بعد فوز التيار الإسلامي والإخوان المُسلمين بنسبة كبيرة من مقاعد الانتخابات البرلمانية في مصر بالإضافة إلي عدة دول أُخري، يجدُر الإشارة إلي ثلاثة مشروعات ذات طابع إسلامي طرأت علي الفضاء الإلكتروني بعضها يعد لهُ مُنذ عامين، والآخر تم بالفعل وجار تطويرهُ، والثالث علي وشك الانتهاء منهِ طبقاً للتقديرات الزمنية المطروحة والمُتوقعة للانتهاء منه. فقد اتخذت إيران خلال عام 2011 خطوات جدية باتجاه التجهيز لاستخدام نظام صارم وجديد للرقابة علي الإنترنت أُطِلقَت عليه "الإنترنت الوطني" وهو عبارة عن نظام يقوم بفصل فضاء الإنترنت الإيراني عن باقي العالم، لمُواجهة ما يعتبرهُ النظام الإيراني حالياً تهديداً واسعاً من خلال غزو الأفكار والثقافة والنفوذ الغربي عبر الإنترنت خاصة النابعة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيثُ وصف المرشد الأعلي الإيراني "علي خامنئي" من خلال الخطب التي ألقاها في الفترة الأخيرة أن هذا النوع من النزاعات هو ما يسمي "الحرب الناعمة". وقد صرح "علي أغا مُحمدي" رئيس الشئون الاقتصادية الإيرانية أن الإنترنت الوطني سيكون شبكة "حلال" تهدف إلي خدمة المسلمين علي المستوي الأخلاقي والمعنوي. فهذا النوع من "الإنترنت" والذي تعكُف إيران علي إنشائه يعد شكلاً هجومياً جديداً من أشكال الرقابة، وبالتالي فهو طريقة لإنهاء الصراع المرتبط بالسيطرة علي الإنترنت، وذلك طبقاً لما أكده مراقبون للسياسة الإيرانية داخل البلاد وخارجها، كما ذكر "رضا باقري الأصل" مُدير معهد البحوث في وزارة الإتصالات السلكية واللاسلكية، في فبراير الماضي، أن 60% من شركات ومنازل البلاد ستعمل عما قريب بالشبكة الداخلية الجديدة، وأكد أن الشبكة ستُغطي البلاد بأكملها خلال عامين. أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت قد عكفت علي التخطيط لهذا المشروع مُنذ عام 2010، وأطلقت عليه مبدئياً "شبكة الإنترنت الحلال"، وأعلنت رغبتها لنشر هذه الشبكة في كل أرجاء العالم، لاسيما العربي والإسلامي. هذه الشبكة التي تتميز بمُراعاة القواعد والمعايير الإسلامية، لأنها ستخضع لنظام رقابي صارم، كي لا تنحرف محتوياتها عن الضوابط التي يحددها الدين، مع إتاحة الفُرصة لتصفُح مواقع عالمية، لا تتعارض محتوياتها مع تعاليم الدين الإسلامي، وذلك في إطار رغبتهُم في التصدي لفكرة الثقافة الغربية في المُجتمعات الإسلامية، فهُم يرون أنها لا تتوافق مع ثقافاتها وأحياناً تتنافي معها، خاصة بالنسبة للأطفال وفي أوساط الجيل الناشئ الذي قد يتأثر بما ىُتابعهُ علي المواقع الغربية. وقد صرح في هذا الصدد "علي عباس بور طهراني" رئيس لجنة البحوث في البرلمان الإيراني، بأن هذا المشروع لن يكون إيرانياً فقط، وأن باستطاعة العديد من المواقع العالمية الانضمام لهُ، لضمان أكبر عدد من مُشاركيه ومُتصفحيه بلُغات عالمية ومُتعددة، مما سيؤدي إلي تنميتهُ وتطويرهُ. أما "محمد جواد متبحري مُدير شركة "كيوان هوست" الإيرانية لبرمجة المواقع الإلكترونية أكد علي أن العمل علي تأسيس شبكة انترنت عالمية جديدة يتطلب جُهداً كبيراً لتهيئتها لأن تكون مُنافسة دولياَ، كما ذكر "مُتبحري" أن حفظ البيانات المُتعلقة بشخصيات إيرانية سوف تكون في قاعدة معلومات محلية، وليست في قاعدة حفظ المعلومات الأمريكية. وأشار إلي أهمية تغيير اسم "شبكة حلال" المُقترح إلي اسم آخر، كي لا توحي هذه التسمية للمُتصفحين أن ما عدا هذه الشبكة حرام، ويتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي. ولذلك تم اقتراح تسميات أُخري لتلك الشبكة، منها "شبكة العالم الإسلامي"، أو "الإنترنت الوطني" وفيما يبدو أنهُم استقروا علي المُقترح الأخير. اكتمال إمارة الإخوان المُسلمين حيثُ أطلقت جماعة "الإخوان المُسلمين" مُنذ فترة موقعاً للتواصل الاجتماعي علي غرار موقع ال "Facebok" باسم "Ikhwanbook" والذي أرجعت جماعة الإخوان المُسلمين إنشاءه إلي انتشار الصفحات المُسيئة للإسلام علي "الفيس بوك" وعدم اتخاذ الإجراءات المُناسبة معها من إدارة "الفيس بوك"، وكذلك إغلاق بعض الصفحات والحسابات الخاصة ببعض عُلماء الإسلام. ويقدم هذا "الفيس" الإسلامي الطابع نفس الخدمات التي يقدمها الموقع العالمي "الفيس بوك" من مُحادثة وقبول صداقات وتبادُل صور وفيديوهات إلي آخرهُ ... ولكن بشكل مُتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، أي لن يكون مُنفتحاً بالشكل المُطلق كغيرهِ من شبكات التواصُل الإجتماعي، ولكن سيكون مُقيداً في مجال التعاطي مع المُحرمات. ولم يكُن هذا الموقع هو أول إنتاج للإخوان علي شبكة الإنترنت بل جاء لىُكمِل باقي المواقع الإخوانجية، فقد سبقهُ موقع ويكيبيديا الإخوان المُسلمين «ikhwanwiki»، والذي يعرَف علي أنهُ موسوعة حرة علي الإنترنت خاصة بالإخوان المُسلمين، والتي تم إطلاقها في 1 سبتمبر 2008، وهي تُعتبَر بمثابة شبكة معلومات دولية تعمل علي توثيق تاريخ جماعة الإخوان المُسلمين وتجميع كل ما يخُصهم من كتب وأبحاث ودراسات ومقالات وصور ومقاطع فيديو، وأيضاً مجلات الإخوان المُسلمين القديمة، حيثُ يعرضها الموقع بشكلها التي صدرت به لتكون مصدراً مُوثقاً لكُل باحث أو صحفي أو من يريد الحصول علي المعلومات الصحيحة دون تدخُل من أحد. كما أنشأ الإخوان أيضاً موقعاً مُشابه لموقع ال "Youtube" وأطلقت عليه اسم "ikhwan tube"، ليكون بمثابة "التيوب" الرسمي لجماعة الإخوان المُسلمين. بالإضافة إلي مُحاولات لتطوير مُحرِك شبيه بمُحرِك البحث " Google" والذي ىُطلَق عليه «Ikhwan Search» تركيا تُنشئ Faebook إسلامي. ففي ضوء تزاىُد الاهتمام العالمي بالإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي، دشنت اسطنبول التُركية علي هامش المنتدي الإعلامي العربي - التُركي، مشروع التواصل العالمي (سلام وورلد) الذي يسعي لانفتاح الإسلام علي العالم، طبقاً لاستراتيجية تواصُلية "من دون حرام" سواء أخلاقياً أو اقتصادياً، ومن خلال ثماني لغات، ألا وهي: العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والتركية والكازاخستانية والأوردية والفارسية. هذا الموقع الذي سيكون موقعاً للتواصل الاجتماعي علي غرار موقع ال Facebook ولكن في إطار إسلامي، بهدف منح القُدرة علي التعريف بالإسلام وفضائلهُ من خلال أحدث التقنيات التكنولوجية. ومن المُنتظر تدشين بثهُ التجريبي مع بداية هذا العام ليبدأ تواصُلهِ الفاعل مع الجماهير خلال شهر إبريل من نفس العام الجاري. وقد أرجع "أحمد عظيموف" المُدير التنفيذي للمشروع، أن اختيار اسطنبول مركزاً رئيسياً للمشروع جاء لعدة أسباب، في مُقدمتها أنها تقع بين قارتين بالإضافة إلي كونِها من المُدن الإسلامية الرائدة من حيثُ تنمية تكنولوجيا المعلومات. كما تكمُن أهمية هذا المشروع طبقاً لما ذكرهُ "عظيموف" في تعزيز موقع الشباب المُسلم في مُجتمع العالم الإفتراضي، إلي جانب توسيع آفاقهِم ووضعهِم في الطريق الصحيح من خلال تلك الفكرة التي تهدف إلي توحيد المُجتمع الإسلامي الحديث دون الخروج عن المبادئ والتقاليد الإسلامية حيث يبلغ تعداد المُسلمين في العالم طبقاً للتقديرات الإحصائية أكثر من مليار ونصف المليار مُسلم ، 54% منهم لا تتجاوز أعمارهِم 25 عاماً، في الوقت الذي يبلُغ عدد المسلمين الذين يستخدمون الإنترنت ما بين 250 و300 مليون شخص، ولكن من المُتوقع أن يتزايد عدد المسخدمين المسلمين لىُقدَر ب 700 مليون مُستخدِم، خلال ال10 سنوات المُقبلة. ولكن من الواضح أن الغزو الثقافي الإسلامي بالوسائل الحديثة للعالم لن يقِف عند هذا الحد الافتراضي، ولكنهُ سوف ينتقل قريباً ليشمل أجهزة التكنولوجيا المحمولة أيضاً، فقد أعلنت إحدي الشركات الهندية في ديسمبر 2011 عن إصدارها ل "Enmac" والذي يعد أول هاتف محمول ذكي إسلامي في العالم، فهو يحتوي علي العديد من التطبيقات ذات الطابع الإسلامي مثل بوصلة مُوجهة إلي الكعبة الشريفة، بجانب "القرآن الكريم" المُحمل بالكامل عليه، بالإضافة إلي القُدرة علي ترجمتهُ من العربية إلي 29 لُغة، وكُل الأحاديث الشريفة، بجانب دليل للهنود حول مناسِك الحج. وقد أُرجِعت أسباب تصميم هذا المحمول إلي أن الهند يوجد فيها أكثر من 180 مليون مسلم، وأن هذا القطاع من الشعب الإسلامي قليل الإستخدام للهواتِف المحمولة، علي الرغم من أن الهند من أكثر الدول التي تستخدم الهواتف المحمولة، فإستخدام المحمول هُناك يفوق ال 850 مليون مُستخدِم بمُختلَف الثقافات والطبقات.