"السرطان.. الكبد.. الفشل الكلوى" أمراض مزمنة.. وضحايا في "انتظار الموت" - 3000 آلاف مصاب بالسرطان سنوياً في مصر.. والحل في "الذهب" - 55 ألفاً يصابون بالفشل الكلوي بينهم 17 ألف طفل يعانون من أعراض مزمنة - المستشفيات الحكومية وراء انتشار فيروس "سى" - المرضى: إهمال "مستمر" ودولة "مستهترة" ومعاناة "لا تنتهى" - اتهامات بين الأطباء و"التمريض": ضعف الامكانيات السبب الحقيقى "إهمال لا ينتهى، معاناة مستمرة.. والدولة تعلن عن عاصمة جديدة، من أجل الطبقات الراقية"، ودائما وأبدا لا يكون المواطن "الغلبان" في الحسبان، تنتشر الأمراض المزمنة في الشارع المصرى، مابين "السرطان، والكبد، والفشل الكلوى"، وجميعها تأتى عن طريق نقص الامكانيات، والأهمال الطبى، بالإضافة إلى مياه الشرب، والأطعمة المختلفة والمصابة بالمبيدات الغير صالحة، والتى استوردها الفاسدين، مرورًا بالبيروقراطية، وجميعها أسباب تتحمل مسؤوليتها الحكومة. فى ضوء ذلك قال الدكتور محمد الهوارى: "الباحثون اكتشفوا علاج لمرض السرطان، باستخدام الذهب"، موضحا أن الاكتشاف يمكن أن يكون كلمة السر في تجنيب الملايين خطر الأورام السرطانية، ولكن كالعادة تبقى الامكانيات والبيروقراطية عقبة في سبيل تحقيق الحلم، مختتمًا" "لا السرطان يغادر أجساد المصريين ولا المصريين يملكون ذهباً للشفاء". ويقول الدكتور عمرو عبد العزيز، مدير مركز الأورام: إن المرض يمكن علاجه بالعلاج الكيماوي في المرحلة الأولى، والثانية، أما المرحلة الثالثة، فيجب تدخل جراحي لاستئصال الورم. "فيروس سى".. حياة لا بد منها وعن "فيروس سى" يقول مدير مركز الأورام، أن المصابين بالفيروسات الكبدية عددهم يتزايد عاما بعد الأخر، وأحوالهم تسوء أكثر، مشيرًا إلى أن الفيروس يتطور إلى أن يصل لمرحلة الوفاة، بعد معاناة طويلة يمر بها المريض، مؤكدا إن الدراسات الجامعية في المجال الطبي الخاص بفيروسات الكبد أثبتت أن 3000 ألف يصابون بالسرطان سنوياً في مصر، بسبب تلوث المياه، وأكثر من 55 ألفاً يصابون بالفشل الكلوي، بينهم أكثر من 17 ألف طفل يعانون من أعراض مزمنة. وعن كيفية الإصابة يقول الدكتور شوقى عباس على، إن أهم سبب لحدوث العدوى هو، نقل الدم الملوث بالفيروس، وهو ما يحدث عادة داخل المستشفيات الحكومية، حيث لا يتم التأكد من سلامة الدم، لذا من الضروري التأكد من خلو الدم من الفيروس قبل نقله، كما تنتقل العدوى عن طريق عيادة الأسنان، التي يكون صاحبها عاجزاً عن إتمام التعقيم الكامل للأدوات المستخدمة، وفى حجرة العمليات، والحقن بإبرة ملوثة بدماء مصابة، كما إن هناك وسيلة أخرى لنقل العدوى خلال عمل رسوم الوشم بإبرة ملوثة • "ميسرة"، طفل لا يتعدى عمره 10 سنوات، من البحيرة، يتلقى علاجه من مرض الفشل الكلوى، في الإسكندرية بمستشفى الميرى الجامعى، وهى أقرب مكان يمكن علاجه فيه، تصحبه والدته 3 مرات أسبوعيا لمتابعة علاجه، إلى أن بدأت حالته فى التدهور دون معرفة السبب، وبعد الفحص اكتشفت الأم أن نجلها الوحيد، قد أصيب بفيروس "سى" الوبائى من خلال جهاز الغسيل والسرنجات، بالطبع حالة ميسرة، هى مجرد مثال للعدين من الحالات التى ملىء البيوت المصرية، بنفس الطريقة والمستشفى أصيبت "ميسرة" بفيروس "سى"، بالإضافة إلى الفشل الكلوى، وهو ما اثبتته التحاليل. الفشل الكلوى.. شئ طبيعى في مصر الدراسة التي أعدها أساتذة الكيمياء التحليلية بكلية العلوم، أكدت أن نسبة مرضي الفشل الكلوي في مصر ارتفعت في الآونة الأخيرة بنسبة كبيرة، حيث ذكرت بيانات الجمعية العامة لمكافحة الفشل الكلوي، أن نسبة الإصابة بالفشل الكلوي ارتفعت بشكل مخيف في محافظات مصر بنسب تتجاوز 1000 مريض لكل مليون نسمة، وتتزايد بنسبة 40% سنوياً. وأوصى الفريق العلمي الذي أشرف على الدراسة، باستعمال مواد بديلة لتعقيم مياه الشرب كالأشعة البنفسجية، أو الأوزون، بدلا من الكلور، الذي يتفاعل بدوره مع الأمونيا، ويؤكسده نتيجة استخدامه بشكل عشوائي في مرافق مياه الشرب. ونظرا لغياب الدور الحكومي في القيام بإحصاء حقيقي، فإنه لا توجد أرقام نهائية لهذا المرض. حياة ليس لها قيمة يقول الدكتور أحمد عبد العال، أن مريض الفشل الكلوى يحتاج إلى 3 جلسات غسيل فى الأسبوع، ولكن الدولة توفر له 2 فقط، وعليه المريض هو أن يوفر الثالثة بمعرفته أو ينتظر الموت، ولأن تكاليف الجلسة الواحدة ما يقرب من 300 جنيه، بخلاف الأدوية، يصبح الخيار الأساسى أمام أغلب المرضى هو "انتظار الموت". قرارت الدولة أجبرت المرضى الذين لا يملكون تكاليف الغسيل الخاص، بالغسيل فى مستشفيات الحكومة، و التأمين الصحى، حيث تكون جلسة بعضهم بعد منتصف الليل أو حسب الوقت المتاح، وفى بعض الأحيان تقوم المستشفى بتسريع عملية الغسيل لتتم فى 3 ساعات بدلًا من 5 ، وهو ما يعرض المريض لارتفاع في ضغط الدم. تبادل اتهامات ومن ناحيه أخرى يتبادل الأطباء، وهيئة التمريض، الاتهامات بالتسبب في الاهمال المؤدى لانتشار فيروس "سى" الكبدى، ويقول أحد مسئولى هيئة التمريض: "لا يوجد وسيط بين المريض وجهاز الغسيل إلا الممرض، وبالتالى المسئولية تقع عليهم مباشره مائة بالمائة لو حدثت أي عدوى أو إصابة من خلال الدم"، ورغم يشدد على التزام أعضاء التمريض بالمستشفيات بتعليمات مراكز حماية العدوى، وخصوصا فيما يتعلق بالنظافة والتطهير الدائم، وأن ما يحدث من عدوى تتم عن طريق أخطاء فردية.