احتفل المركز الدولي للموسيقي بمرور عشر سنوات علي تأسيسه في السادس والعشرين من فبراير، حيث تعانقت أصوات كورال القاهرة الاحتفالي مع جدران القاعة الذهبية بقصر محمد علي البديع ليخلقا جوا من السحر السمعي البصري ليرجع بنا الي أجواء أرستقراطية ما قبل ثورة 1952م . تأسس المركز الدولي للموسيقي عام 2002 بهدف المزج بين فنون أداء الموسيقي الكلاسيكية والمنشآت ذات الطابع التاريخي لإعادة إحيائها ، وفي بداية هذا المشروع لم تقتصر أهداف المركز علي تقديم الحفلات فقط بل كان ضمن أهدافه تنظيم ورش عمل لفناني الصف الأول من دول مختلفة في فنون متنوعة للموسيقي الكلاسيكية كنوع من أنواع التبادل الثقافي بين الدارسين المصريين للموسيقي وهؤلاء الفنانين، لكن توقفت هذه الورش بعد عامين فقط من بداية المشروع نظرا لتقليص ميزانية المركز . ومن أبرز نجوم فنون الأداء الكلاسيكي الذين قدمهم المركز الدولي للموسيقي علي مدار العشر سنوات نذكر البيانيست الفرنسي كيبرن كاتساري ، البيانيست الأرجنتيني ميجيل استريللا ، موسيقي حجرة لفرقة كازاغستان، البيانيست الأمريكي كيفين كينر، عازف الفيولينا الكازاغستاني أيمن موساغادجيفا، ثنائي الهارب والفلوت الفرنسيان ماكسين لارييو و بينويت ويري ، المصري شمس محمد، المغنية البرتغالية ماريزا وغيرهم من دول أخري. المكان الرئيسي لأنشطة المركز الدولي للموسيقي هو قصر المانسترلي بمنطقة منيل الروضة ، أحد بقايا قصر حسن فؤاد المانسترلي باشا الذي تم بناؤه في القرن التاسع عشر ، والذي كان يتبع وزارة الثقافة والآن أصبح يتبع وزارة الآثار . وقد انتقلت أنشطة المركز الي القاعة الذهبية بقصر محمد علي منذُ العام 2002م نظرا لأعمال الترميمات التي تتم في قصر المانسترلي ، والجدير بالذكر أن قاعتي قصر المانسترلي والذهبية في محمد علي اللتين ُتقام فيهما حفلات المركز من القاعات التي لها إمكانات صوتية طبيعية خاصة نتيجة لتصميمهما المعماري المميز . حفل العشرية الأولي : كان من المقرر إقامة حفل احتفالية مرور عشر سنوات علي أنشطة المركز الدولي للموسيقي في الخامس من شهر فبراير ، ولكن أحداث بورسعيد المؤلمة في ماتش الأهلي والمصري حالت دون ذلك وتم تأجيل الحفل الي السادس والعشرين من نفس الشهر ليقدمه كورال القاهرة الاحتفالي بمشاركة السوبرانو مني رفلة ، والميتزو سوبرانو جولي فيظي، والتينور رجاء الدين محمد ، والباريتون عماد عادل ، يصاحبهم علي البيانو يتكا تشيخوفا، وعلي الكيب وورد (كارمونيوم) محمد صالح، بقيادة المؤلف الموسيقي ناير ناجي. تكوّن الحفل من فاصل واحد قُدم من خلاله قداس صغير مهيب لمؤلفه "جواتشينو روسيني" وهو من الأعمال الدينية الجادة التي ألفها روسيني لآلتي بيانو وآلة هارمونيوم لتقديمها في صالونات القصور وليس في الكنائس وقد أبدع روسيني في وضع الخطوط اللحنية لها من خلال اثنتي عشرة قطعة غنائية كانت كالتالي "يارب ارحم ، المجد في الأعالي ، نشكرك لأجل عظيم مجدك ، أيها السيد الرب ، ياحامل خطية العالم ، أنت وحدك القدوس ، بالروح القدس ، أؤمن ، قد صلب ، قدوس ، أيها المنقذ ، ياحمل الله" تخللهم قطعة موسيقية واحدة للبيانو بعنوان "وقد قام" ، تنوعت موازين هذه المؤلفات بين الثنائي والرباعي بسرعات مختلفة ، والميزان الثلاثي لم يظهر إلا في مقطوعة "أيها المنقذ"، وقد ظهر في بعض المقطوعات الانتقال من ميزان ثنائي الي رباعي أو العكس . كذلك تنوع الغناء في هذا القداس بين الفردي والثنائي والرباعي والكورال، أو جميعهم، وقد راعي روسيني في هذا القداس إبراز التلوينات الصوتية للكورال كالغناء بالهمس والهمنج وغيرهما ، وقد كان ختام القداس قويا مهيبا زاده جمالا ورقة آداء جولي فيظي المُحتضن بالكورال. في احتفالية العشرية الأولي للمركز الدولي للموسيقي يجب أن نشيد بجهود القائمين علي إدارته ونتمني أن تستمر أنشطته رغم انفصال وزارتي الثقافة والآثار خاصة أن المركز أصبح له شهرة بين قاعات عرض الموسيقي الكلاسيكية في العالم، إلي جانب أنه استطاع أن يجتذب جمهورا له طبيعة ثقافية خاصة باتت تتابع أنشطته بشغف .