أشار محللون للشأن السعودي إلى أن داعش الذي تبنى تفجير أمس الجمعة الذي وقع في المسجد اليمني معروف بأنه مخترق من جهات استخبارية متعددة، وأنه ينفذ أجندات متناقضة في الكثير من الأحيان. فيما تحدثت تسريبات كثيرة عن اختراقات لداعش من دول مثل سورياوإيران وتركيا، وأن الجميع يسعى إلى استخدام التنظيم المتشدد لخدمة مصالحه. وتدور شكوك حول الجهة التي تقف وراء تفجير الرياض وتفجير آخر استهدف أمس حسينية شيعية في صنعاء، وسط ترجيحات بأن الهدف هو إرباك السعودية العازمة على منع الحوثيين من الهيمنة على اليمن، وخاصة وهي تُعد لبناء تحالف سني أوسع يقف في وجه التمدد الإيراني. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية قوله إنه “اتضح أنه أثناء أداء المصلين لشعائر إقامة صلاة الجمعة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف، قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه مما نتج عنه مقتله واستشهاد وإصابة عدد من المصلين”. وقال شهود إن الانتحاري باكستاني لكن آخرين قالوا إنه كان يرتدي زيا أفغانيا. وحققت دوائر مقربة من إيران اختراقات كبيرة في باكستان وأفغانستان، مستفيدة من الصراع الطائفي والمذهبي. وكانت صحيفة ديرشبيغل الألمانية كشفت في تقرير لها منذ أيام أن إيران تولت تدريب 700 شاب أفغاني منتمين إلى طائفة الهزارة وأرسلتهم إلى سوريا ليخوضوا الحرب إلى جانب قوات الأسد لوقف تقدم فصائل المعارضة. ونقلت جريد العرب الدولية عن متابعون إن تحريك الملف الطائفي في السعودية هو السعي لدفعها إلى التركيز على معارك مذهبية داخلية والتوقف عن لعب دور إقليمي استفز دوائر أجنبية ومنها على وجه الخصوص إيران التي كانت إلى وقت قريب تتحرك وكأنها القوة الإقليمية الوحيدة في المنطقة. وقال مراقبون محليون إن التفجير يهدف إلى تأكيد أن ما يجري في اليمن هو صراع طائفي بين الشيعة والسنة وليس صراعا سياسيا ناجما عن سيطرة الحوثيين على السلطة بقوة السلاح، ولفتوا إلى وجود محاولة لخلط الأوراق في الملف، وإعطاء مبررات لاستمرار الحوثيين في رفض تطبيق مقررات مجلس الأمن 2216 القاضية بانسحابهم من المدن وتسليم الأسلحة. وتقع بلدة القديح شمال مدينة القطيف في المنطقة الشرقية حيث تتركز الأقلية الشيعية في المملكة. وشهدت المناطق ذات الغالبية الشيعية منذ 2011 احتجاجات وهجمات استهدفت قوات الأمن في محاولة لاستثمار الأجواء التي خلقتها ثورات “الربيع العربي” للبحث عن الانفصال بدعم مباشر من دوائر إيرانية محافظة.