أثارت مشاركة فيلم «بعد الموقعة» في مهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة ردود فعل متبانية ومختلفة خاصة بعد أن أعلن البعض عن عرض الفيلم في إسرائيل وأن منتجه المشارك إسرائيلي الجنسية وفي هذا الحوار يجيب المخرج المبدع يسري نصرالله عن جميع الأسئلة ويكشف كل الأسرار التي أثارت الجدل خلال الشهر الماضي منذ عرض الفيلم قلت: برأيك ما أسباب عرض فيلمك «بعد الموقعة» في المسابقة الرسمية لمهرجان كان بعد أن غابت السينما المصرية سنوات عنها منذ «المصير» ليوسف شاهين.. هل هو مضمون الفيلم أم أشياء أخري؟ - مسألة التحول في حياة المجتمع فالإنسان العادي الذي كان يريد الحياة فقط يتحول إلي إنسان ذي حرية وكرامة يدافع عنها بروحه، من خلال ناشطة سياسية تلغي وجودها في المجتمع المختلف الأشكال في سبيل حريتها وكرامتها والفيلم من عنوانه يعني الحكاية بعد موقعة الجمل أي بعد انتهاء الثورة فالقضية شديدة الإنسانية هي محور الفيلم الذي علي أساسه تم اختياره. تعليقك علي الجدل الذي أثير بسبب أن منتج الفيلم يهودي؟ - يوجد عقد ليس لي يد فيه ينص علي أن توزيع الفيلم من حق الطرف المصري وأنا بطبيعتي لا أسأل عن ديانة المنتج، وهذا المنتج الإسرائيلي «جورج بنيامو» يشارك بنسبة 65% ونفس هذا المنتج الإسرائيلي كان مشارك منتج في نفس شركة إنتاج فيلم «باب الشمس» الذي مدته 4 ساعات ويعتبر من التراث الفلسطيني لشركة المنتج إلياس خوري من سنة 1948 حتي سنة 1995 وهذا الطقس في الإنتاج متبع منذ عصر نابليون حتي الآن وفيلم «باب الشمس» حمل الرسالة للمصريين دون عرضه في إسرائيل وفي المؤتمر الصحفي فوجئت بأحد الصحفيين الإسرائيليين يسألني: ألا تخشي من هجوم المصريين عندما يعرض هذا الفيلم في إسرائيل؟ فكان ردي: توجد مقاطعة بيننا وبين إسرائيل بسبب احتلالها وحروبها مع فلسطين وهذا ليس فيه جدال وأنا أرفض عرض الفيلم في إسرائيل وواجهت الموقف بقوة كمخرج لي موقف مما سبب لي بعض المشاكل بمهرجان «كان». طقوسك الخاصة في اختيار السيناريو؟ - لابد أن اقتنع بالقصة واقتنع بأنها داخل العالم الذي أحكيه ثم أقوم بالتحضير مع الممثلين والمساعدين ومهندس الديكور واستمع لآراء الجميع للبحث عن الإضافات التي تزيد العمل بهجة ومفاجأة. خوف وفزع المبدعين والفنانين من قيود حرية الإبداع بسبب عدم وجود عدد مناسب يمثلهم في لجنة إعداد الدستور! تعليقك؟ - أنا لا أخاف، والذي يخاف لا يستطيع الإبداع أو البناء والمبدع الحقيقي دائماً لا يخشي شيء والمخاطرة والمغامرة هما الإلهام الوجداني الذي يستمد منه المبدع سعادة الانتصار وهكذا الحياة صعبة لابد من التصدي لها وأنا مثل كل الفنانين أضم صوتي إلي صوتهم وأطالب بوجود مساحة في الدستور، وأنا مندهش من حالات القمع هذه الفترة رغم أن الفترة التي أعقبت الثورة مباشرة كان بها حرية تامة وإيجابية مطلقة. رأيك فيما أعلنه الفنان العالمي عمر الشريف عن قطع صلته بمصر نهائيا إذا جاء الحكم إسلاميا؟ - أشك في ذلك لأنه فنان جرئ ويعشق مصر وربما قال ذلكك في لحظة غضب فمهما كانت نتيجة الانتخابات لابد له من الرجوع والتصدي والمواجهة وخوض المعارك لأن علاقته بمصر أقوي وأعمق من ذلك فهذه السلبية ليست من صفاته أو مواقفه السابقة. هل تتقبل النقد؟ - استقبل النقد من أصدقائي الذي يوجهوني إلي الصح والذي لا يعلمه البعض أن الفيلم عندما يعرض أصبح ملكا للناس فقط. لماذا اعتذرت عن فيلم «العالمي»؟ - فيلم «العالمي» كان مرتبطًا برغبتي في تصويره بمركز التجارة العالمي لأن المكان أهم عامل أساسي في الفيلم وبنفس أهمية الفنانين مثل منة شلبي وباسم سمرة ومازالت الرغبة موجودة إذا تحققت لي رغبة المكان. ولماذا تأجل فيلم «محطم القلوب»؟ - كان المفروض البدء في التصوير مع الفنانة مني زكي قبل الثورة، ولكن بعد الثورة انشغلت بالأحداث وبعمل فيلم «بعد الموقعة» الذي شعرت فيه اني أحقق وجداني لأنه مفعم بالثورة بالإنسانية، ولكن حاليا أنا والسيناريست عباس أبوالحسن نقوم بعمل بعض التعديلات للبدء في تصويره «الخريف القادم». يقال إنك امتداد ليوسف شاهين ما تعليقك؟! - لا يوجد أحد يعوضنا عن يوسف شاهين وأنا من حسن حظي اني عملت معه مساعد مخرج لمدة 6 شهور وأنا كنت أعمل صحفيا بجريدة «السفير»لمدة 4 سنوات منذ سنة 1978 إلي 1982 وتركت الصحافة لابدأ مع يوسف شاهين مساعد مخرج فيلم «حدوته مصرية» وتعلمت منه معني الحرية والتحضير والتمسك بحلمك ونظرتك للأمور وكيفية تنفيذ الرؤية بتفان والسينما علاقة صوفية وجدانية ودائما يريد أن يسير كل الذين يعملون معه علي نفس منهجه. لماذا أنت قليل الظهور إعلاميا؟ - لا أحب الظهور دون وجود عمل فني يتحدث عني ويستطيع الإعلاميون سؤالي، ولكن إذا وجهت إلي دعوة ما لحضور مسابقة ما والحكم فيها لا أمانع أو إلقاء بعض أبجديات الإخراج بالأكاديمية أو الكلية لا أمانع ولكني لا أحب الظهور دون داع.