تعد منطقة أبو مينا الأثرية واحدة من أهم الأماكن التاريخية بمصر، والتي قررت لجنة اليونسكو إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي في عام 1979م، وقد اكتشف هذا المكان علي يد عالم الآثار الألماني كوفمان، حيث تمكن في صيف عام 1907 من الكشف عن أجزاء كبيرة منه، بعد تعرضها للهدم والتدمير ولغارات البدو في حوالي القرن الثالث عشر فهجرت تماما، وتقع تلك المنطقة عند الحافة الشمالية للصحراء الغربية وغرب الإسكندرية، وسميت المنطقة باسم مدينة أبو مينا أي القديس مينا، ثم تحولت إلي أبو مينا بعد الفتح العربي، حيث كانت قرية صغيرة بها مدفن الشهيد المصري مينا، ولقد كانت المدينة هي المكان الثاني للحج بعد القدس، وتعد الفترة ما بين القرنين الخامس والسابع الميلادي بمثابة العصر الذهبي للحج إلي كنيستها. وقد تم مؤخرا الحصول علي موافقة مبدئية لعمل مركز زوار بتلك المنطقة الأثرية، مما لا يتعارض مع طبيعة المكان الأثرية أو يتسبب في إلحاق اي أضرار به. مشروع مركز الزوار يذكر الدكتور مصطفي أمين الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، انه قد اجتمعت اللجنة المشكلة برئاسة الأستاذ محسن سيد علي رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية مع مجموعة من المتخصصين بالقرار 3142، والمكلفة بإعداد وتصور للمطلوب بالمخطط الشامل للمنطقة الأثرية بأبو مينا، لوضع المفاهيم العامة لمشروع عمل مركز زوار بتلك المنطقة الأثرية، بما يحافظ علي المعايير التي أهلتها لتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وذلك بالتنسيق مع القائمين علي الدير ومستشاري الدير، لتأهيل الموقع كمزار أثري وديني مهم من خلال ضوابط منظمة اليونسكو للتراث العالمي. ويضيف أن اللجنة قد استهلت أعمالها بالاطلاع علي المخطط العام والتصميم المعماري الذي تم إعداده بمعرفة الشئون الفنية والهندسية بمكتب السيد الوزير وقتها، والذي تم التطوير المستمر له من خلال ما جري من مناقشات ومراجعات من قبل اللجنة لوضع المعايير وتحديد الأهداف. وقد تم إجراء التقييم الأخير للمخطط العام والتصميم المعماري قبل العرض علي اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، وقد اتضح للجنة الاتي: 1- أن التصور المقترح حقق تخطيطا شاملا وطموحا للمطلوب توفيره من خدمات، كما جاء بتوصيات تقرير منظمة اليونسكو - التراث العالمي بتاريخ ديسمبر 2009م. 2- التخطيط العام والتصميم المعماري بمركز الزوار وما أتاحه من فراغات داخلية وخارجية، يتناسب مع إعداد الزائرين للمنطقة الأثرية خلال المناسبات الدينية الرئيسية: «عيد استشهاد القديس مارمينا، 24 نوفمبر - عيد نياحة الأنبا كاراس 9 مارس - عيد تكريس أقدم كنيسة بمصر "الكنيسة الأثرية" 22 يونيو »، والقائمة علي أهمية وقدسية الموقع كمزار ديني مهم بمصر حيث تبلغ أعداد الزائرين مئات الألوف «تصل إلي 500 ألف زائر». 3- إن مشروع مركز الزوار يقع خارج حدود المنطقة الأثرية المحددة بالقرار الوزاري رقم 698 لسنة 1959، ويبعد في المتوسط بمسافة من 26 إلي 71 مترا، وذلك إلي الشمال الجغرافي من المنطقة الأثرية وحيث تم مراعاة الاتي عند اختيار هذا الموقع: أ - ارتباط الموقع الذي تم اختياره بالمدخل الرسمي للمنطقة الأثرية والطرق المؤدية إليه وإلي دير مارمينا. ب - الموقع علي الحدود الخارجية للمنطقة ويمثل نقطة الوصول إليها وبما تنتفي معه الحاجة إلي إنشاء طرق داخل المنطقة الأثرية أو مواقف الأتوبيسات والسيارات داخلها. ج- مركز الزوار حسب الموقع المختار لإقامته يدرك بصريا للناظر من داخل المنطقة إلي خارجها، ووجوده غير مضاف بصريا إلي المنطقة الأثرية أو معالمها وهو هدف اساسي عند تطوير المناطق الأثرية، ليكون من خلال الحد الأدني من التداخل بين الأصيل الطبيعي والمستحدث المصطنع. د- يظهر في خلفية الموقع دير مارمينا وتعبير عمارته وخط سمائه، مما يتيح لتصميم مركز الزوار التكامل مع عمارة الدير والاقتباس الهادئ من طابعها، ويزيد تواجد أشجار عالية بالخلفية وكذلك بموقع المركز من هذا التكامل. 4- إن التصميم المعماري وعناصر برنامجه تعكس طموح مطلوب نحو تنمية الموقع سياحيا، كما أشارت توصيات تقرير لجنة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، وذلك للسياحة الداخلية والعالمية وما يتناسب مع أهمية الموقع كمزار أثري وديني مهم بمصر، وحيث يتيح الموقع بخلفيته الأثرية والتاريخية مناطقه المفتوحة، بيئته النظيفة، هدوئه واعتدال مناخه يتيح الفرصة لمختلف رغبات زواره الإنسانية والفكرية ولتجتمع الأسس السياحية: من حيث سياحة المتعة والثقافة، فتتنوع أغراض السياحة من: سياحة دينية. سياحة استجمام. سياحة العلاج والاستشفاء. ويضيف أن افتتاح وبدء عمل مطار برج العرب الدولي الجديد، والذي يبعد بضعة كيلومترات عن الموقع، يكون عاملا رئيسيا مضافا يسمح بهذا الطموح. 5- إن الجدوي الاقتصادية والمردود المادي من المشروع لصالح المجلس الاعلي للآثار، والذي انتهي من مشروعه لتخفيض منسوب المياه الجوفية بالمنطقة الأثرية، وذلك بتكلفة حوالي 55 مليون جنيه. 6- ويمكن للمشروع حسب تخطيطه العام أن ينفذ علي مراحل ارتباطا بما يتوفر من اعتمادات مالية، وبناء علي ما سبق قد أحالت اللجنة محضر وتقرير أعمالها إلي قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، للعرض لموافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بصفة مبدئية علي أن تكون الموافقة النهائية بعد العرض علي لجنة التراث العالمي باليونسكو، للاطلاع ولمراجعته مع المعايير التي أهلت الموقع للتسجيل ضمن قائمة التراث العالمي.