انفصال المجلس عن وزارة الثقافة ضرورة مستقبلية ولجنة الآثار عليها أن تركز علي التخطيط الاستراتيجي للعمل الأثري وليس الاهتمام بالتفاصيل التنفيذية أصدر مؤخراً وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد التشكيل الجديد للجان المجلس الأعلي للثقافة، والتي يبلغ عددها أكثر من 20 لجنة في مختلف المجالات تندرج تحت ثلاثة فروع رئيسية هي الآداب والعلوم الاجتماعية والفنون، وباعتباري واحداً من أعضاء لجنة الآثار بتشكيلها الجديد أحاول هنا أن أطرح بعض الأفكار والرؤي التي أعتقد أن المجلس الأعلي للثقافة بشكل عام لجنة الآثار بشكل خاص عليه أن ينتهجها لتطوير الأداء. أود في البداية أن ألفت النظر إلي بعض التعديلات التي استحدثها كل من الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق والدكتور شاكر عبدالحميد الوزير الحالي في قواعد تشكيل المجلس بلجانه المختلفة والتي تستحق الإشادة، حيث تم انتخاب بعض أعضاء المجلس، وكذلك الحرص علي تدعيم اللجان بعدد من الشباب والنساء واستحداث مبدأ أن منصب مقرري اللجان يكون بالانتخاب الداخلي من بين أعضاء كل لجنة. وكل ذلك كان في السابق من صلاحيات الوزير فقط وأعتقد أن هذه التغييرات قد تؤدي مستقبلاً إلي إعادة هيكلة المجلس الأعلي للثقافة وتنظيماته وإعادة النظر في ضرورة انفصال المجلس الاعلي للثقافة عن وزارة الثقافة ليكون مستقلاً في قراراته والخروج عن تقليدية لجانه ومشاركة الشباب بشكل أكبر والدور الرئيسي الذي أنشئ من أجله المجلس الأعلي للثقافة كي يمثل طليعة الصفوة وقادة المثقفين والفنانين والأدباء والمفكرين والمبدعين في مصر. ويهدف إلي تيسير سبل الثقافة للشعب وتعميق مفهوم ديمقراطية الثقافة والوصول بها إلي أوسع قطاعات من الجماهير مع تنمية المواهب في شتي مجالات الثقافة والفنون والآداب وإطلاع الجماهير علي ثمرات المعرفة الإنسانية وتأكيد قيم المجتمع الدينية والروحية والخلقية . ومهام لجانه الرئيسية أن تقوم بدراسة مناخ العمل الثقافي ووضع التوصيات والقرارات لتنقية ما يعوق هذا المناخ من معوقات وتذليل الصعاب وحل المشكلات. ومن أجل هذا الدور يجب أن يكون المجلس الأعلي للثقافة منفصلاً عن وزارة الثقافة ليكون مستقلاً في قراراته الخاصة بوضع خطط وسياسات الهيئات الثقافية المختلفة سواء الحكومية منها أو غير الحكومية ، وكذلك يجب أن يكون مراقباً لأداء هذه المؤسسات من خلال طرح رؤية واضحة لصلاحيات المجلس. وأن يكون معظم أعضائه بالانتخاب ويقوم هؤلاء الأعضاء المنتخبون بانتخاب مقرري اللجان وكذلك الأمين العام للمجلس ولا مانع من أن يكون هناك نسبة بالتعيين. وبالتالي نبدأ في إعادة هيكلة المجلس بالكامل من حيث الدفع بوجوه شابة في اللجان وكذلك في بعض المناصب القيادية خاصة في هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها مصر، وأنه لابد من تغيير المفاهيم التقليدية التي اتبعها المجلس في السابق ومن حيث تكوين اللجان وآليات عمل هذه اللجان وأن تهتم بالتخطيط الاستراتيجي وليس التفصيلي. ولابد من مشاركة المجتمع المدني، ممثلاً في الجمعيات الأهلية في وضع رؤية ورسالة المجلس، وكذلك التخطيط والمشاركة الفعلية في تنفيذ أهداف المجلس ثم متابعة العمل في كل المراحل وهذا يضمن تواجد المجلس في الشارع من هذه خلال الجمعيات والمؤسسات الأهلية وأن يقوم المجلس بما يمكن أن «نسميه» قوافل التنوير" علي أن تجوب هذه القوافل المدن والقري البعيدة خاصة في الصعيد، ووجود منسقين ومقرات للمجلس في الأقاليم لتنفيذ بعض الأنشطة. يجب أن تنتقل أنشطة المجلس المختلفة مثل المحاضرات والندوات إلي الجمهور ولا تقتصر علي مقر المجلس الرئيسي بالقاهرة.. مثل إقامة بعض هذه المحاضرات والندوات في قصور الثقافة والجامعات والنوادي. وخلال الاجتماع الأول للجنة الآثار والذي عقد مؤخراً كانت جلسة ودية للتعارف تم خلالها انتخاب الأستاذ الدكتور عبد الحليم نور الدين مقرراً للجنة وذلك اختيار كل من م.ماجد الراهب وكاتب هذه السطور كمنسق لها، ودار جدل بين الأعضاء لمناقشة أهداف ومهام هذه اللجنة ومنها:- أن تقوم اللجنة بوضع رؤية واضحة لمستقبل الآثار في مصر وما يجب ان تكون عليه، ووجود آلية للمتابعة. الأنشطة: أن تقوم بمجموعة من الأنشطة المتنوعة تصب في رؤية ورسالة اللجنة. كيفية توصيل ثقافة الحفاظ علي الآثار، والانفتاح علي جموع الأثريين. الاهتمام بقضايا الآثار بشكل عام. وهنا أطرح بعض الأفكار التي أود ان تقوم لجنة الآثار بتنفيذها ومنها: مهرجان الآثار والتراث: علي أن يقام مرة واحدة سنوياً في موعد ثابت ، ويكون الحدث الأساسي في المهرجان هو عرض الآثار عن طريق معارض متخصصة، ونماذج ومجسمات وأفلام وثائقية، ويصاحبه ندوات تثقيفية عن هذه الآثار، وكذلك إقامة بعض العروض التراثية والتي تظهر الملامح المميزة للتراث الشعبي في كل محافظة من محافظات مصر، كما يتضمن عروضاً للأزياء التراثية والمأكولات التراثية الشعبية كما يتضمن معرضاً للكتاب يركز علي عرض الكتب التي تتناول التاريخ والآثار ورغم أن هذا المهرجان يهدف في الأساس إلي زيادة وعي المصريين بأهمية آثارهم وأهمية الحفاظ عليها، إلا انه إذا أحسن الإعداد له وتنظيمه يمكن إدراجه علي لائحة المهرجانات الدولية ويمكن بالتالي أن يكون أحد عوامل الجذب السياحي. المحاضرات والندوات العامة إقامة سلسلة محاضرات عن موضوعات جذابة في الحضارة المصرية في عصورها المختلفة ويلقيها متخصصون، وتهدف هذه المحاضرات والندوات إلي وصول الوعي الأثري علي الناس في أماكن تجمعاتهم دون انتظار مجيئهم لحضور هذه المحاضرات والندوات في قاعات المجلس الاعلي للثقافة ومن ثم فإن هذه المحاضرات تكون موجهة إلي اماكن التجمعات مثل المدارس (التعليم ما قبل الجامعي) الجامعات ، النوادي ، الشركات ، المصانع والمصانع الكبري والنقابات. البرامج التليفزيونية المشاركة في وضع تصور لبرنامج تليفزيوني يجمع بين الفيلم الوثائقي والبرنامج الحواري وبرامج المسابقات ويهدف إلي تقديم أثر أو منطقة أثرية وفي نهاية كل حلقة تطرح أسئلة علي المشاهدين تكون إجابتها قد ذكرت في الحلقة وترسل الإجابة علي المجلس الأعلي للثقافة ويمنح الفائزون رحلة شاملة السفر والإقامة في المناطق الأثرية المختلفة، ويمكن ربط منطقة الرحلة بالمنطقة التي فاز بها المتسابق علي أن تكون هناك جائزة كبري عبارة عن رحلة شاملة لزيارة آثار مصر العليا من أبيدوس إلي أبو سمبل وتنظم هذه الرحلة مرتين سنوياً علي الأقل. التمويل: - من خلال رعاة مثل شركات السياحة وسلاسل الفنادق والمطاعم السياحية وكذلك من خلال إعلانات البرنامج. مسابقة منشورة عبارة عن أسئلة عن أهم المواقع الأثرية وأهم المناطق الأثرية في المحافظات المختلفة وكذلك يمكن تضمينها أهم المأثورات الشعبية المصرية ومحاولة تأصيلها ويمنح الفائزون رحلات للمواقع الأثرية وتنشر هذه المسابقة في جريدة واسعة الانتشار. العمل علي مساعدة الهيئات والمؤسسات الحكومية المختلفة بمحاولة تنفيذ بعض الأفكار والخطط غير التقليدية مثل: الربط بين التعليم (خاصة الأطفال) والثقافة القومية والمحلية بشكل عام والآثار بشكل خاص، وإدراج مادة الثقافة والآثار مادة ثابتة في المدرسة. مما يفرض علينا وظيفة تسمي "منسق الثقافة" في المدارس التي تهتم بهذا الموضوع بأكمله ويقوم بالإشراف علي مادة الثقافة والآثار وكذلك كل الأنشطة الثقافية التي تقوم بها المدرسة. إقامة حدث سنوي (اليوم المفتوح للمتاحف) وتكون الزيارة مجاناً للأطفال علي الأقل. أن يقدم الدعم المادي للمنظمات الثقافية الحكومية وغير الحكومية والتي تظهر في أهدافها التعليمية للأطفال والشباب والاهتمام بتمويل المشروعات الثقافية الصغيرة. تحفيز الناس علي التبرع للمشروعات الثقافية وربط المتبرعين بالمثقفين والفنانين وكذا السماح للهواة والمتطوعين بإقامة المعارض الثقافية والتراثية. ابتكار بعض الوسائل التي تشجع الناس والأطفال خاصة علي زيارة المتاحف ومناطق الآثار ومنها علي سبيل المثال:- جعل المتاحف والمناطق الأثرية أكثر متعة وجذباً للجمهور. الترويج للمتاحف والمناطق الأثرية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والألعاب الخاصة بالأطفال . وضع برامج خاصة تهتم بالأطفال الذين يأتون إلي المتاحف والمناطق الأثرية بصحبة ذويهم لجعلهم علي صلة بهذه المواقع وذلك من خلال بعض الأنشطة والألعاب البسيطة والمواقع التفاعلية. إنشاء موقع إلكتروني واحد يربط بين كل المتاحف والمناطق الأثرية ويقوم بعرض الأنشطة والمعارض والمناسبات التي تقوم بها هذه المتاحف والمناطق الأثرية. يمكن الاشتراك من خلال هذا الموقع في النشرات الدورية، البحث من خلال الموقع عن المعروضات.. إلخ. تذكرة المتحف تدفع مرة واحدة في السنة وتعطي لمستخدمها الدخول المجاني لكل المتاحف والمناطق الأثرية ويكون سعر هذه التذكرة بأسعار مختلفة تناسب كل الأعمار والمناطق الجغرافية.