رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 9-6-2024 في البنوك    التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    زعيم المعارضة الإسرائيلية: على حزب جانتس الانسحاب من حكومة نتنياهو الفاشلة    لابيد: حكومة نتنياهو تسمح بإرسال شاحنات المساعدات إلى غزة ثم يرسل الوزراء ميلشياتهم لاعتراضها في خروج كامل عن القانون    البحرية البريطانية: اندلاع النيران في سفينة جراء إصابتها بمقذوف في خليج عدن    ردا على إطلاق بالونات القمامة.. كوريا الجنوبية تستأنف البث الدعائي عبر مكبرات الصوت    «أبرزها إهانة إمام وجائزة القرن».. 9 قضايا أشعلت ظهور ميدو والقيعي    القنوات الناقلة لمباراة السنغال ضد موريتانيا في تصفيات كأس العالم    فرش وتجهيز لجان امتحانات الثانوية العامة 2024.. صور    «الأرصاد»: انكسار الموجة الحارة على محافظات شمال ووسط الصعيد    إصابة شخص بسبب حريق شقة سكنية فى حلوان    أبرز لقطات البرومو الرسمي لفيلم "عصابة الماكس"    «مجدى يعقوب» و «السبكى» يشهدان توقيع بروتوكول تعاون لتدريب الأطقم الطبية بالهيئة    اليوم.. مغادرة آخر أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    السعودية تلغي تصاريح بعض حجاج الداخل بسبب اللقاحات وتوجه رسالة للوافدين    تامر عبد المنعم عن صفعة عمرو دياب: كل واحد يلزم حدوده ومليون دولار لن تكفي لرد الكرامة    أسعار الفراخ والبيض اليوم 9 يونيو "خيالية".. الكل مصدوم    وصفات طبيعية لعلاج قشرة الرأس، أبرزها الزبادي وزيت شجرة الشاي    «البترول»: خططنا لتلبية احتياجات الكهرباء من الغاز أو المازوت    البنك المركزي يعلن معدلات التضخم في مصر بنهاية مايو.. الاثنين    عاجل: حدث ليلا.. الغضب يشتعل ضد نتنياهو واحتجاجات عنيفة أمام البيت الأبيض    حزب الله يعلن قصف مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل الإسرائيلية براجمة من صواريخ فلق 2    جدول مواعيد امتحانات الثانوية العامة 2024.. تنطلق غدا    «التعليم»: اتخذنا إجراءات غير مسبوقة لمنع تداول امتحانات الثانوية    «زي النهارده».. 9 يونيو 1967 تنحي الرئيس عبدالناصر بعد نكسة 67    طلاب «إعلام المنوفية» يطلقون حملة «إعلامنا» للتعريف بالكلية ومميزات الدراسة بها    مناخ «الزراعة»: الموجات الحارة تؤثر على الفواكه والخضروات    فضل الدعاء في هذه الأيام المباركة.. لا يرده الله    للحجاج والمعتمرين.. محظورات لا يجب فعلها أثناء الحج    «مين هيقدر يديره؟».. القيعي يكشف سبب رفضه لتعاقد الأهلي مع ميدو    أمم أوروبا 2024.. المنتخب الإنجليزي الأعلى قيمة سوقية ب 1.78 مليار يورو    ما سبب الشعور بالصداع عند الاستيقاظ من النوم؟.. «السر في التنفس»    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. «هيئة الدواء» تسحب أدوية جديدة من الصيدليات.. انفراد..النيابة العامة تحيل «سفاح التجمع» لمحاكمة عاجلة أمام «الجنايات».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأحد: 48 ساعة قبل عودة الغليان (تفاصيل)    بايدن مخاطبًا ماكرون: شراكة الولايات المتحدة وفرنسا «لا تتزعزع»    تحرك عاجل من السعودية بشأن الحج بدون تصريح    أسامة كمال: الحكومة المستقيلة لهم الاحترام.. وشكل الوزارة الجديدة "تكهنات"    ليلى عبد اللطيف تكشف حقيقة توقعها بعيد أضحى حزين في مصر    كوميديا وإثارة وظهور مُفاجئ ل السقا وحمو بيكا..شاهد برومو «عصابة الماكس» (فيديو)    10 سنوات إنجازات | طرق وكباري و3 محاور رئيسية لإحداث طفرة تنموية في قنا    مقتل 45 شخصا على الأقل جراء صراع عشائري في الصومال    ياسر إدريس: لا ينقصنا لاستضافة الأولمبياد سوى إدارة الملف    طارق سليمان: كنت مع مشاركة شوبير في نهائي إفريقيا على حساب الشناوي    «القومى للمسرح المصري» يحتفي بدورة «سميحة أيوب»    جامعة العريش تطلق مبادرة شاملة لتأهيل الخريجين لسوق العمل    مع بدء رحلات الحج.. خريطة حدود الإنفاق الدولي عبر بطاقات الائتمان في 10 بنوك    خبير مائي: سد النهضة على وشك الانتهاء من الناحية الخرسانية وسيولد كهرباء خلال سنتين    النديم: 314 انتهاك في مايو بين تعذيب وإهمال طبي واخفاء قسري    ما أهم الأدعية عند الكعبة للحاج؟ عالم أزهري يجيب    طارق قنديل يتحدث عن.. سر نجاح الأهلي ..البطولة الأغلى له.. وأسعد صفقة بالنسبة له    ليلى عبداللطيف تتسبب في صدمة ل أحمد العوضي حول ياسمين عبدالعزيز (فيديو)    إصابة 6 أشخاص في تصادم سيارة وتروسيكل بالإسماعيلية    مصرع طفل عقب تعرضه للدغ عقرب فى جرجا بسوهاج    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بعيادة الجلدية ووحدة طوسون الصحية    حظك اليوم برج الحوت الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عاجل.. انفراجة جديدة في مفاوضات بن شرقي وحقيقة عرضين الخليج ل "الأخطبوط"    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    عقوبة تصل ل مليون جنيه.. احذر من إتلاف منشآت نقل وتوزيع الكهرباء    انتصار ومحمد محمود يرقصان بحفل قومي حقوق الإنسان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي.. ملك ملوك الموت
نشر في القاهرة يوم 04 - 10 - 2011

قد لا يسعفنا المجال لذكر تفاصيل الجرائم البشعة التي ارتكبها الطاغية القذافي ضد الشعب الليبي خلال أربعة عقود ونيف من حكمه ولكن يمكن الوقوف عند أهمها ولم تكن وطنية ولا ايمانا بالقضايا القومية ولا تلبية لحاجة ضرورية عندما كان يبعث أبناء الشعب الليبي يموتون في الجنوب اللبناني ويأتي بهم في توابيت ليقول إنه يوم شهداء النبطية ويوم شهداء الدامور ويوم شهداء مرجعيون، لأن اخوتنا الفلسطينيين أنفسهم كانوا يقولون إنهم لم يكونوا يسألون عن إمدادهم بالمقاتلين، فلديهم ما يكفي، خاصة أن هؤلاء المقاتلين لم تكن لهم خبرة بالمنطقة، ولا تقنيات الوقاية من الغارات الاسرائلية، ولا معرفة باستخدام الدشم والخنادق، ولكنه كان يرسلهم من أجل المآثم التي يقيمها لهم، بل بعث ببعضهم ليشارك في الحرب الأهلية. كان صديقنا المفكر الشامي الشهير الأستاذ مطاع صفدي يقول لي كلما قابلته، إنه يشفق علي ليبيا من مجرم بهذا الشكل، لأن الاستاذ مطاع كان احد المخدوعين في هذ الرجل وظنه عونا للفكر القومي، واسهم في إنشاء معهد الانماء العربي، ثم تركه بعد أن اكتشف كما قال لي، الوجه البشع لهذا المجرم، الذي كان كل ما يفعله صلاة خالصة لآلهة الدم الجريمة، حسب تعبيره، لأنه كان يمول كل الاطراف في الحرب اللبنانية، فلم يبخل بأموال الشعب الليبي علي الفرق الفلسطينية بمختلف انتماءاتها وولاءاتها،خاصة عندما تقاتل بعضها بعضا، ولم يبخل علي فرق الصف الإسلامي سنة وشيعة، ولم يبخل علي الشيوعيين والقوميين والأصوليين، ولم يبخل علي الموارنة والروم الأرثوذكس والكاثوليك، ولم يبخل علي السوريين انفسهم، وجيش الردع الذي يتبعهم، ودفع كما يقول النظام 200 مليون دولار لرفعت الأسد في إحدي المناسبات، فالهدف أن يحارب الجميع الجميع، كما يقول هذا المثقف الذي نآي بنفسه عن القذافي ثم عن العالم العربي كله عائشا في باريس. الإبادة في أوغندا أسفر القذافي عن وجهه الحقيقي في ابادة الليبيين عندما اختار عددا من شيوخ المقاومة الشعبية وارسلهم للدفاع عن الجنرال المجنون عيدي أمين دادا في اوغندا، وقد وصلت حمولة اكثر من سبع حاملات جنود إلي مطار عنتيبي كما اخبرني احد الناجين من المجزرة واسمه الحاج رجب العلام زميل متقاعد من وزارة الاعلام، ليجد، هو ورفاقه من شيوخ المقاومة الشعبية، أن الحرب تشتعل وسط المطار وحطت الطائرات دون أن تلحقها اصابات، ليسألوا الجميع سرعة الهبوط واخذ وضع الانبطاح لأن الحرب كانت دائرة من حولهم، ثم في اول لحظة هدوء، كما قال لي، ركض الجميع باتجاه الاحراش والغابات المحاذية للمطار، وكانت النتيجة كما اخبرني الحاج رجب أن أغلب ركاب تلك الطائرات هلكوا اثناء ذلك الهروب، و لم يعد احد منهم إلي ليبيا إلا قلة كان هو من بينهم، لانهم ذهبوا طعاما للنمور والأسود والتماسيح، جهلا بطبيعة الارض، مع انعدام خبرتهم بالحرب وأساليبها، وعرفت شخصيا قصة أحد أولئك الناجين الذي هرب من المطار وقضي في رحلة العودة إلي ليبيا مدة عشر سنوات يقطع الغابات وينتقل من بلد أفريقي إلا آخر، يعمل بضعة أشهر ليكتسب قوته ثم يستأنف الرحيل حتي وصل. سعيت للبحث عنه، ربما استطاع كتابة قصته ولكن القصة التي يحملها التي لاشك تغري بالكتابة ضاعت، لان الرجل جاء بعد أن فقد كثيرا من قواه العقلية وصار لا يستطيع إلا أن يحملق في الفضاء صامتا لا يتكلم، مع انه احتفظ فقط بقليل من الوعي الذي اهتدي به إلي بيته واسرته، ولهذا لم يكن لديه شيء يقدمه سوي انه مثال لضحايا المجرم الدولي الذي حكم ليبيا أكثر من أربعة عقود، وكان مصير رفاق هذا الرجل الموت لانهم لم يأخذوا تدريبا علي الاسلحة وانما كانوا يذهبون اثناء التدريب للتسلية ولان المهمة هي الحراسة وليس الاشتباك في القتال، بما يعني أن ارسالهم إلي الحبشة لم يكن غير قتل لوجه القتل، وحكي لي صديق كان يعمل سفيرا في اثيوبيا هو الراحل خليفة بازيليا، أن القذافي أرسل لأحد المعسكرات الميدانية التي كانت تهاجم جنوب السودان من تلك المناطق تحت اشراف القائد الميداني لقوات الجنوب السوداني السيد جون جارنج، طائرة بوينج 727 مليئة بالأطباء والمساعدين والفنيين لإدارة مستشفي ميداني هناك، كلهم من الليبيين، لأنهم لم يكونوا يريدون شهودا أجانب علي ما يحدث، فهي عمليات سرية لا يجب أن يأتي أطباء من دول أجنبية ينقلون أخبارها لبلدانهم أو معلومات عن مشاركة ليبيا في إدارتها وتمويلها ومدها بالعتاد. ولأنه لم يكن هناك مطار صالح لاستقبال الطائرة عدا مهبط بدائي، فإن الطائرة سقطت ولم ينج احد من ركابها ولم ينشر أي خبر عنها فالأمر ذهب في عداد الأسرار الحربية ولم يكن يعني القذافي مصير عائلات هؤلاء الأطباء والفنيين فالأمر لن يزيد علي رسالة تبليغ لأهاليهم بأن ابنكم قد مات شهيد الواجب، وقد يرسل لأهله. كما تعود في حالات القتلي العائدين من جنوب لبنان، سيارة سلع تموينية، تحتوي علي بعض شكائر الدقيق والأرز، وصناديق الزيت والطماطم المعلب، مشاركة في اقامة المآتم التي غالبا ما يطهي فيها الطعام، وفق الاعراف والعوائد البدوية، وقد تتأخر رسائل التبليغ أكثر من عشر سنوات كما حدث مع شهداء مجزرة أبوسليم، ولعل هذه أول أسطر في العالم تذكر عن مأساة هذه الطائرة. ولأنتقل بسرعة لأكثر الجرائم رعبا في تاريخ الجرائم التي ارتكبها هذا النظام ضده شعبه، وهي جريمة سجناء معتقل أبوسليم، التي كانت سببا من الأسباب تفجير الثورة ضد القذافي وهي جريمة أخذت حقها من الادانة وعرف بها الناس شرقا وغربا، ولكن الحديث عنها سوف لن يتوقف، بل سيزداد مع الأيام، خاصة بين أوساط الليبيين الذين سيحتاجون لاقامة نصب لها ومتحف كما يفعل العالم مع جرائم الهولوكوست التي ارتكبها هتلر وحزبه، تذكيرا للبشرية وإحياء لذكري الضحايا وتعبيرا عن الاستنكار والإدانة، لكي لا تظهر جريمة جديدة مثلها، وهي جريمة سوف نعرف المزيد عنها لأن ما نعرفه مازال قليلا. ضحايا أبوسليم أنه في مساء يوم 29 يونية 1996 تم تجميع سجناء السجن، الموجود بضاحية من ضواحي طرابلس اسمها أبوسليم، واخراجهم إلي ساحة السجن بغرض الاستراحة والترويح، وتم اقفال الزنازين والاروقة المؤدية اليها، وانتشر فوق سطح السجن عدد من جنود كتيبة حرس القائد، يحملون مدافعهم الرشاشة وتم اطلاق النار علي هؤلاء السجناء وعددهم 1259 شخصا، وخلال اقل من ساعتين كان كل هؤلاء المساجين قد سقطوا قتلي فوق أرض الساحة. أغلب هؤلاء السجناء من ذوي الاتجاه الإسلامي إلا أن هناك تقارير تقول إن بينهم سجناء سياسيين من غير هذا الاتجاه، وقد تكتمت الدولة علي المجزرة لمدة أكثر من عشر سنوات، كان خلالها اهل الضحايا يأتون لأبنائهم بالطعام في الأعياد والمناسبات، باعتبار جلب الأكل تقليدا من تقاليد التعامل مع السجناء، كان هؤلاء الاهل في شهررمضان يأتون بوجبة يومية، دون أن يتطوع أحد من حراس السجن بتبليغ هؤلاء الاهل، بألا يحضروا الأكل بسبب أن السجين انتقل إلي مكان اخر خارج طرابلس، وأي عذر من مثل هذه الاعذار، وهو ما سمعته شخصيا من والد أحد هؤلاء الضحايا، صديقي الرسام الكبير الراحل محمد الزواوي، الذي أخبرني أنه كان خلال عشر سنوات بعد مقتل ابنه يذهب كل ليلة من ليالي رمضان يأخذ الطعام إلي ابنه ويتأخر عن تناول طعام الافطار في سبيل ادخال بعض الفرح في رمضان علي ابنه السجين، عوض محمد الزواوي، الذي كان قتيلا خلال هذه السنوات، ويتلقاه الحراس بالترحاب ويطمئنونه علي صحة ابنه وأن الطعام سيصله ويعتذرون عن التعليمات المشددة التي تمنع رؤيته، وكان هناك سجناء في قاطع آخر يظهر أن بعضهم خرج تحت ظرف من الظروف مثل صديقنا الاستاذ احمد الزبير السنوسي عضو المجلس الانتقالي الآن، الذي سجن أكثر من اثنين وثلاثين عاما. وقد حكي لي شخصيا ظروف سجنه في عام 1970 بسبب صلته ببعض من اسموهم بالمتآمرين فهو عسكري قديم تخرج من احدي كليات العراق في منتصف الخمسينات وعاد إلي الجيش إلا أنه لم يبق غير بضعة أشهر وتم طرده منه بسبب الخلاف الذي وقع بين الملك وبعض افراد عائلته إثر مقتل رئيس الديوان الملكي وتورط أحد افراد العائلة في الجريمة، دون أن تكون له صلة بالحادث إلا قرابته بالملك، فعاد إلي العراق ليجد له عملا أستاذا في الكلية العسكرية هناك، وحن إلي العودة للبلاد التي لم ينقطع عن زيارتها، وحدث ذلك في العام السابق للانقلاب، وقرر الاشتغال بالعمل الحر حتي وقع الانقلاب. وبعد ثلاثة أشهر تم إلقاء القبض علي بعض العسكريين من أصحابه، فتم القاء القبض عليه معهم، وأصدروا عليه حكما بالاعدام، وقال لي انه بقي في زنزانة انفرادية لأكثر من عشر سنوات، كان كلما فتح القاطع ظنهم سيأخذونه للإعدام، وبعد أن انتقل لزنزانة اكبر تضم بعض المساجين، كان دائما يأتي من يأخذهم لتنفيذ حكم الإعدام فيهم، فيجد نفسه مسجونا سجنا انفراديا مرة أخري، دون أن يخبره أحد وخلال أكثر من ثلاثين عاما، أن السجن بالاعدام قد تحول إلي المؤبد، وحتي عندما جاءوا لاطلاق سراحه. قال لي إنه كان يتوقع اقتياده لأحد ميادين الشنق أو ليقف أمام كتيبة الاعدام، إلا انهم بعد خروجه من الزنزانة ابلغوه انه الافراج وكانت قد مضت عليه في السجن اكثر من اثنين وثلاثين سنة، ولم يكن سبب الإفراج اريحية من القذافي وانما لمفارقة غريبة حدثث، إذ إن السيد نيلسون مانديلا ذهب إلي اسكتلندا مرسلا من القذافي لكي يتوسط هناك لاطلاق سراح السجين الليبي المدان في جريمة لوكيربي، فسعي للقائه في فندقه عدد من الليبيين الناشطين في مجال المعارضة، وسألوه إلا يشوه تاريخه النضالي بالتورط في الدفاع عن اعوان القذافي، ويكفي أن القذافي يضم في سجونه سجينا قضي اطول مدة في السجن من اي سجين في العالم، وأخبروه بما حصل للسيد احمد الزبير السنوسي، الموجود منذ اثنين وثلاثين عاما في سجون القذافي، بسبب تهمة باطلة، وبناء علي حكم صادر عن محكمة استثنائية أكثر بطلانا، فكان الأمر محل استغرابه، وفي عودته لليبيا سأل القذافي عن حقيقة وجود مثل هذا السجين، فأوقع في يد القذافي وكعادته تظاهر انه لم يكن يعلم بالأمر. وأصدر تعليماته بالإفراج عنه، وبالتأكيد فانه لولا هذه الصدفة، لما رأي السيد أحمد النور إلا بعد سقوط القذافي، ولاشك أن مثل هذه الظروف المرعبة التي عاشها السيد أحمد وحقيقة انه ظل يعيش تحت سيف الاعدام مسلطا علي عنقه خلال كل هذه المدة، كفيل بأن يدمر معنويات ونفسية أي انسان، ولكن السيد أحمد كان يتبدي امامي بوجه مضيء، كأن هناك مصباحا بداخله، يعكس نوره علي وجهه، فسألته عن سر هذه الروح المعنوية العالية، وهذا الإشراق في وجهه، فأجابني بما أوضح سر هذه الروح قائلا إنه ينتمي بحكم المولد لعائلة من أهل التصوف والتقوي فكان هذا التصوف هو عونه وسنده فقد قضي مدة سجنه كما قال لي في سجدة واحدة استمرت مدة اثنين وثلاثين عاما، اقول إن السيد أحمد كان قد عرف ودون تفاصيل بأمور هذه المجزرة، لأنه كان في قاطع اخر ضم مساجين آخرين ربما لم يكن بعضهم سياسيين، وعن طريق هؤلاء وخاصة ممن اتيحت لهم فرصة الذهاب إلي الخارج، تسربت اخبار المجزرة لعدد من جمعيات حقوق الانسان، التي صارت تثير القضية، وتلح في معرفة التفاصيل، حتي بدأت الصورة تتضح تدريجيا، واضطر النظام أن يعترف بحدوثها، بل إن القذافي نفسه اورد ذكرها في احدي مداخلاته، قائلا انه ليس لدي النظام ما يخجل منه، فهو حادث يحصل مثله في كل السجون، ووضعها في إطار أن تمردا حدث في أحد السجون وصراعا حصل بين الحراس والمساجين، ادي إلي سقوط عدد من الضحايا. ثم بدأ وبعد ثلاثة عشر عاما من المجزرة أي في عام 2009 يرسل رسائل تبليغ إلي العائلات، تنقل اليهم خبر موت أبنائهم، وصار بعضهم يتحرك لإقامة دعوي يريد معرفة مصير هذا القتيل ويريد ظروف قتله وتسليم جثمانه، وقام احد المحامين الشباب واسمه فتحي تربل وهو شقيق لشهيد من شهداء المجزرة وأخته أرملة شهيد آخر، بإقامة الدعاوي نيابة عن قريبيه، وعن آخرين، ونشأت جمعية خاصة بهؤلاء الشهداء ووجدت الدولة نفسها مرغمة علي الدخول في مصالحة مع اهل الضحايا، وقررت دفع دية لعائلة كل شهيد قيمتها ما يعادل مائة ألف دولار، بعضهم قبل بها، والاكثرية رفضوا القبول، مصرين علي معرفة ظروف القتل، ومعرفة قبر الشهيد، وظهر طبعا أن الأمر لم يكن اطلاقا معركة بين سجناء وحراس، وانما قتل بدم بارد لأهل
هذا السجن، وهناك فعلا وقبل الجريمة نوع من الاحتجاج قام به المساجين لتحسين ظروف السجن، إذ إن الاكل وصل إلي حد التجويع والاكتفاء بكسرة خبز مع الماء في يوم كامل، فكانوا مرغمين علي المطالبة كما يحدث في كل السجون بتحسين مستواهم. بل وهناك رواية تقول إنهم فعلا حجزوا عددا من الحراس وأخذوهم رهائن كنوع من الضغط، وبعد تفاوض بينهم وبين إدارة السجن وبعض رموز النظام مثل موسي كوسي وعبدالله السنوسي وخيري خالد ابلوغهم بالموافقة علي تحسين ظروفهم فاطلقوا سراح الحراس وعادت الامور إلي مجاريها في السجن إلا أن رئيسهم الاعلي فيما بعد راي انه ليس من المنطق الاحتفاظ بهؤلاء الاعداء واطعامهم والموافقة علي شروطهم واصدر تعليماته بقتلهم وارسل جنود الكتيبة التي تحرسه، لتنفيذ الجريمة وحصل اثناء الاستراحة التي ابلغوهم بها أن اطلقوا عليهم النار وقتلوهم جميعا وحفروا لهم حفرة ضمت جثامينهم هي التي جاءت في الاخبار الخيرة انه تم العثور عليها. جريمة ندران الجريمة الثانية ضد الشعب الليبي التي لا تقل خسة ودناءة عن جريمة ابو سليم رغم أن ضحايا اقل عددا، إلا أنها جريمة قتل جماعي ندران يوجد لها نظائر في تاريخ الجرائم التي ارتكبها حكام ضد شعوبهم، لما عنته من غدر وخيانة لا تدل فقط علي تأصل الإجرام في نفس مرتكبها ومن معه من أعوان ولكنها تدل علي نوع نادر من جنون الإجرام فهي جريمة لا دافع لها ولا سبب معقول أو لامعقول يمكن أن يكون وراءها إلا الخبل الذي يصيب عقلية المجرم فيوغل في ارتكاب الجريمة والولوغ في دماء الضحايا لوجه الجريمة فقط واليكم ما حدث، وصدقوا أو لا تصدقوا، لأنني كنت أحيانا أذكرها لأصدقاء أجانب، وكان أحدهم من أصحاب العقول الكبيرة هو الشاعر والمفكر والناقد الإنجليزي الأكبر والأشهر انتوني ثويت الذي ابي أن يصدقني واتهمني بأنني أبالغ في قول ما اقوله بسبب ما يعرفه من معارضتي لسياسات حاكم ليبيا المعتوه. قال لي إنني هذه المرة بالغت في اتهامه بجنون الإجرام الذي لا يستطيع تصديقه لأنه لا يتصور أن حاكما يمكن أن يفعل بشعبه ذلك وهذا الكاتب الصديق مازال موجودا علي قيد الحياة أطال الله عمره، وطبعا عندما قلت هذا الكلام لصديقي الكاتب الشهير كان ذلك بعد الحادث مباشرة في عام 1992 ولم يكن احد قد فتح الملف بالتفاصيل والحيثيات الموجودة والمتوفرة والان والشهود الذين وقفوا علي الحادث وادلوا بشهادتهم في تاكيد حدوثه، وهو يتصل بطائرة مدنية نوع بوينج 727 في رحلة داخلية في يوم الثاني والعشرين من ديسمبر عام 1992 علي متنها 157 راكبا بينهم طاقم الطائرة وعدد من طياري شركة الخطوط لحضور دورة في طرابلس، قادمين من بنغازي، وقد حملت الرقم رقم 1103، حيث أمر القذافي باسقاطها وقام بتحزيمها بالمتفجرات التي كان من المفروض أن تسقط في منطقة من البحر فيما يسمي خليج سرت، إلا أن آلة التوقيت حصل بها عطب فلم تسقط حتي وصلت إلي مشارف طرابلس وخوفا من أن تهبط في المطار بما تحمله من مواد متفجرة فتحصل كارثة تدمر كل المطار بمن فيه من بشر وما فوقه من أبنية. فقد أمر أحد الطائرات العسكرية التي يقودها طيار أجنبي بضرب الطائرة في الجو وهي علي مسافة قريبة من مطار طرابلس فسقطت في منطقة سيدي السايح، وبسبب المتفجرات الكثيرة التي وضعت في الطائرة فقد تحولت إلي فتافيت صغيرة جدا، واقفل سجلها، وبسرعة كان أهل النظام في الموقع يمنعون احدا من الاقتراب منها، لأخذ صندوقها الاسود وتدمير اي مظهر من مظاهر الإدانة، ومنعت شركة التأمين الدولية من أن تأتي للتحقيق، فقد تنازلت الحكومة الليبية عن حقها في التأمين، ولم يتم أي تحقيق في الحادث رغم ما قيل عن لجنة للتحقيق برئاسة مدير الاستخبارات الخارجية السيد إبراهيم البشاري، الذي قتل في حادث سيارة يقال انه مدبر، وقتل قبله في حادث سيارة مدبر وزير الداخلية السيد ابراهيم بكار الذي يقال انه تأثر بالحادث وكان قد سر إلي بعض عارفيه أنه لن يستطيع أن يصمت علي الجريمة. وكان الحادث الذي تعرض له وهو عائد من مؤتمر لوزراء الخارجية في تونس حادث مفضوح لأن سائق الشاحنة الذي ترصد له ضابط في المخابرات، مكلف بأن يدخل علي الطريق ويعترض سيارة المراسم التي تسير بسرعة فائقة لضمان قتل الوزير، وقد قتل معه سائقه وهو ما حدث لإبراهيم البشاري الذي قتل معه سائقه وقتل قائد السيارة الذي كان في مواجهته، لأن أسلوب القتل كما يقال كان قد تم بوسيلة تحكم عن بعد في سيارته، التي يقال إنها كانت في الليلة السابقة للحادث موجودة في ورشة المخابرات لوضع الجهاز الخاص بالتحكم، وكان السيد البشاري في ذلك الوقت قد ترك جهاز المخابرات وانضم للعمل في قلم القيادة. قد قضي في حادث الطائرة مجموعة من أعلام ليبيا ومثقفيها بينهم رئيس تحرير لصحيفة في العهد الملكي اسمها الرقيب هو السيد رجب المغربي مع زوجته وقضي فيها جماعة من قادة طائرات شركة الخطوط الجوية وشخصيات أخري معروفة بينهم أستاذة في الطب ومقدمة برامج صحية في التلفاز والحقيقة وبغض النظر عن مكانة الضحايا فانهم بشر ذهبوا في حادث إجرامي لا مبرر له، وكان قائد الطائرة واحدا من اكثر الكباتن شعبية لدي جمهور شركة الخطوط الجوية، هو السيد علي عبد المالك الفقيه لأنه كان يقضي أغلب وقت الرحلة يشرح لركاب الطائرة المناطق التي يمرون بها ويمتلك حسا بالدعابة يجعل الناس يطلبون السفر في الطائرات التي يقودها، وكنت شخصيا أشكر الظروف عندما أجد نفسي في رحلة يقودها هذا الطيار، لأنه يضمن لك ألا تشعر بلحظة ملل واحدة، ما عدا هذه الرحلة المشئومة التي قرر ملك ملوك الموت السيد القذافي أن يجعلها طعاما لجنونه الإجرامي، علما بأن الكابتن الفقيه لم يكن هو المقرر لقيادتها، ولكن قائدها الموجود علي الجدول اعتذر لسبب طارئ فتم اختياره هو لرحلة الموت هذه، ويذكر بعض من كان موجودا في المطار ذلك اليوم، أن اثنين من قابضي ارواح الليبيين، وهما السيد موسي كوسه والسيد عبد الله السنوسي، كانا يقفان علي المدخل المؤدي إلي الطائرة، لكي لا يتصادف أن يلقي واحدًا من أركان النظام يركب علي حين غفلة، هذه الطائرة الموعودة بالموت، بل يقال إن عائلة زميل لهما اوفردا من افراد عائلة زميلهما في القلم السيد علي الشاعري، منعاه من ركوب الطائرة، وطلبا منه أن يؤجل رحلته إلي رحلة أخري، وطبعا كان واضحا انهما وراء تنفيذ هذه الجريمة، التي لم يكن لها مبرر اطلاقا إلا جنون قائدهما الذي خرج ثاني يوم لسقوط الطائرة ليقول للغرب الذي كان يتهمه بإسقاط طائرة لوكيربي، أن هناك طائرة ليبية سقطت في نفس الوقت من العام وتحمل رقما مشابها لرقم لوكيربي، وان سقوطها كان بسبب الغرب لأن هناك احتمالين لسبب سقوطها: الأول نقص قطع الغيار بسبب الحظر المفروض علي هذه القطع والثاني أن يكون عملا تخريبا من احدي المنظمات الغربية التي كانت تتعامل مع ليبيا ثم أرغمت ليبيا علي إعطاء أسرارها إلي المخابرات الغربية مثل منظمة الجيش الايرلندي السرية، ومعني ذلك أن الغرب هو الذي وراء سقوط هذه الطائرة ومعنيا هذا فقد تساوينا، «سقطت لنا طائرة مقابل الطائرة التي يتهموننا باسقاطها» وطالب بقفل ملف لوكيربي، وطبعا لم ينصت احد في الغرب لهذا الكلام الغبي الذي لا يخلو من خبل، ولابد أن عقيد الإجرام والجنون يدرك جيدا أن ما يسوقه من كلام عن قفل ملف لوكيربي مقابل هذه الطائرة كلام لا يقبله العقل، ولكنه ارتكب جريمته من اجل ارضاء حسه الإجرامي، والمشكلة انه وجد منفذين هم الذين قاموا بتلغيم الطائرة والذين اشرفوا علي تدبير الرحلة ثم الطيار الذي ضرب بطائرته الحربية الطائرة المدنية. بل يقال إنه أنزل نفسه بالبراشوت منها وتركها ايضا تحترق ليقال انه اصطدام حصل بين الطائرة الحربية وطائرة شركة الخطوط الليبية، ولا أدري إن كان التواطؤ العالمي الذي رافق هذا الحادث البشع جاء عمدا أو أن حجم الجريمة وخستها كان قد وصل حدا لم يستطع احد أن يصدق أن جريمة مثل هذه يمكن أن تكون بفعل فاعل، ولكن بالتأكيد هناك أقمار صناعية رأت ما حدث وهناك كما قلت شركة التأمين العالمية التي لم ترفع صوتها ببنت شفة، مع أن منعها من التحقيق كان يشير إلي أن جريمة وقعت، ولكنها فرحت بإعفائها من دفع التعويضات، ولقد قام أهالي ضحايا الطائرة بتظاهرات ووقفات احتجاجية، وطالبوا الدولة أن تصدر لهم ترخيصا بانشاء جمعية، فرفضت ذلك، كما وجدوا فتورا من الجمعيات الحقوقية الانسانية التي لم تواصل الالحاح علي قضيتهم، والي الآن فان اهالي الضحايا ينتظرون التحقيق، وينتظرون الانصاف، وينقل الكاتب خالد المهير شعورهم عندما اخبروه اثناء مظاهرة لهم في الذكري الثامنة عشرة لسقوطها، أن ذكري احبابهم الذين قتلوا لن تموت طالما هم علي قيد الحياة، وقالوا ايضا إن ما يدفعهم إلي هذا الموقف الاحتجاجي ليس المطالبة بالتعويضات ولكن المطالبة باظهار حقيقة ما حصل. الأصفر ينعي جعودة كما ينقل الروائي الليبي محمد الاصفر مشاعره حول اسقاط النظام لهذه الطائرة التي اسقطها العقيد "عمدا ومع سبق الإصرار والترصد" حيث كان في هذه المقالة يرثي صديقا له من ضحايا الطائرة هو صالح جعودة ويحمل دمه لطاغية ليبيا قائلا : إن نظامنا وطاغوته لا تهمه الأرواح الإنسانية، المهم أن تظل روحه الفاسدة وأرواح أسرته وزبانيته تعيث في العالم أرضا وبحرا وجوا قتلا وفسادا.. نظام يقتات علي الدم من فصائله وعلي أي هيئة كانت، دم محترق، دم متجمد، دم ساخن فائر". واذكر أن صديقا شاعرا من ليبيا كان يعيش في مهجره القاهري الدكتور محمد الحضيري اهداني ديوانا اصدره عقب اسقاط تلك الطائرة كان كله مكرسا لادانة هذه الجريمة وادانة الفاعل وتحميل ما حصل لحاكم ليبيا المجرم معمر القذافي مع مرثيات لضحايا تلك الطائرة ممن قال أن بعضهم كانوا اصدقاء حميمين له. أطفال الإيدز كان اغلب ضحايا الطائرة من الليبيين بينهم عرب واجانب وكان من ضمنهم خمسة عشرة ضحية من مصر، لكي يعلم الجميع أن الاذي الصادر عن هذا الرجل لم يكن محصورا في اهل بلاده فقط، أوفي الأجانب من أبناء أمريكا وأوروبا فقط، بل كان يعطي لكل جنس ودين نصيبه دون تأخير. ولعل الجريمة التي نالت اصداء تعادل اصداء جريمة لوكيربي هي جريمة اطفال الإيدز ولكن دون وضوح ابعادها، ودون وصول الصورة الحقيقية إلي اذهان وابصار العالم كما هي، فقد شابها الكثير من الفوضي والتشويش إلي حد حجب الرؤية، وكان ضبابا نشره النظام عن عمد واصرار بسبب بشاعة الجريمة وهي عمد القذافي إلي حقن عدد 438 طفلا وطفلة من اطفال مدينة بنغازي بحقن الإيدز أو فيروس فقد المناعة، هذه هي الحقيقة الواضحة الجلية التي حاول النظام أن يجعلها تتوه وسط اللغط والزيطة حول الممرضات البلغاريات، وهي جريمة قام بها عمدا فلا ممرضات بلغاريات وراء حقن الاطفال، ولا مستوي النظافة في مستشفي الهواري ومستشفي الفاتح لطب الاطفال، هكذا إجرام اسود لا تبرير له، وضع فيروس الايدز في الحقن التي يحقن بها الاطفال وتمت الجريمة، وطبعا السؤال لماذا؟ وهنا السر، لأنه لا إجابة لمثل هذه اللماذا، ولا نستطيع أن نقول هنا غير انه نوع من الجنون الذي لا اسم له إلا جنون الإجرام، نعم هناك من يقول إن العام الذي حصلت فيه هذه الجريمة وهو عام 1999 كان عامرا بالصراع مع اهل بنغازي وانه كانت لهم محاولة علي حياة العقيد وانه اراد حرق اكباد أهل هذه المدينة. فقام بحقن الأطفال بالإيدز، وأنه كان يريد أن يحقن مزيدا من الاطفال غير أن المسألة تفجرت بشكل مفاجئ، فاضطر إلي ايقاف عمليات الحقن، والقبض علي بعض الممرضات وتعذيبهن حتي الاشراف علي الموت، فقمن بالاعتراف بالجريمة، ثم صارت التدخلات والتداعيات التي ادت إلي تقوض الاتهام، وظلت الجريمة معلقة لا تجد أحدا يشير إلي الفاعل الحقيقي، واسكت العقيد المجنون اهل الضحايا المساكين بمبلغ يعادل مليون دولارمقابل كل ضحية، لاسكات الناس والتغطية علي احدي اعظم جرائم العصر، وإلي حلقة قادمة من هذا الارهاب الاسود الذي قام به القذافي ضد شعبه وقد تحول هذا الرجل وتحول اعوانه من أرباب القتل والجريمة إلي مدافعين عن الحق ومقاومين للغزو الأجنبي لليبيا.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.