يرى المحللون السياسيون السعوديون إن التفجيرين اللذين نفذهما تنظيم داعش بالسعودية خلال جمعتين متتاليتين ضد مسجدين شيعيين في المملكة يهدفان لتحذير القيادة السعودية من أنه طالما استمر التدخل السعودي ضد الحوثيين في اليمن، فإن المملكة لن تكون بمنأى عن التفجيرات. خاصة وأن استهداف المسجدين في المنطقة الشرقية التي يتركز فيها وجود الشيعة السعوديين هدفه تحفيزهم لتبادل العنف الطائفي مع داعش، ما يؤدي لإرباك السعودية وإلهاؤها بقضاياها الداخلية، وإجبارها على عدم لعب دورها الإقليمي في اليمن، وربما يتعداه إلى ملفات أخرى خاصة الملف السوري. ويذكر أنه، في العام 2011 حاولت ايران دفع شيعة شرق السعودية للمشاركة في احتجاجات شعبية لكن جهودها باءت بالفشل. ويتساءل المراقبون السعوديون "إذا كان داعش يستهدف شيعة المنطقة ككل فلماذا في السعودية دون سواها؟". ودعا فرع السعودية لداعش، الجمعة الماضية، إلى شن هجمات جديدة ضد الشيعة، مؤكدا على ضرورة "تطهير الجزيرة العربية من الشيعة"، وذلك في تسجيل صوتي تم بثه على الإنترنت. ولا يستبعد محللون أن تكون هجمات داعش في السعودية بسبب “فشلها” في حماية حدودها من الحوثيين، وجزءا من لعبة أكبر تقف وراءها أطراف إقليمية لمعاقبة السعودية على جرأتها في منع انقلاب اليمن بقوة السلاح، ومنع جارتها الجنوبية من أن تتحول إلى فناء خلفي للإيرانيين. وعلى صعيد آخر، اتهم نشطاء سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي إيران بالوقوف وراء التفجيرين، وأن داعش يشتغل لديها بالوكالة، فقال رئيس مجلس إدارة قنوات المجد الفضائية "حمد الغماس" في تغريده له "تفجير العنود وتفجير مسجد القديح يذكراننا ببداية الخراب في العراق، إنها نفس الأيادي المخربة يمينها داعش ويسارها إيران". وقال الأكاديمي والكاتب الصحفي حمد الماجد "تريد إيران من خلال زعزعة الأمن في بلادنا وإشعال الصراع الطائفي، فك العقدة التي أحكمتها عاصفة الحزم على عنقها، وتفجير العنود وتفجير القديح يضعان كل مكونات المجتمع السعودي وجهاته وتوجهاته أمام مسؤولية تاريخية لإطفاء اللهيبط. ولا تخفي إيران عداءها للسعودية خاصة بعد تدخلها في اليمن وعجز المسؤولين الإيرانيين عن إنقاذ حلفائهم الحوثيين من غارات عاصفة الحزم في الانطلاق قبل أن تتحول المعركة إلى حرب بين المقاومة اليمنية والميليشيا الحوثية المدعومة بعسكريين موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. ومنذ العام 2011 شهد شرق المملكة احتجاجات وهجمات استهدفت قوى الأمن ما أدى إلى مقتل نحو عشرين شابا شيعيا، وكشفت التحقيقات عن تورط خلايا على صلة بإيران في محاولات لإثارة الفتنة، وهو الأمر نفسه الذي وقع في البحرين، ولا يخفي المسؤولون الإيرانيون من جهتهم تحريضهم للمعارضة الشيعية بالبحرين على استهداف الحكومة وإرباكها.