هو يشبه الفاكهة التي تحبها وتشيدها وتنتظرها من العام للعام.. هو شرف فتح الباب.. هو حمادة عزو.. هو الليل وآخره.. هو فنان من طراز خاص صنع نجوميته بالعرق والجهد والكفاح.. هو الطيب الذي امتهن الفن ليعالج قضايا مريضة تحتاج الي علاج روحاني.. نفساني.. هو كوكتيل من الموهبة.. بسيط جدا لا تخطفه النجومية ببريقها ولا يعيش في برج عال فهو يسكن في أحد الأحياء القديمة حتي الآن , ولذلك دائما ما تشغله هموم المواطن البسيط.. وراجع كل أعماله سوف تجده الإنسان الطيب ابن البلد.. الفلاح الموظف.. وهكذا هو الفنان يحيي الفخراني الذي يفاجئنا كل عام بشخصية جديدة تماما.. انه نجمنا المحبوب يحيي الفخراني الذي يكرمه مهرجان الاسكندرية السينمائي عن مجمل أعماله التي تمتد الي اكثر من 40 فيلما سينمائيا . يحيي الفخراني رغم موهبته فضل أن يقوم بالتمثيل مع فرق الهواة بالجامعة ثم التحق بمنتخب الجامعة للتمثيل ورفض في ذلك الحين جميع عروض الاحتراف التي عرضت عليه أثناء الدراسة وحصل علي ماجستير في الأمراض النفسية والعصبية وعمل بقسم الرعاية الطبية بوزارة الثقافة والاعلام. وفي الوقت الذي كان ينوي فيه التخصص في الأمراض النفسية والعصبية كان يعتبر الفن مجرد هواية وقع في دائرة الاحتراف بالرغم من تأكيده بانه لا يزال هاويا لكنه هجر الطب ودخل المجال الفني بلغة خاصة به تفرد بها وهي الابتسامة واختار ادواره بعناية حتي وصل الي مرحلة جديدة وغير مسبوقة وهي أن ادواره هي التي تختاره الآن واصبح جزءا اساسيا من المائدة الرمضانية وبالرغم من ذلك لم يسجن داخل اي نوع من الأدوار التي قام بأدائها واستطاع أن يقنعنا بأنه الباشا والمحامي والصعلوك والفقير. يكرمك مهرجان الاسكندرية السينمائي ويأتي هذا التكريم بعد ثورة 25 يناير يسعدني التكريم وما أسعدني اكثر أن يقام المهرجان في هذا التوقيت الصعب وانني اشكر القائمين علي إدارة المهرجان لإخراجه الي النور وجعل الحياة تستمر . يأتي هذا التكريم من مهرجان سينمائي رغم اختفائك من شاشتها منذ فيلمك الأخير مبروك وبلبل؟ لأن الوجود السينمائي بالنسبة لي صعب وخاصة في ظل العروض غير المشجعة وأيضاً ارتباطي بالتليفزيون الذي أجد به متعة الوجود وأعتبره هو الأقوي في ظل هذا الوقت، بل أعتبره أقوي من السينما وبصرف النظر عن السينما والتليفزيون الدور الجيد والمؤثر وغير المقرر والمستهلك هو الذي يؤرخ وجودي فنياً. هل عدم تقديم أعمال سينمائية حاليا يرجع لتدهور حال السينما مما جعلك تتجه للتليفزيون ؟ - بالعكس أري الآن تقدماً واضحاً في السينما كفن، ولو عرض علي عمل جيد في السينما سأقدمه، ولكن تقديم الأعمال الجيدة في التليفزيون يستهويني أكثر، وله عندي قيمة فنية أكبر من السينما، لأن المسلسل يشاهد علي نطاق أوسع، وله تأثير أقوي في جميع دول الوطن العربي، وساعد علي ذلك انتشار الفضائيات، التي جعلت من الدراما ذاكرة الأمة، فحتي الآن لا يزال يعرض علي شاشات الفضائيات مسلسلا «ليالي الحلمية» و«الليل وآخره» وغيرها من الاعمال التي قدمتها . ومتي يراك مشاهدو السينما؟ - عندما اعود للسينما لابد أن يكون من خلال عمل يفضل أن يقدم للسينما ولكني أعشق أكثر العمل في التليفزيون الذي يدخل كل بيت وأعتقد أن الدراما هي ذاكرة الأمة ولكن إذا وجدت عملا سينمائيا يحمل رسالة سأقدمه بلا تردد. لكن السينما هي تأريخ لحياة الفنان؟ - هذا خطأ شائع فالاعمال الدرامية التي قدمتها تذاع علي جميع القنوات الفضائية ، فاي عمل جيد سيظل في تاريخ الفنان سواء كان سينما او تليفزيون واي عمل غير جيد سيمحي ولا يكون له وجود . في الفترة الأخيرة عاد الكبار أمثال محمود عبدالعزيز ومحمود ياسين إلي السينما.. ما رأيك؟ - شيء مهم وحيوي جداً وعودتهم فيها إثراء للسينما لأنهم قيمة فنية كبيرة وتاريخ وخبرة. ما المعايير التي تجعلك توافق علي أداء شخصية ما؟ أدرس دائما كل الأعمال التي تعرض علي.. لأنني أعتبر نفسي ضيفا لدي الجمهور والعمل الناجح هو الذي يضفي علي الممثل سعادة ومتعة خلال التصوير وحتي أثناء قراءة العمل قبل تصويره فإذا لم يتحقق ذلك لي فإنني أرفض العمل مهما كانت المغريات كما أنني أري أن العمل الفني الجيد ككل هو العمل الممزوج بالصدق والإخلاص لذلك يجذب اليه الجمهور وكل اعمالي تحقق فيها ذلك . هل تحرص علي الفوز بجوائز في مهرجانات الدراما؟ لا تهمني الجوائز بقدر ما يهمني حب الناس، وأعتقد أن أي فنان في أول حياته فقط يهمه أن يفوز بجائزة، لكن بعد ذلك يهمه الناس، لأن حب الناس هو ما يبقي بعد رحيله. قدمت اكثر من 40 فيلما والعديد من الاعمال الدرامية لكن معظم أدوارك تميل الي النوعية الإنسانية فهل تنتمي الي هذه النوعية ..! أنا أميل الي حب الشخصية الدرامية ولكن اذا عرض علي عمل اكون من خلاله شرير في إطار شخصية محبوكة دراميا فلن أتردد في ذلك فالأهم لدي أن أتعايش مع الشخصية ولا أشترط أن تكون شريرة أو إنسانية أو غير ذلك . هل ترسم الشخصية علي الورق؟ اتخيلها أمامي.. تتحرك تفكر تسير وعموما مكان التصوير يعطي احساسا مغايرا الي الإحساس الذي يتولد أمام الكاميرا . هل تحدد اختياراتك للأعمال التي تقدمها؟ أنا بصفة عامة لا أحدد نوعية ما أقدمه مسبقا إنما يستهويني طبيعة العمل وفكرته أما احساسي فهو الذي يوجهني.. فأنا أمشي بالفعل وراء إحساس وهو ما حدث بالفعل قبل تصوير المسلسل لأنني كنت أعيش في ورطة درامية جراء المفاضلة بين مسلسلين أحدهما كوميدي ساخر ليوسف معاطي والآخر ل محمد جلال عبدالقوي والحقيقة أن كلا العملين كانا في غاية الجودة لذلك كنت حائرا بينها الي أن حسمت المسألة في النهاية بالموافقة علي شرف فتح الباب .. كيف تري الأعمال الكوميدية التي قدمت في السينما مؤخرا؟ أنا أفضل الكوميديا، لكنها تكون خطرة جدا، لو مش مكتوبة كويس تبقي كارثة، ولو كتبت باستخفاف تبقي كارثتين، وبالتالي لابد من التعامل معها بحذر، لكن أنا شخصيا أفضل العمل الكوميدي، وأراه من أقوي أنواع الدراما، وفي الوقت نفسه الأسهل بالنسبة للجمهور والأقرب من قلبه. أين أنت حاليا من الأعمال الكوميدية؟ - أنا لا أتعمد تقديم لون معين في الدراما ولكن السيناريو يناديني قائلاً "مثل يا يحيي" وأنا أستجيب له ولا يهمني حينها إن كان عملا كوميديا أو تراجيديا المهم أن يعبر عن نبض الناس. هل تشعر بمعاناة الناس؟ - طبعا فأنا من مصر ولست من كوكب آخر وأحاول أن أعبر عن قضاياهم في أعمالي الفنية. لكنك بعيد عن الأزمات الاقتصادية للناس؟ - والله أنا بالفعل عندي مشكلة وهي أنني لا أعرف أسعار الأشياء الموجودة في السوق أبدا لأن هذه مهمة الدكتورة لميس زوجتي ولكن أشعر بمعاناة الناس وأحاول أن أعبر عنها بنفسي. كيف يمكن للفنان معايشة الاحداث والمتغيرات من حوله؟ الفنان هو مواطن في المقام الأول ينفعل بما يحدث حوله فينعكس ذلك علي عمله الفني وفي رأيي عندما يتمكن الفنان من ترجمة هذه المشاعر الي ادوات عملية يخدم بها وطنه تكون اقوي مائة مرة من الاحاديث او الخطابة لانه يكون صادقا في انفعالاته هل تفكر في خوض تجربة الإنتاج مرة اخري مع المخرج شادي الفخراني؟ - أنا بالفعل قمت بإنتاج عملين من قبل، لكن لو أراد شادي أن أنتج له عملا فسأرحب جداً، لكن هو يرفض ذلك لأنه بالفعل يوجد الكثير من الأعمال التي تعرض عليه.