اصطفاف أبناء الجالية المصرية في باريس أمام لجان الاقتراع للمشاركة في انتخابات «النواب»    جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تستقبل المستشار التعليمي التركي وتبحث سبل التعاون الأكاديمي    «المشاط» تترأس اجتماعًا تحضيريًا للجنة «المصرية–الأذرية» المشتركة للتعاون الاقتصادي    «المقاولون العرب» تُتوّج ب 6 جوائز من «ميد» على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    وزيرة التخطيط: ملتزمون بتمكين المرأة اقتصاديًا بما يتماشى مع رؤية مصر 2030    أحمد عبدالوهاب يكتب: حماس وتخزين الأسلحة في الضفة.. تهديد أم فرصة؟    الأهلي يناشد جماهيره لحضور مباراة شبيبة القبائل.. التذاكر لم تنفد بعد    الكامب نو يفتح طريق العودة للمنافسة محليا وأوروبيا أمام برشلونة    إصابة 3 شباب في حادث مروري بنجع حمادي    في عيد ميلادها| قصة أغنية "حبيتك بالصيف" التي تحولت إلى اعتذار رومانسي من عاصي لفيروز    «الدواء المصرية» تحذر من عبوات مجهولة من مستحضر «Entresto» لعضلة القلب    علاج 3652 مريضا فى 3 قوافل طبية لخدمة أهالي برج العرب    إيران والغرب ووكالة الطاقة الذرية.. مواجهة على حافة الغموض النووي    الشناوي: مجموعة الأهلي متوازنة.. وهدفنا لقب دوري الأبطال في 2026    دوري أبطال إفريقيا.. محمد الشناوي: جاهزون لمواجهة شبيبة القبائل ونسعى للفوز باللقب    زيلينسكي يرفض إقالة أقوى مستشاريه رغم تفاقم فضيحة فساد كبرى    ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال بنجلاديش إلى 5 قتلى ونحو 100 مصاب    حرام عليكم، مصطفى كامل يفتح النار على أعضاء نقابة المهن الموسيقية لهذا السبب    يوسف شاهين الغائب الحاضر في مهرجان القاهرة السينمائي    تعاون جديد بين هيئة الكتاب ومكتبات مصر العامة لتوسيع إتاحة الإصدارات في القاهرة    اليابان تعيد تشغيل أكبر محطة نووية بالعالم بعد أكثر من عقد على فوكوشيما    أسعار مواد البناء.. سعر الحديد في السوق    جامعة بنها وحياة كريمة ينظمان قوافل طبية وتوعوية بقرية الجلاتمة بمنشأة ناصر    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بين عائلتين بقنا    ضبط 367 قضية مخدرات و229 قطعة سلاح نارى فى حملة موسعة    قائمة بنوك تتلقى رسوم حج القرعة 2026.. اعرف التفاصيل    تليجراف: ستارمر على وشك الموافقة على إنشاء سفارة صينية عملاقة جديدة فى لندن    رشا عبد العال: النظام الضريبي المتكامل للمشروعات التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه    كهرباء الإسماعيلية مهتم بضم كهربا    وصول حكام مباراة الزمالك وزيسكو إلى القاهرة    إكسترا نيوز من موسكو: العائلات وكبار السن من أبرز مشاهد انتخابات النواب    تعرف على سر سورة الكهف.. وفضل قراءة السورة يوم الجمعة❤️    أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها العظيم    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" أذكار الجمعة التي تغيّر يومك للأفضل    أسعار الفراخ والبيض اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025    "النيابة" تستمع لأقوال المتهمين في واقعة قتل شاب بالدقهلية وإخفاء جثمانه 6 سنوات    حبس شاب 15 يومًا بعد إطلاق نار عقب نتائج انتخابات النواب بالفيوم    تطورات جديدة في ملف تجديد عقود ثنائي الزمالك    بورسعيد الأعلى، جدول تأخيرات السكة الحديد اليوم الجمعة    "المهن التمثيلية" تحذر من انتحال اسم صناع مسلسل "كلهم بيحبوا مودي"    فيديو| ضحايا ودمار هائل في باكستان إثر انفجار بمصنع كيميائي    وفاة القمص توماس كازاناكي كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالإسماعيلية    الرئيس الفنزويلي يأمر بنشر أسلحة ثقيلة وصواريخ على سواحل الكاريبي ردا على تحركات عسكرية أمريكية    الجالية المصرية بالأردن تدلي بأصواتها في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    فرص عمل في شمال القاهرة للكهرباء.. اعرف التفاصيل    مدبولي يكشف مكاسب محطة الضبعة النووية.. مليارات الدولارات سنويًا    موعد وتشكيل الاتحاد المتوقع لمباراة الرياض بالدوري السعودي    الصحة المصرية تعلن خلو البلاد من التراكوما فى ندوة لقيادات الصحة فى الصعيد    أخبار مصر: مصير طعون إلغاء الانتخابات، تفاصيل اعتداء 4 عاملين بمدرسة دولية على 6 تلاميذ، أبرز بنود خطة السلام في أوكرانيا    بورصة وول ستريت تشهد تقلبات كبيرة    تحذير جوي بشأن طقس اليوم الجمعة.. خد بالك من الطريق    دراسة تكشف عن علاقة النوم العميق بعلاج مشكلة تؤثر في 15% من سكان العالم    محمد منصور: عملت جرسونا وكنت أنتظر البقشيش لسداد ديوني.. واليوم أوظف 60 ألفا حول العالم    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    المتحف المصري يفتح أبوابه لحوار بصري يجمع بين العراقة ورؤى التصميم المعاصر    التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    هل عدم زيارة المدينة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح بقناة الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المطرية تتجاوز ليلة اغتيال "طاحون" وتصريحات الهنيدى تشعل انتخاباتها مبكرًا
نشر في المشهد يوم 28 - 04 - 2015

الأشمونى يعود والدمرداش "مرفوض".. وموافى والريس ومعوض وعتمان والحنفى والزقلة يسيطرون
الطحان ينطلق بشباب "العيلة"..و"عظيمة" يخطف أصوات الشباب من صبيح
"دودو" يبحث عن إرث العمدة..وجورج يتراجع أمام "بشرى".. وممارسات بقالى التموين تضرب فرص "الشيخ"
"السلماني" تتألق بأمجد..وصلاح وكامل يقسمان "أبو عيده" و"الكرادسة" و"مخاليف" تتنافسان على "عرب الطوايلة"
"حلوة" يراهن على خدماته ويحذر من غياب الأمن.. وعاطف مخاليف جاهز بتعديلات ل"الأحزاب" و"الطواريء"
تجاهل المرشحون المحتملون لمقاعد مجلس النواب الثلاثة بدائرة المطرية بالقاهرة، تصريحات وزير العدالة الانتقالية المستشار إبراهيم الهنيدي بشأن تأخير إجراءات دعوة الناخبين وفتح باب الترشح للانتخابات المقبلة، واستمروا فى حملاتهم لكسب تأييد الناخبين مبكرًا بشتى الطرق.
ورغم تعقد الظروف الأمنية داخل دائرة تبدو خارج سيطرة الدولة وتعاظم غياب الأمن المجتمعي لدرجة تجرؤ الجماعة وقيامها باغتيال العقيد وائل طاحون مفتش الأمن العام بشرق القاهرة رئيس مباحث المطرية حتى 2011 ،منتصف الأسبوع الماضي، إلا أن الدائرة تجاوزت الآثار النفسية للحادث سريعًا رغم تعقد أوجه البحث والتحقيق، لتشهد تفعيلًا أكبر لأنشطة المرشحين.
واستبعد المرشح المحتمل طارق عبد المحسن حلوة مبادرة أبناء الدائرة بتنظيم عزاء رمزي للشهيد طاحون رغم ارتباطه بعلاقات قوية وراقية بأكبر عائلاتها وأغلب شخصياتها، محذرًا الحكومة والمواطنين من تداعيات اغتيال مفتش الأمن العام على المناخ الانتخابي، فيما أكد النائب السابق عاطف مخاليف تفعيل حملة "وطن ضد التطرف" وتستهدف استبيان آراء المواطنين حول أسباب تزايد عمليات الإرهاب والعنف المسلح بالدائرة ورفع نتائجه لأجهزة أمنية وحكومية، بغرض اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهته.
وشهدت الدائرة حضور ميمي العمدة والإخواني محمود مجاهد نائبين عنها فى انتخابات 2005 ثم استقبلت نبأ إعلان عاطف الأشموني والعمدة نائبين بعد انتخابات 2010 التى خاضها 76 مرشحًا، تلتها ثورة 25 يناير وإسقاط مجلس الشعب، وكان حضور نائبين إخوانيين عن مقعدي الفردي بالدائرة ضمن أغلبية برلمانية للجماعة عام 2011 نتيجة طبيعية لانتخابات مبكرة، وصاحبهما بالبرلمان 3 نواب عن قائمة الكتلة المصرية مقابل 5 للجماعة في البرلمان المنحل بحكم قضائي للدستورية.
وتغيب عن الدائرة التى انفصلت عنها مؤخرًا عين شمس لتحصل الأخيرة على مقعدين، أية مظاهرة لتنمية حقيقية للمجتمع والفرد، حيث تنتشر داخلها العشوائيات وتغيب المرافق عن شوارعها، خاصة بمناطق عزبة الصفيح وعرب الحصن وعزبة العقاد وشارع التروللي وعرب الطوايلة وعزبة النخل، كما تختلط أفكار التطرف وأعمال العنف والإرهاب بتجارة السلاح والمخدرات والتنقيب عن الآثار، وتمثل تلك الأنشطة أسبابًا للإثراء السريع وغير المبرر لكثيرين، بخلاف الاستيلاء على أراضي الدولة وقصور المشاهير من الباشوات السابقين.
واستهدفت الحكومة عام 2008 منطقة "أون" الواقعة بميدان المسلة الجديدة وعرب الحصن، بالتطوير وتحويلها إلى متحف مكشوف ضمن مخطط القاهرة الكبرى الاستراتيجي للعام 2050 ، إلا أن إجراءاتها تأخرت كثيرًا لتستمر عمليات البناء العشوائي والمخالفات بالدائرة وتنال من مساحات واسعة من مسطح المدينة التاريخية الواقعة تحت الأرض.
أما أزمة التعطل عن العمل فهي العنوان الرئيسي لأبناء الطبقات الدنيا والوسطى المتآكلة التي تسعى للصعود اجتماعيًا عبر سلم التعليم، ليقعوا فريسة سهلة بأيدي جماعات الإرهاب والتطرف وصيدًا ثمينًا لتجار المخدرات.
فيما تعاني مناطق المطرية إهمال الأجهزة المحلية مراقبة الخدمات الصحية، ليتحول مستشفى المطرية التعليمي إلى واجهة للفوضى، بينما تنهار العملية التعليمية تمامًا داخل مدارس الدائرة لحساب مافيا الدروس الخصوصية ومدرسي الشوارع الذين ترعاهم جمعيات أهلية تسيطر على دور العبادة وتحتضن نشاطهم داخل فصول تقوية غير مرخصة.
وتعتبر البلطجة أخطر ما يهدد أمن المجتمع بالمطرية بجانب الإرهاب المسلح، ولا تترك جمهورية التوك توك والميكروباص شبرًا داخل الدائرة دون السيطرة عليه، فى غياب قسم شرطة تفرغ رجاله لمواجهة مظاهرات الإخوان المسلحة دون القضاء عليها، وقتل الأبرياء داخل زنزانته وإهانة المواطنين فى الشوارع حتى حصل ضباطه على لقب "جزار".
وشهدت الدائرة عقب ثورة يناير ظهور عدد من الائتلافات الشبابية اختفت تباعًا مع تجاهل الدولة لها وتراخي الحكومات المتعاقبة فى إنجاز استحقاقات المصريين على المستويين الاجتماعي والاقتصادي بالأخص رغم ثورتين، كما تنتشر داخلها جمعيات أهلية لا تزيد أدوارها عن رعاية محدودة للبسطاء مقابل توجيه أصواتهم نحو المرشحين الأكثر تبرعًا لأنشطتها.
وتقف منطقتا عزبة النخل والتوفيقية بعرب الطوايلة شاهدتين على أعمال عنف مختلقة موجهة ضد وحدة المصريين، بسبب بناء كنائس أو إقامة المسيحيين صلوات داخلها، وكان أشهر حوادث الفتنة فى الحادي والعشرين من نوفمبر عام 2008 بشارع التوفيقية، وقتها اعتقلت أجهزة الأمن 33 شخصًا حركتهم قوى التطرف والفتنة وجعلت منهم وقودًا فى معركة استثمروا فيها الجهل كأبرز عورات المجتمع.
وعادة ما تشهد انتخابات المطرية تصويتًا عصبيًا وعائليًا موجها، وتشتهر عائلات مخاليف، الكرادسة، أبو عيده، العياشية، السلماني، والعمدة وغيرها من العائلات الكبرى، بتقديم مرشحين دائمين لها فى الانتخابات، وظهرت مؤخرًا حالات انقسام داخل بعضها ليخرج مرشحان من العائلة الواحدة، كما تشهد تحريكًا غير عادي للبسطاء من قبل جماعات تخلط الدين بالسياسة فى خطاباتها، وترشح شباب ومهنيين كثيرًا ما يكونوا أبعد عن المنافسة وغير قادرين على الحشد لأسباب ذات صلة بعدم تناسب خطابهم مع مستوى وعى وثقافة المواطنين.
وتنتظر انتخابات مجلس نواب مصر 2015 عودة النائب عاطف مخاليف مرشحًا مستقلًا على الأغلب، بعد تأكيده ل"المشهد" على إمكانية ابتعاده عن حزب المصريين الأحرار طبقًا للمتغيرات حسب تعبيره.
ويراهن مخاليف على جاهزيته بتعديلات تشريعية تستهدف إحداث تغييرات جذرية بقانوني الأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية، والطواريء التى يسعى لتقنين حالتها وتحديد نطاق تطبيقها، لافتًا إلى ضرورة حل الأحزاب التى لا تحصل على 3 مقاعد على الأقل بعد ترشح أعضائها لمجلس النواب لمرتين، بهدف تقليص أعداد الأحزاب المتزايد دون انعكاس إيجابي لدورها على المجتمع، بخلاف إصراره على تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الواردة بالدستور، عبر موازنة تقرها للطبقات الدنيا تضمن وصول واستمرار الدعم لمستحقيه، وزيادة الإنفاق على التعليم والصحة.
أما المرشح طارق عبد المحسن حلوة، التربوى المعروف وصاحب مدارس بورسعيد الخاصة وبطل مصر فى التجديف لمدة 12 سنة متواصلة، والذي قدم أوراقه من قبل عن حزب الريادة قبل مراجعة موقفه، فيسعى إلى تعزيز خدماته المستمرة لأهالي الدائرة وترجمتها إلى تشريعات تحمي حقوقهم وكرامتهم، ويجمع "حلوة" بين سمات النائب التشريعي والخدمي بخبرته كعضو مجلس محافظة سابق لدورتين، وحامل لدرجة الماجستير فى القانون.
ويحذر "حلوة" من خطورة إجراء الانتخابات فى مناخ من العنف رغم ضرورة إنجاز الحكومة الاستحقاق الثالث بخارطة الطريق حسب تعبيره، إلا أنه يرى ضرورة تحمل كافة أطراف العملية الانتخابية مسئولياتها تجاه الحدث المرتقب، وضمان استقلالية القضاء لإنجاز انتخابات شفافة ونزيهة تتجاوز جرائم التزوير المتكررة فى العهود السابقة بحق إرادة المواطنين.
عائلة أبو عيده تشهد للمرة الأولى ترشح صلاح أبو عيده عن حزب الريادة إلى جوار ابن عمه المحامي كامل أبو عيده المستقل، وكان الأخير الأقرب إلى مرحلة الإعادة ودخول البرلمان عام 2010 حسب تقديرات حملته، إلا أن عمليات التزوير أجهضت فرصه وآخرين.
وتؤكد ثقافة الناخبين بالمطرية على عدم قبول فكرة ترشح اثنين من عائلة واحدة، لذا رجحت عائلات الكرادسة ترشيح حمدى الكرداسي هذه المرة، بعد أن كان ترشح إمام الكرداسي الأكثر تكرارًا فى السنوات السابقة، فيما أعلنت عائلات مخاليف دعم ترشيح النائب السابق عاطف مخاليف لبراعة رؤيته وجمعها بين البعدين التشريعي والخدمي.
وفيما تبحث عائلات قنديل والساكت وغيتة عن الاتفاق على مرشح لها يدعم خدمة أهالى المطرية القبلية وشارع الصحة، بدأت عائلات فى تقديم شبابها كمرشحين محتملين أقوياء، بينهم المرشح المستقل ياسر صابر الذي ينتمي لأكبر عائلات تجارة الأثاث بالدائرة ويحظى بترحاب شديد من قبل شباب شارع التروللى والعقاد والريس، كما تمتد علاقاته بشخصيات داخل دائرة الزيتون مؤثرة لدى قطاعات واسعة بالمطرية، مع إيمانه بمباديء ثورتين.
أما المرشح الشاب "دودو العمدة" فيبحث عن إرث والده البرلماني السابق ميمي العمدة نائب الحزب الوطني السابق وصاحب الصيت الأكبر بين تجار المطرية ومنطقة سوق الخميس، ويعتمد "دودو" على تأييد غير محدود من قبل عائلات الدائرة له وقدرة والده على إنهاء صراعات عائلية وعمل مصالحات وتسويات عرفية لأزمات كبيرة تنشأ بالمطرية.
عباءة الحزب الوطني خرج منها كثيرون نتيجة "افتكاسة أحمد عز" وابتداعه فكرة المجمع الانتخابي لاختيار مرشحي الحزب عام 2010 والتى أطاحت بفرص كثيرين كانوا يؤمنون بفكرة إصلاح النظام الحاكم من الداخل وليس عبر معارضته، إلا أن حل الحزب وسقوط رجال نظام مبارك واستمرار كثيرين من المنتمين لمنظومته بعد ثورتي يناير ويونيو، حرك أغلب هؤلاء نحو تشكيل أحزاب جديدة أو الانضمام لبعضها.
الحزب الناصري الذي يعاني سوء الادارة بالمطرية لدرجة أنه تجاهل تقديم قيادات عمالية قوية مؤمنة بخطابه ورؤيته الاشتراكية، وقام بضم محمد صبيح المحامي الشاب ليتصدر قائمة مرشحيه عام 2011 بعد فشله فى انتخابات برلمان 2010 ،وتسقط القائمة معه سقوطًا مدويًا بسبب عدم تناسب مكانة وخطاب صبيح مع عمق فكر التيار الناصري، حتى إن مؤتمر الحزب الذي نظمه بمنطقة عزبة شلبي شهد إهانة الفكرة الناصرية والدعوة للحشد ضد الجيش المصري من قبل منتمين للسلفية الجهادية تصدروا المنصة.
وجمد صبيح وآخرون عضويتهم بالناصري، وانضم للتيار الشعبي عقب تأسيسه، وأسس جمعية شباب التحرير لخدمة أبناء الدائرة، إلا أن خطابه لا يزال بعيدًا عن طموحات كثيرين رغم تبنيه فكرة إنشاء منتدى للحوار مؤخرًا وتزايد خدماته للبسطاء بمنطقة سكنه.
وتمثل العودة المحتملة للنائب السابق عاطف الأشموني إلى الترشح بالدائرة عقب ظهوره بين أهالي عرب الطوايلة الأسبوع الماضي، الأمل الأخير ل"صبيح" حسب مقربين منه، حيث يسعى الأشموني ممثل حزبي الوطنى والوفد فى انتخابات البرلمان منذ العام 2000 بالدائرة، إلى استعادة شعبيته المنهارة بالبحث فى دفاتره القديمة عقب فشل إقناعه لأهالي الزيتون والأميرية بالترشح عنهم، وجذب أصوات أهالي العِزب والرياضيين بالتعاون "المكتوم" مع صبيح.
وطبقًا لمصادر مقربة شهدت الأيام الماضية تفاوض الطرفين مع حزب قد يمثل بهما مفاجأة للدائرة حال ترشحهما عنه، ليستفيد صبيح من خبرة الأشموني الانتخابية ويحظى الأخير معه بأصوات يفتقدها، إلا أن صبيح ينفي تمامًا وجود تنسيق مع الأشموني أو إمكانية ترشحهما سويا عن حزب واحد، مؤكدًا منطقية تقاسم أي مرشحين لأصوات المربعات السكنية.
وكما فعلت الزيتون فعلها بالأشموني، أعلنت عائلات وتجمعات شبابية رفضها ترشح اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة السابق مأمور قسم المطرية الأسبق بالدائرة، معللة موقفها بعدم انتمائه لسكانها ورفض فكرة ترشح رجل أمن سابق عنهم مع استمرار سوء معاملة الشرطة للأهالي وسقوط أكثر من ضحية للتعذيب داخل زنزانة القسم فى عهده.
المفاجأة الحقيقية كانت فى ترشح محمد عبد العظيم ابن ثورتي يناير ويونيو عن الحزب المصري الديمقراطي، وحصوله على تأييد عدد كبير من الشباب الداعمين لثورتين يجيد "عظيمة" التعبير عنهما بقوة تأكيده على رفض نظامي مبارك والإخوان ودفاعه عن حقوق المهمشين، ليخطف أصوات شباب الدائرة داخل منطقة العِزب والتروللى من "صبيح" رغم سابقتي ترشح الأخير فى انتخابات برلمان 2010 و2011 ،بخلاف استحواذه على تأييد شباب المسلة والمطراوى والخارجة.
ويجمع "عظيمة" برؤيته وفكر حزبه بين الدفاع عن الحريات العامة والشخصية وشعارات تعزز استحقاقات المصريين للعيش والعدالة والكرامة، ما جعل الحركة الشعبية الديمقراطية "حشد" تعلن دعمها له بجانب دعم التيار الشعبي، كما كان حضوره وشباب الحزب بين متظاهري مصر فى يناير ويونيو واستمرار مواجهته أفكار التطرف والاستقطاب، ضمن أسباب بزوغ نجمه مؤخرًا بالدائرة.
الاستقطاب العائلي والديني سعى إلى التعامل الجاد معه المرشح المستقل وائل الطحان صاحب إحدى المؤسسات الصناعية، عبر استجابته لرؤية شباب مستنير فأسس معهم فكرة "العيلة" لتكون بيتًا لجميع أبناء الدائرة، يتعاملون بمنطق وعقل مع مشكلاتها وأزماتها ويصححون أفكار المواطنين داخلها، وهى الفكرة التى يسعى الطحان ورفاقه لتطويرها بتأهيل كوادر شبابية جديدة لتشغل مقاعد المجالس المحلية عقب خوض انتخاباتها المقبلة.
ويحظى الطحان بتأييد قطاع عريض من المهنيين والمثقفين داخل الدائرة كما يمثل حضوره مرشحا بها تحديًا كبيرًا لشبابها ضد الجهل والتطرف، مراهنين بمبادرتهم على التعامل مع أزمات مجتمعهم بطريقة تتفق ونضالهم الثوري.
أما المرشح المستقل لمقعد الفردي المحاسب أمجد الشيخ فيتمتع بتأييد غير محدود لنشطاء سياسيين فاعلين بالدائرة، أبرزهم القيادي الناصري عادل البهنسي والمناضل العمالي نبوى لطفى، بخلاف اتفاق عدد كبير من القيادات المجتمعية على خدماته، ودعم عائلة السلماني وشبابها بمنطقة عزب المطرية له، وامتداد تأثير عائلات داعمة له بالزيتون والأميرية وعين شمس والمرج والخصوص فى توجيه أصوات أبنائها بالمطرية لصالحه، وتمتعه بعلاقات واسعة بأوساط التجارة ومقاولات البناء، وتقدير المواطنين لسمعته الطيبة وسلوكه.
المهندس جورج جميل جورجى مرشح حزب المحافظين المستبعد بعد إجراءات ملغاة يواجه أزمة "نفسية" عقب مفاجأة ترشح المحامي عماد بشرى عن المصريين الأحرار وبيتر سمير عن السلام الديمقراطي، وتراجع ظهوره نسبيًا بالدائرة مقتصرا نشاطه على خدمات لأبناء البسطاء، إلا أن أفكاره لم تنضب بعد حيث يستعد بطرح مبادرة لتأهيل شباب الدائرة المتعطل تستهدف توفير فرص عمل له بمجال "الصناعة والصيانة"، خاصة وأن مؤسسته العاملة بقطاع صيانة أجهزة التبريد والتكييف انتشرت فروعها بالعاصمة والمدن الجديدة مؤخرا.
ترشح عماد بشرى المحام يُعقد موقف المرشحين المسيحيين بدائرة يصعب نجاح مرشحين منهما سويًا، رغم تمتع عماد بخبرة قانونية وترحيب قطاع من المهنيين به وافتتاحه مركزا طبيا لخدمة الأهالي مؤخرا، إلا أن رهان المرشحين كافة على فرص دعم أصوات المسيحيين التى تتجاوز نسبة 25 % ممن لهم حق التصويت تقريبا، تعزز إمكانية منافسة كل منهما.
أما المرشح وليد الشيخ فيتمتع بقدر من التأييد لا ينال منه سوى ممارسات "بقالي التموين" الذي يحل نقيبا عن كيانهم المستقل، حيث يعاني أهالي شرق القاهرة من قيام كثيرين من البقالين بجمع أموال تزيد عما هو مطلوب رسميًا بفاتورة صرف الدعم المخصص للسلع التموينية، دون تحرك النقابة التي لا تعترف بها جهات رسمية ورقابية نحو مسائلة أعضائها، لكن مرشحين كثيرين وقيادات مجتمعية يعتبرون فرص "الشيخ" قوية لحضوره الحقيقي بينهم.
مرشحو حزب السلام الديمقراطي على ثلاثة مقاعد زاد عليهم ناصر عبد اللاه، صفوت حسن، بخلاف محسن عتمان وهشام رزق الحنفي ولهما تاريخ كبير من الحضور بين الجماهير بخلاف تطور رؤية كل منهما ووجود شعبية كبرى لهما بمناطق شجرة مريم والخارجة والمطراوي وعزت باشا، بجانب تأييد عائلات العدوية لهشام رزق، وسابقة خدمات عتمان لسكان المطرية، لكن مظلة الحزب قد يتم تغييرها مستقبلًا من طرفهم.

ويدخل المنافسة أحمد سلامة أبو كبريت عن حزب الحركة الوطنية المصرية وتزايدت فرصه بتأجيل الانتخابات، ومحمد سيد نصر عن حزب مصر بلدى، وعادل أمين عن حزب مصر الحديثة، وسمير عوض عن حزب المؤتمر، وسالم مسعود عن حزب الثورة.
وبين المستقلين يظهر أحمد عبد الفتاح عباس، محمد فتحى، رضا عطية رزق، وائل محمد إدريس، محمود الطويل المحامي، ومعهم فايز أبوزيد ومعوض جاد وسبق لهما الترشح ويتمتعان بقدر معقول من الحضور بين الجماهير خاصة الشباب.

وفيما اختفي مرشح حزب النور خالد الزقلة عن الدائرة وسط توقعات بترشحه مستقلًا استجابة لمطالب قطاع عريض من المهمشين الذين استفادوا بخدمات جمعيات يديرها طوال السنوات الماضية، ظهر بقوة المرشح وليد موافي لينضم لقائمة المنافسة مدعومًا بتأييد قوى لعائلات المطرية وشبابها.
وينافس المرشحان إسماعيل الريس المحام بالنقض،والمهندس نجم مرشح حزب المصريين الأحرار، وتكرر ظهورهما فى انتخابات سابقة، كما تظل فرصة شكرى على قائمة للترشح بقوة تحريكه عدد كبير من أهالي المساكن وشارع طه قنديل بالدائرة التى ستكون الأكثر سخونة واهتماما للمراقبين، وسط تفاؤل حذر من أهلها الذين يتمنون نجاح 3 مرشحين يخدمونهم بحق ويغيرون تحت قبة مجلس النواب الصورة الذهنية عن مجتمعهم لدى الرأى العام.
اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.