعي دائمًا لنشر الفتنة في تركيا، مشيراً إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تقوم بها هذه الصحيفة بهذا الأمر "فكانت تكتب نفس الأشياء أيضاً في العهد العثماني، ولا سيما في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، فهذه الصحيفة معروف عنها قربها من اللوبي الأرمني، ومؤخرًا وطدت علاقاتها بالرجل الموجود في بنسلفانيا، في إشارة إلى" فتح الله غولن". ويذكر أن الأتراك يحتفلون في 29 مايو من كل عام، بذكرى فتح مدينة القسطنطينية، كما كانت تسمى في الماضي (إسطنبول حاليًا)، تلك المدينة التاريخية التي استولى عليها السلطان العثماني "محمد الفاتح" من الإمبراطورية البيزنطية، عام 1453م، بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون.