نجم كوميدي أثار الكثير من الجدل منذ بداية ظهوره بالسينما، حطم مقاييس السينما المألوفة من خلال تقديم كاريكاتير صارخ اشتهر به، اعتاد علي الهجوم والنقد اللاذع ولكنه مجاهد ومثابر وله وجهة نظر في كل ما يقدمه ولاتزال أفلامه تحقق أعلي الإيرادات: مازلت أسير شخصية اللمبي؟ - مستحيل الخروج من هذه الشخصية مرة واحدة لابد من الخروج رويدا رويدا وهذا بالفعل ما حدث في فيلم الآن: «بم تك بم» فالكاريكاتير مختلف تماماً بدليل أن كل شخص شبهني بشكل مختلف والآراء جميعها مختلفة والجمهور استحسن الفيلم وكانت هذه هي المفاجأة. صرحت أنك سوف تخرج من عباءة اللمبي؟ - بالفعل قررت ذلك لإخرج من ذلك القمقم واستطيع تجسيد شخصيات كثيرة أحلم بها، ولكني أخشي من كسر نجوميتي ورد فعل الجماهير نحوي مرة واحدة، ولذلك بدأتها من خلال المشاهد التي حدثت في ال18 يوماً فكنت بالفعل بشخصيتي الحقيقية وساعدتني علي ذلك المنتجة الجميلة «إسعاد يونس» لأنها معرفة قديمة من المسرح. هكذا تعني أن المنتج له دور أساسي في نجاح الفيلم؟ - طبعا وأكيد، فالمنتج هو مؤلف التوليفة كلها ويختار الفنان المناسب لهذا الدور والفنانين المشتركين معه في هذه الحبكة الفنية بالشكل المناسب لأنها في الأصل كيمياء وهارمونية منسقة بين الفنانين. لكن فيلمك جاء في المركز الثاني من حيث الإيرادات عكس ما كان يحدث في الماضي بم تفسر؟ - مسألة تقييم أول وثان مسألة موقع ليس أكثر وهذه خاصة بشركات الإنتاج والتوزيع ويارب يكرم كل الناس لأننا في النهاية فنانون مصريون وفي بوتقة واحدة والجماهير هي مقياس صعود وهبوط الفنان ويشرفني ويكفيني أن أفلامي لا تخجل منها العائلة المصرية. تجسيدك فيلماً عن الثورة أليس مجازفة لأن الثورة لم تكتمل بعد؟! - بالفعل أنا أري الوقت لم يأت بعد للمحاكاة عن الثورة، ولكن الفيلم كان محاكاة عن تأثير الثورة علي الحارة الشعبية وتجسيد الحياة الفعلية من خلال اللجان الشعبية التي حدثت بالفعل وإن شاء الله سوف نستكمل الأحداث كجزء ثان للفيلم القادم. كيف تري موسم السينما في عيد الفطر؟ - موسم خطر جدا، وكان هدفنا تحريك السينما، ولذلك كانت الأفلام محدودة جدا، وكان لابد من المجازفة من أجل انتعاش السينما والجميع كان ينتظر ويضع الفيلم الخاص بي رهاناً الحمد لله السينما بدأت وتحركت وحققت إيرادات وشجع ذلك الفنانين علي التصوير مثل أحمد حلمي، السقا، عز، وغيرهم وهذا الشيء يحسب لي. يضايقك لقب فنان شعبي؟ - هذا اللقب شرف ووسام علي صدري فأنا من الشعب وفني شعبي من أجل الترفيه عن الشعب وأين أنا من العملاق فريد شوقي فنان الشعب، وملك الترسو؟ بعد كتابتك هذا الفيلم «بم تك بم» الكل يتساءل: هل محمد سعد سوف يتجه فيما بعد إلي كتابة أفلامه بنفسه؟ - هذه تجربة لن أكررها، ولكن ظروف هذا السيناريو في ذلك التوقيت هي التي فرضت ذلك لعدم وجود سيناريو جاهز والكل يخشي التجربة في موسم العيد بعد الثورة وهذا المشروع أصلاً كان مكتوباً قبل الثورة فأخذته المنتجة إسعاد يونس وقامت بتعديله ليناسب هذه الفترة، وتناولت شخصيتي الفعلية بشكل سينمائي وفي نفس الوقت كنا نريد الاختلاف وعدم التقليد والتشابه. محمد سعد كيف يري ذاته؟ - هذا سؤال صعب الرد عليه وكل إنسان يقاس علي مدي ثقافته وبيئته وتجاربه الشخصية، وكل إنسان يراني بالشكل المناسب لوجهة نظره ومستوي ثقافته وسلوكه وموقعه الاجتماعي. أحلام محمد سعد الفنية؟ - أحلم بعمل فني للأطفال لأنهم يعشقون اللمبي وإذا وجدت عملاً للأطفال مميزاً سوف أسرع وأهرول لتنفيذه. محمد سعد مع الرقابة أم ضدها؟ - أنا مع الرقابة ولابد من وجودها لأن المبدع له وجهة نظر ربما تتعارض مع التقاليد المصرية والعائلة الشرقية فلابد من وجود رقابة لحدوث التوازن. كيف تري الشرطة؟ - يوجد الآن تصالح بين الطرفين واختلفت لغة الضابط مع المواطن، وكلنا في الأصل أهل وعائلة واحدة أمهم مصر. ولكن انتشرت الآن بلطجة الطريق؟ - ربما يكون «بلطجي غلبان» محتاجاً إلي قمة العيش وربما يكون للتمرس ولكن في النهاية كل ذلك سوف يزول لأن الشعب لديه وعي الآن. أيهما أقرب إليك: السينما، التليفزيون، المسرح؟ - كلها شراييني، المسرح عشقي الأول وهو أبوالفنون لأنه يتغير كل يوم حسب الظروف والارتجال سيد التمثيل وأساس الإبداع وإفيه علي الهواء وكلما كان الممثل مبدعاً كان مرتجلا والمسرح منذ أيام الفراعنة، أما السينما فيها تأكيد للذات وتفاصيل دقيقة وإحساس مختلف، أما الدراما التليفزيونية فأنت ضيف علي كل بيت وكلهم عائلتك وهذا إحساس آخر لا يضاهيه إحساس آخر والتليفزيون الآن في عصره الذهبي. ولهذا يقال عنك إنك تخرج عن السيناريو بسبب ارتجالك؟ - الارتجال يعني مشاعر وأفكاراً علي الهوا في لحظتها وغالباً يكون رد فعله أعلي من المكتوب فالمفروض أن هذه ميزة وليس العكس لكي ينتقدوني، ولكن يوجد بعض الفنانين ملتزمون بالسيناريو المكتوب. لكن يقال إنك تتدخل في السيناريو والإخراج؟ - أنا أترك كل شيء لأصحابه لأن الشركات المنتجة لأفلامي لها اسمها ومكانتها وتاريخها فكيف اتدخل؟ وليس معني إنني استبدل بعض عبارات وجمل بالسيناريو لكي أشعرها ويصدقها الناس أنني اتدخل.. لا.. أنا فقط أقول ما أشعره. لكن يقال إنك ديكاتور في العمل؟ - الديكتاتورية تعني عدم الكلام نهائيا، ولكن أنا رجل أؤمن بحرية الرأي مع جميع الناس وزوجتي وألعب مع أولادي كالطفل. ما الجديد لدي محمد سعد؟ - مشروع فيلم سينمائي لم يحدد اسمه بعد تأليف عمر سمير عاطف، وإخراج نادر أحمد جلال وإنتاج الشركة العربية. لماذا التكرار سينمائياً مع الشركة العربية؟ - شركة مريحة جداً وأنا مرتاح نفسيا في التعامل معها والراحة عندي أهم من المادة وربما مشروع سينمائي آخر من إنتاج شركة الأوسكار للمؤلف: أحمد عبدالله والمخرج وائل إحسان. هل تتمني أن يعمل أطفالك بالوسط الفني؟ - اتمني أن يبتعد أطفالي عن هذا الوسط لأنه صعب وشاق جدا، وطريقي لم يكن مفروشا بالورود، كما يعتقد الآخرون وأنا لا أنام ودائماً في حالة قلق ماذا أقدم للجماهير في الفترة المقبلة؟ والوصول للنجاح سهل ولكن الأصعب هو الحفاظ علي هذه المكانة. من هم أبطال حياتك الفنية؟ - المخرج جلال الشرقاوي وسعد أردش ومحمد الدفراوي هؤلاء شهدوا لي بالموهبة وشبهوني بالممثل جيم كاري. كيف تواجه الانتقادات اللاذعة؟ - ابتعدت عن الصحفيين الذين لا يقدمون نقدا بناءً ولا يهمهم سوي التجريح، وكأن بيني وبينهم ثأرا، ولكن دائما أرحب بالنقد البناء وأنا راض عن نفسي تماماً ولا يهمني سوي إرضاء جماهيري لأنهم سبب نجوميتي. ماذا فعلت بك النجومية؟ - النجومية جعلتني أكثر حرصا وخوفا ومسئولية وثقة الجماهير تفرض علي تقديم رسالة إنسانية حقيقية من خلال الكوميديا ونحن ثروة قومية وانتعاشة فنية وسياحية وسبب لأرزاق بعض الناس، ولذا فجميع الخطوات محسوبة علي. هل يوجد ضمن خريطتك الفنية لمبي قادم جديد؟ - لا.. إطلاقا.. اللمبي طالق بالثلاثة والقادم سيكون جديدا ومختلفا وأفضل كثيرا من الماضي.