نظم نشطاء حقوقيون في سوريا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حملات ضد النظام السوري مطالبين فيها الجمعيات الإنسانية العالمية للتدخّل فورا لوقف إراقة الدماء والتعسّف القائم بحق المواطنين المطالبين بإسقاط النظام، خصوصاً أن الضحايا هم من العزل علي عكس ما يؤكد الإعلام السوري الموالي لنظام الأسد. أعلن هؤلاء الناشطون عن غضبهم العارم تجاه المشهد الإجرامي الحاصل في سوريا لا سيما بحق الأطفال. حيث نشر موقع "فيس بوك" مؤخراً شريطا يظهر جثة الطفل الفتي حمزة علي الخطيب ( 13 عاما) من بلدة الجيزة في درعا، وقد تعرضت لتشويه مروّع في أقبية أجهزة المخابرات التي كانت اعتقلته في تاريخ 29 إبريل الماضي مع آخرين خلال مشاركتهم في إحدي التظاهرات لفك الحصار عن درعا.وأظهر الفيديو الذي يتضمن مشاهد لجثة حمزة وهي ممدة علي سرير و إلي جانبه والده يروي كيفية تعذيبه حيث قال بأن النار أطلقت عليه بعد اعتقاله (عملية إعدام) وبعد تعريضه لتعذيب وحشي لفترة طويلة، كما أن أجهزة المخابرات لم تكتف بذلك بل قاموا بقطع عضوه التناسلي. من جهة أخري وبعد انتشار هذا الفيديو سارعت المواقع الإلكترونية الخاصة بالمعارضة السورية للتعليق حول تلك الجريمة، ولا سيما موقع رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان الذي جزم بأن هذه الجرائم لم ترتكب أو تسجّل حتي في ذروة الممارسات الفاشية التي ارتكبتها أجهزة حافظ الأسد ، سواء خارج المعتقلات أو داخلها ، بما في ذلك سجن تدمر نفسه الذي شهد أفظع وسائل التعذيب وارتكابات عصية علي الوصف، وإلا أنها لم تصل حتي في ذروتها القصوي إلي قطع الأعضاء التناسلية للمعتقلين ، سواء وهم أحياء أو بعد تصفيتهم تحت التعذيب. وقد أنشأ آلاف الناشطون السوريون مدونات وصفحات علي الفيس بوك باسم حمزة الخطيب وضعوا عليها صورته وعبارة: «لن نسكت».وذكر نص نشر علي الصفحة: «اليوم سوريا كلها ستنتفض لأجلك ، لأجل براءتك لأجل دموع أمك، لأجل حرقة قلب أبيك، لأجل أبنائنا ستغضب سوريا.. نعم ستغضب سوريا كلها لأجل حمزة». منذ يوم الجمعة قبل الماضي لم تتوقف الحملات والأصوات التي ارتفعت مطالبة بفضح النظام ونشر جميع الصور والدلائل كي يشاهدها العالم، وأيضاً كي يعرف المواطنون السوريون المؤيدون للأسد ما يدور خلف كواليس المخابرات، هذا وقد اعتبر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لا يمكن السكوت علي ممارسة التعذيب بحق المعتقلين في سوريا مطالباً السلطات بفتح تحقيق نزيه بحالات التعذيب وتقديم مرتكبيه إلي العدالة بشكل فوري. كانت أسرة حمزة قد تسلمت جثمانه من السلطات يوم الأربعاء قبل الماضي بعد مرور شهرين من الاعتقال و بعد سلسلة من التعذيبات تمت تصفيته بطريقة وحشية، وبدت علي الجثة آثار التعذيب الشديد. أوضح حقوقيون أنها ليست المرة الأولي التي يقضي فيها معتقل تحت التعذيب، وكشفوا عن شهادات حية لأشخاص مازالوا علي قيد الحياة، إلا أنهم تعرضوا للتعذيب الشديد خلال اعتقالهم، وأشاروا إلي أن هذه الحالات تحصي بالمئات. كما أشاروا إلي أن الوفد الذي شكل من بانياس للتفاوض مع الحكومة تم اعتقال أعضائه، مشيرا إلي أنهم يتعرضون للتعذيب، ومن بين أعضاء الوفد رئيس بلدية بانياس وبعض وجهاء المدينة. وطالب رئيس المرصد السلطات السورية بفتح تحقيق نزيه وحيادي بحالات التعذيب وتقديم الجناة إلي العدالة بدلا من القول إنها أفلام مفبركة ليتضح لاحقا أنها ليست مفبركة مثلما حدث في شريط البيضة. نشر النشطاء عبر "تويتر" و"فيس بوك" تحذيرات موجّهة إلي نظام المخابراتي السوري بعدم التعرّض لذوي الطفل حمزة بأي مكروه كرد فعل علي نشر الفيديو الذي يفضح تجاوزاتهم محملين النظام كامل المسئولية في حال وقوع أي أذي لعائلة "الخطيب."