لا تزال شكاوي أعضاء نقابة الموسيقيين تتوالي وتتابع منددين بالمخالفات الجسيمة التي ارتكبها النقيب منير الوسيمي، ومن فرع النقابة بالإسكندرية كانت هذه الشكاوي التالية: في البداية يحدثنا باستياء الملحن جمال ترك مؤسس فرقة باندلي شو: سأبدأ معك من أحد حوارات منير وسيمي الإعلامية التي وجه بها كلامه للدكتور عاطف إمام ود. حسن شرارة يتوعدهما بأن أيامهما القادمة ستكون أكثر سوادا قاصدا أن المرحلة القادمة أشد قتامة علي الأعضاء وذلك بسبب أننا سوف نفك وديعة النقابة لصرف المعاشات الشهرية للأعضاء والمفروض أن يسأل نفسه هذا السؤال: لماذا اضطررنا إلي فك الوديعة؟ مستنقع الفقي هو الذي أغرقنا فيه بسبب نهبه ملايين النقابة لأكثر من سنتين دون وجه حق ولو لم يكن هو النقيب ما كان هكذا حال النقابة الذي لا يسر عدوا ولا حبيبا، وأطالب النائب العام بسرعة تحويله للتحقيق مع مشاركيه الخمسة الذين يديرون النقابة الآن، ولذا صارت شبه أشلاء هؤلاء مكانهم سجن طره وكفاهم ولائم الاستاكوزا، والجامبو، والكباب والكفتة التي لا تعد ولا تحصي بالإضافة إلي سفريات النقيب الدائمة للإسكندرية والتي يأخذ بموجبها 240 جنيها لليوم الواحد ويضيف عليها مصاريف الفنادق ودعوات الأصدقاء والأحباب ومصاريف المواصلات وقانونا هذا مخالف لأن بدل السفر السابق ذكره يشمل كل هذه المصروفات، لأول مرة في تاريخ نقابة فنية يقفز علي كرسي النقيب شخص كل مؤهلاته: عامل صوت ثم عازف اكسلفون ثم سمسار في الأجهزة الطبية وأخيرا صبي حانوتي بمعني أنه يحصل علي عمولة من شركة التأمين عن كل جثة عضو يفارق الحياة ولذا كُسرت عيناه من القائمين بشركة التأمين التي تصرف بوليصة التأمين لورثة العضو ولم يوفوا بالتزاماتهم نحو التعاقد مع النقيب، ده خربها وجلس علي تلها ونحن رميناه من فوقها كان نقيبا علي ما تفرج. يؤكد د. أكرم تبريزي بأكاديمية الفنون ومدير أوركسترا أوبرا الإسكندرية تفعيل القانون علي الجميع حتي تسود العدالة الاجتماعية خاصة أن نقابة المهن الموسيقية الوحيدة التي تحظي بانتشارها بربوع مصر نظرا لأنها اللغة الفنية الوحيدة التي تصل إلي رجل الشارع البسيط دون وسيط، فالقانون 35 لسنة 1978 والذي به المادة 6 التي تحدد شروط العضو العامل ومدي انطباقها عليه كاختياره من خلال لجنة ثقافية من النقابة والموافقة عليه كعضو عامل ولكن هذه الموافقة محروم منها كل خريجي كلية التربية النوعية وعليهم الاكتفاء بالعضوية المنتسبة وهذا لا يسري علي الكليات الأخري كالطب والهندسة والتجارة إلخ.. وعندما سألنا عن سبب هذه التفرقة قيل لنا هؤلاء لا يجيدون العزف علي أي آلة موسيقية أو الغناء أو هؤلاء مستواهم الفني كمستوي الكليات الأخري! فلماذا هذه التفرقة؟ هذا مجرد فكر متجمد وآراء متحجرة نرجو إزالتها من أجل العدالة بين أعضاء النقابة. يشير الملحن والموزع والمؤلف سعيد بدوي الخبير الموسيقي بوزارة الثقافة: إلي ضرورة تتابع خطوات النقيب القادم والأعضاء من خلال الجهاز المركزي للمحاسبات لأنهم في الماضي كانوا يكثفون من سفرهم بزعم اجتماع، ما هذا الاجتماع؟ وما فائدته للنقابة؟ ومن منطلق هذا الاجتماع توجد عدم شفافية بالمصاريف الشهرية بالإضافة إلي بلطجية النقيب الذين يتقاضون مرتبهم من حساب النقابة والبلطجة وصلت إلي مناقشة الميزانية التي صارت في الآونة الأخيرة لا شرعية ولا قانونية والمفروض المحاسبة شهرية للعائد المادي للنقابة من خلال لائحة إعلانات توضح الرصيد الشهري ومحاسبة النقيب القادم سنويا علي انجازاته وكفانا سنوات إهمال للمرضي وآخرون يسرقون دواءهم ويبيعونه للصيدلية لشراء فياجرا. يعلل الشاعر «إبراهيم التونسي» عضو جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين بباريس في: سبب انهيار النقابة يعود إلي الفساد الذي كان متفشيا في بجميع أرجاء المجتمع ولذلك تأثرت به النقابة كإفساد المطربين وأذواق الجماهير التي هي ترمومتر الفن ولكن نحمد الله علي هذه الثورة التي ربما تكون نواة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال منح فرصة للشباب المفكر المستنير لمواصلة المسيرة حتي تعود الأمور إلي مسارها الطبيعي وجمعية المؤلفين والملحنين بقيادة الموسيقار القدير: محمد سلطان ستتحمل العبء الأكبر وأيضا تلاحم الإعلام والدولة لنهضة النقابة من خلال إنتاج نصوص غنائية شعرا ولحنا وغناء وعودة اللجان لتفعيل ذلك والنقابة في مضمونها جهة وطنية ولذا يجب توافر الحث الوطني لدي النقيب القادم حتي يستطيع شغل هذا المنصب الحيوي الذي يشكل الوجدان النفسي والشكل الحضاري المصري. يعلق المطرب حمدي سراج علي الحديث بقوله: أنا أحارب وحدي من أجل الغلابة مطالبا مدافن للأعضاء الذين ليس لهم بمدافن لأن إكرام الميت دفنه وكان هذا المشروع سينفذه النقيب المرحوم: حسن أبوالسعود ولكن القدر لم يمهله، وعندما ناقشت هذا مع النقيب وسط الأعضاء العاملين بسموحة استمعنا نحن إليه بدلا من الاستماع لنا ويقاطعنا كلما تحدثنا معه في شيء ويكسب عطف الناس بدمعتين يزرفهم من عينيه حتي في حواراته الإعلامية واطلقنا في الآونة الأخيرة مصطلح جمهورية النقابة الموسيقية لأنه المتحكم فيها ويكتفي بالمنافقين من حوله دون مشورتنا وكم طالبت بعدم علاج المقتدرين وزوجاتهم غير الأعضاء علي حساب النقابة ولم يسمعني أحد والمحتاج هو الذي يموت في الشارع وحدث ذلك بالفعل مع أحدالأعضاء الذي توفي بإحدي الحدائق العامة رغم أنه كان عازف أول أوكرديون بالإسكندرية . يعاني الملحن إسلام سعيد من: اللامبالاة المرضية لدي النقيب، عندما قام بتلحين أغنية «ما بين عينيك» للمطرب خالد سليم ولم يتقاض أجره إلي الآن وغناها المطرب في المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية بالإسكندرية وصاحبه كسوليست عازف بيانو وسجلت الأغنية بهذا الشكل علي النت وتذاع الآن وعندما تقدم بشكوي للنقابة كان الرد: مستحيل مقاضاة مطرب مشهور كخالد سليم وأهملوني حتي وقتنا هذا. ويستكمل فتحي عبدالغني عازف الأورج الحديث بقوله: أنا عضو منتسب منذ أكثر من خمس سنوات والقانون يمنحني حق تحويل العضوية من منتسب إلي عامل بعد هذه الفترة ولكن هذا القانون لا يفعل في عصر الوسيمي لأنها لائحة مكملة للقانون يعني ليست مفروضة ولذا تابعة علي هواهم ومزاجهم الشخصي وهذا يعتبر ابتزازا متعمدا للمنتسبين وكم طالبنا ولا يسمعنا أحد وعموما النقابة في الآونة الأخيرة لا تعمل لصالح الأعضاء العاملين أو المنتسبين ولكنها تخدم النقيب وحاشيته فقط وإذا حدثت مشكلة ما بمكان عمل العضو فالنقابة لا تقوم بحل أي مشكلة وتترك المطربين الأجانب يغنون كيفما يشاءون دون دفع الرسوم وتهتم فقط بابتزاز ومص دماء الأعضاء المصريين. يواصل المطرب السوري ياسر فاخر بفرقة باندلي شو الحديث بقوله: أنا عضو منتسب بالنقابة منذ عشر سنوات ولم استطع التحول إلي عضو عامل بزعم أنني غير مصري رغم زواجي بمصرية ولدي أطفال مصريون لأكثر من عشر سنوات وقانونا لي حق التحويل إلي عضو عامل ولكنهم يضربون بالقانون عرض الحائط وعندما وضحت للنقيب الوسيمي مدي المعاناة في عملي بسبب ذلك كان رده: «المعاملة بالمثل» قاصدا «علاقة البروتوكول بين نقابة مصر وسوريا» والتي بمقتضاها تمنح سوريا العضوية للمصريين ولكن سوريا لا تعمل بها وهذا ليس شأني أو ذنبي فهذه مسئوليته هو والمسئولون معه بالنقابة ومازلت أعيش في حيرة لا أعرف نهايتها. يستكمل المطرب: صبري عبدالواحد الحديث بقوله: الفساد زاد وأصبح هيكلا متضخما يصعب استئصاله حتي بعد الثورة وهذا قدر كل الشعوب العربية رغم وجود شخصيات فذة ولديها ضمير ولا أعترف بالحديث عن الإنسانية، الضمير، والنجومية إلا من خلال اثباتها علي أرض الواقع وأحلم بنقيب غير محتاج ومن أسرة محترمة ويشعر بالفقراء وينزل للناس ويسمعهم وأتمني عدم صبغة الشعر وحمامات السونا والبخار التي تظهرهم أكثر ثراء وشبابا وهذا يستفزنا جميعا. تتذكر المنولوجست سها حسان أسوأ أيامها عندما لجأت إلي نقابة الإسكندرية لطلب مصاريف عملية لابنها وقالوا لها اذهبي إلي مقابلة النقيب في القاهرة وعندما ذهبت إليه بنقابة القاهرة استقبلها سيد نديم وقابلها بالنقيب الذي عندما رآها قال لها: كيف ولماذا تأتين إلي هنا؟ وطردها من مكتبه غارقة في دموعها مما أصابها بحالة نفسية سيئة، وتقول سها: بسبب جدال حدث بيني وبين النقيب منذ أربعة شهور توقف معاش زوجي والذي قيمته 250 جنيه وأعيش الآن علي أمل خطاب من وزارة التضامن الاجتماعي الذي يتعهد فيه بتعويض المتضررين من الثورة ولم يصرف إلي الآن. ويختتم الموسيقيان عادل صوت، والمطرب شحتة الإسكندراني بقولهما: نخشي قطع المعاش نهائيا بعد إفلاس النقابة ولم تصلنا زيادة المعاشات التي يعلنون عنها ولا حتي المعاش نفسه منذ أربعة شهور وهذا يهدد حياتنا جميعا مما يضطررنا إلي عمل وقفة احتجاجية وشكوي للحاكم العسكري.