تعود الفنانة الكبيرة ميرفت أمين لترتدي ثوب المذيعة، تحاور مشاهديها بخفة ورشاقة وود وطلة محببة. تفتقدها كثير من المذيعات اللاتي يملأن المحطات الفضائية العربيةثرثرة ورغيا. عودة قطة السينما الشقية جاءت، من خلال برنامجها " مساء الجمال " الذي تعتز به كثيرا، وتشير إلي أنه تجربة ممتعة في حياتها في هذه المرحلة من العمر، تتحدث عنه باستفاضة، وعن أشياء كثيرة غيره عبر السطورالتالية. كيف وجدت تجربة المذيعة، وهل يبدو الوضع أسهل كثيرا من كونك الضيفة؟ - لا أنكر أنني عندما تلقيت عرض البرنامج الجديد أول ماطرأ علي بالي هو أنني للمرة الأولي منذ زمن طويل سوف أجرب شعور أن أوجه أنا الأسئلة للضيف، وأكون أنا من يحدد مسار الحوار، بالطبع هذه فكرة قد تكون مضحكة بعض الشيء، خصوصا أنني كنت أشفق علي زملائي الفنانين كثيرا عندما أجد مذيعي بعض البرامج يوجهون إليهم أسئلة صعبة جدا، وبعضها يكون محرجا، لذا فأنا حرصت أن يكون ضيوفي خلال حلقات البرنامج مرتاحين تماما في جلستهم معي، وجعلت الأمر وديا، فرغم أنني في بداية الاتفاق علي المشروع قلت: "أخيرا.. سأنتقم وسأجعل الضيوف يعانون قليلا "، لكنني بالطبع عدلت عن هذا الرأي سريعا، واشترطت أن تكون فكرة البرنامج بسيطة، وتمر هادئة، حتي أن أغلب ضيوف البرنامج هم من الأصدقاء والمعارف، لأنني كنت أريدها أن تكون في المقام الأول والأخير جلسة عائلية يتابعها الجمهور العربي دون أن يكون مشدود الأعصاب، خصوصا أن أغلب البرامج في الوقت الحالي تركز علي الأوضاع السلبية، والسيئة التي تحيط بنا، وبالتالي فإن المشاهد قليلا ما يجد متنفسا في مثل هذه النوعية من البرامج. آليات عمل وهل وجدت آليات عمل المذيع قد تغيرت الآن، فأنت كانت لك بعض التجارب في مجال التقديم التليفزيوني منذ سنوات طويلة، وتحديدا في بدايتك، فما الذي يميز تجربتك الجديدة من خلال برنامج "مساء الجمال مع ميرفت ودلال" عن تجاربك الأولية؟ - لا أجد من ينكر أن هناك فارقا كبيرا بين التجربتين، فالآن أصبحت التكنولوجيا هي المحرك الأول لكل وسائل عمل المذيعة، وأصبحت الأمور أسهل كثيرا، ولاتحتاج لمجهود، كما أن المنتج النهائي يختلف كل الاختلاف عما كان يظهر علي الشاشات القديمة، لكن بكل تأكيد هذا لايعني أنني انحاز لبرنامجي الجديد وأتنكر لما كنت أراه علي شاشة التليفزيون في بدايتي، فعلي العكس بعض البرامج القديمة تعتبر من الكلاسيكيات التي لن تعوض والتي أجد فيها متعة لا تقارن، وأعتقد أن كثيرين من المشاهدين لديهم الشعور ذاته، كما أن الضيوف القدامي لن يتكرروا بأي شكل من الأشكال، فهذه البرامج شهدت ظهور عشرات الفنانين الكبار الذين لن نعوضهم إطلاقا، يكفينا مثلا الطقوس التي كانت تصاحب مشاهدة التليفزيون في هذا التوقيت، ومع كل ذلك انا لايمكنني بأي حال ألا أعطي لتجربتي الحالية حقها، فلكل منهما طعمها وجمالها الخاص الذي يستطيع المشاهد أن يميزه بمنتهي السهولة. الثلاثي المرح من كان صاحب فكرة أن تقوم الفنانة دلال عبدالعزيز بمشاركتك تقديم حلقات برنامج "مساء الجمال مع ميرفت ودلال"، وهل صحيح ما تردد بشأن رغبتك في وجود رجاء الجداوي ضمن فريق العمل، وإن كان هذا صحيحا، فما الذي حال دون اكتمال الفكرة، خصوصا أنك تتمتعين بصداقة وطيدة معها منذ سنوات طويلة؟ - فور أن تلقيت عرضا بتقديم برنامج علي قناة الحياة، فكرت علي الفور أنني أريد أن أظهر بشكل طبيعي جدا، وهذا بالطبع لم يكن ليتحقق سوي بوجود "الجناحين"، رجاء الجداوي ودلال عبد العزيز، فأينما ذهبت أكون معهما، وعندما يتصادف وأكون بمفردي في أي مناسبة أتلقي سؤالا علي الفور: "فين الوينجين؟"، والمقصود بالطبع رجاء ودلال، لذا عرضت علي المسئولين بشبكة تليفزيون الحياة أن أتشارك في تقديم الحلقات مع الصديقتين العزيزتين، حيث إنني أعرفهما، وأعرف أسرتيهما منذ زمن طويل، لكن في النهاية ماحدث هو أنه تمت الاستعانة بدلال فقط، نظرا لارتباط رجاء الجداوي بتعاقد مع إحدي الشبكات التليفزيونية، وهذا هو سبب غيابها عن الحلقات، ولكنني أرغب في تكرار التجربة مرة أخري معها، فأنا أتوقع أن تكون فرصة جيدة جدا ليري المشاهد علاقة الصداقة التي تربطنا للمرة الأولي علي الشاشة بشكل طبيعي وبمنتهي التلقائية. جلسة عائلية علي ذكر علاقة الصداقة.. فالانتقاد الأول الذي تم توجيهه للبرنامج هو أنه تحوّل إلي ما يشبه الجلسة العائلية التي لاتخرج عن الدردشة البسيطة التي لا تفيد المشاهد بشيء، كما أنه يبدو مستغربا أن يكون من أول ضيوف الحلقات دنيا سمير غانم ابنة شريكتك في التقديم دلال عبدالعزيز، ووالدها الفنان الكبير سمير غانم، حيث أشار البعض أنه كان يجدر بفريق عمل البرنامج الاستعانة بضيوف جدد يتم التعرف علي شخصياتهم.. فكيف تعلقين علي ذلك؟ - في الحقيقة نحن لم نخدع المشاهد، لأن البرنامج يتم الترويج له علي أنه يطرح قضايا خفيفة، ومسلية، ولايناقش قضايا فكرية عميقة، ففكرته معروفة للجميع، وواضحة، كذلك فإن تلك الحلقات التي يقال إنها محل نقد كانت من أكثر اللقاءات متعة والجمهور أعجب بها جدا، وقد تلقت أسرة البرنامج تعليقات في منتهي الإيجابية علي هذه النوعية من الحلقات، بالعكس فقد طلبوا مننا تكرار هذه النوعية من الضيوف التي تتحدث بتلقائية، وكأننا في لقاء عائلي خاص، بالطبع مع مراعاة أننا أمام جمهور عريض ينبغي وضعه في الاعتبار، كما أننا أيضا التقينا بضيوف كثيرين كانوا مفاجأة للجمهور ومن بينهم أحمد السقا مثلا الذي نالت حلقته إعجاب قطاع عريض من جمهور القناة. شائعة وفاة أنت من أكثر الأصدقاء المقربين لأسرة الفنان سمير غانم وزوجته، فكيف تلقيت شائعة وفاته التي انتشرت في الفترة الماضية، وأدت إلي حدوث بلبلة كبيرة في الوسط الفني الذي صدم بتلك الشائعة؟ - بالطبع كنت منزعجة جدا واتصلت به علي الفور لأطمئن عليه، ثم بعد ذلك ساهمت في تكذيب الشائعة، وأكدت لكل من أعرفهم عدم صدقها، وعموما أنا لا أجد مبررا لتبرير تلك الشائعات سوي الحسد، وأدعو من يساهم في انتشارها إلي مراعاة الله، وأن يضع نفسه مكان من يتحدث عنه ليعرف وقتها وقع الأمر علي أولاده، وعائلته، فأمر كهذا قد يؤدي إلي كوارث حقيقية، لذا فأنا أدعو الجميع إلي التأكد من أي كلام يتم ترديده وأن يعودوا إلي أصحاب الشأن أولا وقبل النطق بأي كلمة قد تهدم أسرة بأكملها. بشري سارة أنت لم تقدمي عملا فنيا سواء في السينما أو في مجال الدراما التليفزيونية منذ أكثر من عامين وتحديدا منذ أن قدمت مسلسلك "بشري سارة"، فهل أزمة النصوص وراء هذا الإحجام، أم أنك ترغبين في الاختفاء عن الدراما في تلك الفترة، وتحضّرين لعودة مفاجئة لجمهورك؟ - في الحقيقة بعد أن قدمت "بشري سارة "، كنت أفضّل أن أعود بعمل كوميدي خفيف ويكون هادفا في الوقت نفسه، لكن ما حدث هو أنني لم اعثر علي نص يلائمني، ومع ذلك لم أفقد الأمل، ومازالت أبحث عن هذا النص الذي أتمني أن أجده قريبا، لأنني أريد أن أعود بثوب مختلف تماما، ومفاجئ للجمهور، فقد مللت من الأدوار الجادة، والنكدية، ومتحمسة جدا لتقديم مسلسل كوميدي، وخلال تلك الفترة أيضا عرض علي أكثر من سيناريو لفيلم سينمائي، ووجدتها مناسبة جدا لكن في النهاية تعطلت تلك المشروعات لأسباب لا أعرفها، رغم أنني مازلت متحمسة لها، ومن بين تلك المشروعات فيلم سينمائي مع الفنان القدير محمود عبدالعزيز، وهو أيضا عمل كوميدي، وكذلك فيلم "عزيزي الأستاذ إحسان" مع المخرج الكبير محمد خان، وهو الفيلم المفترض أن يشاركني في بطولته محمود حميدة، بالإضافة إلي عدد آخر من البطلات الشابات، حيث تم ترشيح كل من يسرا اللوزي، وروبي، ودنيا سمير غانم، والأخيرة من المفترض أن تجسد شخصية ابنتي في العمل، وهي في الحقيقة بمثابة ابنة لي، فقد ربيتها مع والدتها هي وشقيقتها إيمي، وأتمني من الله أن يوفقها .