لملم 2009 أوراقه ورحل عنا تاركا ميراثاً غنائياً كبيراً عشرات الألبومات ومئات الأغنيات ومهما كانت آراء النقاد تظل الكلمة الأولي في نجاح أو فشل ألبوم أو مطرب للجمهور والجمهور يعني «المبيعات» وقد قالت المبيعات كلمتها في واحد من أشرس المواسم الغنائية في العقد الأخير فقد مرت ثلاث سنوات «2006- 2007- 2008» بإنتاج غنائي ضعيف جدا سواء علي المستوي الكمي أو المستوي الكيفي وحالة الرواج الشديدة التي شاهدها عام 2009 كانت في مصلحة الجمهور الذي عاد ليتخير ما يريد من مائدة موسيقية عامرة امتدت طوال 12 شهراً.. هذا بالإضافة إلي أن 2009 كان شاهدا علي عدة ظواهر فنية نرصدها لكم في هذا التقرير. بورصة الألبومات في 2009 انقسمت إلي ثلاثة مواسم «الصيف - عيد الفطر - عيد الأضحي» وقد شهد كل موسم منافسة مختلفة عن غيره لكن أشرسها كان الموسم الصيفي حتي أطلق عليه البعض «أغلي موسم في تاريخ سوق الأغنية» شهد هذا الموسم في بدايته إطلاق ألبوم «عمرو دياب» والذي أنعش السوق كثيرا رغم صدور عشرة ألبومات قبله لمجموعة من أشهر نجوم الأغنية العربية مما أشعل المنافسة بقوة فنجد أن العشرة ألبومات لم يكتب لها النجاح باستثناء ثلاثة ألبومات استطاعت أن تخرج ولو قليلا من المذبحة وهي: ألبوم «نفسي أحبك» لأنغام وكان سبب نجاته من المذبحة ثلاث أغنيات هي «نفسي أحبك» و«مهزومة» و«عشت سنين»، ثم جاءت «جنات» بألبومها «حب امتلاك» لتصبح ثاني الناجين من المذبحة ومن بعدها كان ألبوم «الله كريم» لجورج وسوف أما باقي الألبومات العشرة لم تحقق المتوقع منها رغم نجومية أصحابها وهي: «حبيبي حياتي» لهاني شاكر، «واحشني جدا» لصابر الرباعي»، «ليالي الحب» لسيرين عبدالنور، «احكي» لبشري، «هيحصل ايه» لسمية الخشاب، «فرحة حياتي» للقاء سويدان. الهضبة ولأن حرارة الصيف تزيد من لهيب المعارك الغنائية فمع دخول الصيف إلي منتصفه بدأت المعركة الغنائية الكبري بين الكبار، حيث وقعت المعركة بين 30 ألبوما لألمع النجوم وعلي رأسهم عمرو دياب وتامر حسني، فمنذ اليوم الأول لصدور ألبوم «وياه» لعمرو دياب اكتسح السوق بنسبة مبيعات وصلت لعشرات الآلاف من النسخ، وعلي الرغم من مرات تحميل الألبوم عبر الإنترنت والتي فاقت ملايين المرات إلا أن المبيعات تعدت حتي المتوقع لها، وبعد 48 ساعة من طرح «وياه» بالأسواق طرحت شركة عالم الفن ألبوم «هاعيش حياتي» لتامر حسني والذي لاقي رواجا كبيرا في الأسبوع الأول لم يدم طويلا ومن بعدها تراجع مرة أخري، إلا أن المنافسة ظلت لفترة طويلة بين النجمين دياب وحسني، وظل ميزان المبيعات يتأرجح بينهما لكنه في النهاية ذهب لصالح «الهضبة» عمرو دياب. ووسط هذا الزخم والعراك الموسيقي ظهر لنا فدائي أو كما أطلقوا عليه «المغامر» وهو هشام عباس الذي أصدر ألبومه «ماتبطليش» الذي يعود به لسوق الكاسيت بعد فترة غياب ويتعاون من خلاله لأول مرة مع روتانا، ورغم حالة الغليان التي كان يعاني منها سوق الكاسيت في ذلك الوقت إلا أن الألبوم حقق مبيعات جيدة في الأسابيع الأولي من صدوره وسط اتهامات متبادلة بين جمهور تامر حسني وهشام عباس بسرقة «اللوك» الذي ظهرا به الاثنان حيث ارتدي كل منهما قبعة مايكل جاكسون. سقط سهوا لا أعرف إن كان سقط سهوا أم عن عمد من الكبار أمثال دياب وحسني وعباس أن هناك جيلاً جديداً ظهر بوضوح في 2009 هز عرشهم كان من أهمهم المطرب الشاب عبدالفتاح الجريني الذي لقب هذا العام بالحصان الأسود، بعد أن حقق صدي قوياً مع الجمهور خاصة بعد حفلاته الكثيرة في أكثر من مكان. تلي الموسم الصيفي الزاخم موسمان آخران وهما موسم عيد الفطر وعيد الأضحي واللذان شهدا إطلاق عدد من الألبومات الذي فضل أصحاب بعضها أن ينجوا من مذبحة الصيف كان من أبرز هؤلاء كاظم الساهر بألبومه «الرسم بالكلمات» والذي تم تأجيله أكثر من مرة، كذلك ألبوم «اذكريني» للمطرب ماجد المهندس، وألبوم الفنان هشام نور «خللي قلبك شجاع» و«رنيت غلط» للمطرب سعيد فارس. ظواهر كما سبق وأن قلنا كان 2009 شاهدا علي بعض الظواهر الفنية أهمها الأغنيات المنفردة والتي تربعت علي عرشها أغنية «الناس الرايقة» لأحمد عدوية ورامي عياش، والتي حققت رواجا كبيرا واستقبلها الجمهور العربي بحفاوة شديدة بل إنها سجلت كأكثر أغنية تم إضافتها لصفحات موقع الفيس بوك الشهير وكذلك كأكثر نغمة محمول تم تنزيلها. الظاهرة الثانية كانت تخص ال «لوك» أو المظهر الذي ظهر به غالبية المطربين فقد وجه نقدا لاذعا للكثيرين كان علي رأسهم عمرو دياب الذي ظهر في بوستر ألبومه «وياه» بوشم علي كتفه العاري يحمل اسم «عبدالله» نسبة لابنه وبنطلونه «الساقط» الذي يعد سمة للمراهقين، كذلك تامر حسني الذي ظهر متشبها بمايكل جاكسون مما دعا البعض للقول بأن تامر استغل وفاة جاكسون للدعاية لنفسه، وهو نفسه الاتهام الذي وجه لهشام عباس والذي ارتدي أيضا ملابس أشبه بملابس مايكل جاكسون وكأنهم يقولون «مصائب قوم عند قوم فوائد»!! من أبرز الظواهر كان طرح ثلاثة ألبومات لثلاث ممثلات هن سمية الخشاب، بشري ولقاء سويدان، وللأسف إنهن فشلن فشلاً ذريعاً. كما شهد الموسم أيضا طرح ألبومات لعدد من الملحنين منهم نادر نور بألبوم «أول ما نبدأ»، وعمرو مصطفي في «الكبير كبير» وهو نفس عنوان الأغنية التي أثارت الكثير من الجدل حول كلماتها التي اعتبرها الجمهور والنقاد معا صادمة. خناقة دوت كوم شهد 2009 أكبر وأهم المعارك الإلكترونية علي الإطلاق حيث انطلقت عشرات المعارك بين محبي الفنانين علي الإنترنت كانت أولاها الحرب التي نشبت بين رابطة محبي شيرين وبين محبي تامر حسني وصلت إلي حد إطلاق كل منهم تصريحات عن الآخر حملت كرها شديدا حيث استخدم كل من محبي الاثنين ألفاظاً وشعارات مستفذة ومهينة للغاية تلاها حرب أخري كان تامر حسني أيضا طرفاً فيها لكن الطرف الثاني كان عمرو دياب فجمهور دياب يؤكدون أن تامر فاشل ولا يمكن مقارنته بالهضبة كما يطلقون علي دياب وكتبوا علي موقعهم الإلكتروني عبارات تسخر من تامر مثل «اشتري ألبوم عمرو واحصل علي ألبوم تامر حسني مجانا»، بينما كتب محبي تامر علي مواقعهم أن عمرو دياب متصاب وأن تامر لا يمكن «يعمل عقله بعقل واحد قد أبوه»! كذلك أطلقت بعض المنتديات الإلكترونية شائعة في بداية الموسم عن أن إيهاب توفيق لن يطرح ألبومه وسينسحب خوفا من مواجهة عمرو دياب وتامر حسني إلا أن إيهاب رد علي هذه الشائعة بطرح الألبوم. ختامه مسك وكان ختام العام مسكا كما يقولون حيث صدرت في نهاية العام ثلاثة ألبومات استقبلها الجمهور بحفاوة شديدة رغم أن أصحابها أنفسهم لم يتوقعوا هذا النجاح وأول هذه الألبومات هو «حسين الجسمي 2010»، والذي لاقي قبولا كبيرا خاصة أغنيته «ستة الصبح» التي كتبها أيمن بهجت قمر ولحنها وليد سعد ثم جاءت إليسا لتضع لمسة سحرية علي الموسم الغنائي لعام 2009 حيث فاجأت الجميع بألبوم رومانسي جدا، في وقت يحتاج فيه الشباب ولو للقليل من الرومانسية بعد عام موسيقي صاخب جدا. أما لطيفة فحرصت علي إصدار ألبومها الجديد «أتحدي» وهو باللهجة الخليجية تعاونت فيه مع مجموعة كبيرة من الشعراء والملحنين والموزعين في الوطن العربي وخاصة منطقة الخليج. وفي النهاية.. لقد انقضي العام وامتلأت مكتباتنا بألبومات وأغنيات منفردة، لها ما لها وعليها ما عليها، ويبقي دائما المستفيد هو الجمهور رسائل إلي... أيمن بهجت قمر: دعك من الحداثة وابقي علي عهدك معنا "إن شاء الله لستة الصبح". هشام عباس: لا تتنازل.. لقد عرفناك فناناً فلتبقي كما كنت حتي لو ستخسر «القليل». تامر حسني: إياك والغرور. عمرو دياب: عد إلي صوابك. شيرين: حافظي علي مستواك واجتهدي. الممثلات اللاتي دخلن إلي منطقة الغناء هذا العام: اعط العيش لخبازه. كاظم الساهر: لا تتخلي عن كلمات نزار أبداً. الجمهور: برافو.. كل سنة وأنتم طيبين.