مقابل الربح السريع والمضاعف انتشرت تجارة تقليد تزييف القطع والتماثيل الأثرية بين تجار الآثار من مختلف الطبقات والفئات والمناطق فلا تخلو جميع قضايا بيع وتهريب الآثار من المقلدات والقطع حديثة الصناعة من خلال الضبطيات التي تمكنت فيها المباحث العامة وشرطة السياحة والآثار من فشل اتمام محاولات البيع والتهريب إلي الخارج وتم الكشف عنها داخل النيابات العامة بالجمهورية ليتم عرض القطع المضبوطة علي اللجنة المختصة من الأثريين وخبراء المجلس الأعلي للآثار والتي تقرر بدورها أثرية القطع من عدمه. ولعل جريمة الاتجار تصاحبها جريمة أخري مرتبطة بها هي جريمة التنقيب غير الشرعي عن الآثار بالإضافة الي تقليد القطع الأثرية وعمل منها نماذج تحاكي القطع الأصلية في الشكل ومازالت هناك قضايا تتعلق بهذه الظواهر من بينها هذه القضية والتي تحتوي علي كمية كبيرة من المضبوطات والقطع الأثرية التي تنتمي الي مختلف العصور من العصر الفرعوني المتأخر والعصر الروماني وأيضا العصر الاسلامي. بيع ..وتزييف ..وتنقيب !! ويروي أحمد عبد الحميد -مدير نيابة قسم الهرم أن أحداث القضية بدأت عندما وردت معلومات للمباحث العامة بقيام شخص يدعي اسحاق من منطقة االمنصورية بالحفر والتنقيب غير الشرعي عن الآثار والإتجار فيها , وقد اثبتت تحريات المباحث شروع المتهم في بيع القطع الأثرية وبالفعل توجهت شرطة المباحث العامة ونشرت قوات الأمن في أكمنة بعد معرفة ميعاد عملية تسليم القطع الأثرية وفي الميعاد المحدد تم القبض علي المتهم أسفل كوبري المنصورية أمام سيارته بعد اخراج عدد 2 كرتونة من داخل شنطة السيارة وقد تم القبض علي المتهم والذي اعترف أمام المباحث باتجاره في الآثار إلا أنه أنكر صلته بها أمام النيابة العامة . وبناء علي طلب النيابة العامة بتشكيل لجنة فنية لفحص محتويات القضية من خبراء المجلس الأعلي للآثار توجهت اللجنة لمقر النيابة بالهرم برئاسة د.يوسف حامد خليفة مدير عام ادارة المضبوطات الأثرية : بالمجلس الأعلي للآثار ورئيس اللجنة الفنية ويقول د.خليفة في هذه القضية وجدنا كمية كبيرة من القطع والتماثيل الأثرية مختلفة الأشكال والأحجام وتبين للجنة بعد الفحص الفني أن هذه القطع ترجع لعصور تاريخية معظمها ينتمي للعصر الفرعوني المتأخر من الحضارة الفرعونية ومنها من العصر الروماني وأيضا العصر الاسلامي، بالإضافة الي أن النصف الآخر من الضبطية عبارة عن مقلدات غير أثرية حديثة الصناعة من مواد مختلطة . احصائيات الاتجار والتقليد وقد أشار د.خليفة عن احصائيات القضايا المختلفة لعام 2009 من محصلة الضبطيات داخل ادارة المضبوطات الأثرية بالمجلس موضحا انه بالرغم من صدور العديد من التنظيمات التشريعية الخاصة بحماية الآثار المصرية منذ اوائل القرن التاسع عشر بالأمر العالي الصادر لسنة 1835بخصوص قواعد وتدابير حماية الآثار. ثم سنت سلسلة من التشريعات اعوام 1880 و1890 و1912 في هذا الموضوع، وانتهت بالقانون رقم 117 لسنة 1983 حتي صدر مؤخرا قانون الحماية الجديد الذي حدد انواع الجرائم التي تقع بالاعتداء علي الآثار ما بين جنايات وجنح. ولكن بالرغم من هذا التاريخ الطويل من التنظيمات والقوانين مازالت الآثار المصرية عرضة للنهب والسرقة والتهريب. وما زالت الاحصاءات تشير الي ازدياد حجم وتنوع صور وأنماط عمليات السرقة، واحصائيات عام 2009 توضح لنا ذلك وبناء علي طلب النيابات العامة داخل الجمهورية بتشكيل لجان فنية من خبراء المجلس الأعلي للآثار في مختلف قضايا تهريب الآثار كانت محصلة القضايا في القاهرة والجيزة والوجه البحري 174 قضية منهم 48 قضية مضبوطات أثرية وقضايا المقلدات غير الأثرية كانت 126 أما في الوجه القبلي ارتفعت مؤشرات الضبطيات الي 268 قضية منها 120 قضية لضبطيات أثرية وغير أثرية عبارة عن 148 قضية . محتويات الضبطية وعودة الي مضبوطات القضية يقول خيري كرم مفتش آثار بالمجلس ومن أعضاء اللجنة الفنية : بعد الفحص الدقيق للقطع وجدنا تمثالين من الفيانس الأول أزرق والآخر أبيض اللون يبلغ ارتفاع كل منهما 10.5سم عليها من الأمام بعض العلامات والحروف الهيروغليفية وهما تمثالان أثريان يعرفان بتماثيل الأوشابتي أي التماثيل المجيبة التي تلبي احتياجات المتوفي في الحياة الآخرة، بالاضافة الي تمثال بهيئة حيوان فرس النهر يبلغ طوله 12سم وارتفاعه 5.5سم وهو تمثال أثري يرجع الي العصر المتأخر من الحضارة الفرعونية. ومن القطع الأرية أيضا كتلة من حجر البازلت الأسود غير منتظمة الشكل يبلغ طولها 30سم وعرضها 25سم تقريبا والسمك 9سم عليها نقش بارز يمثل وجها لشخص بصورة جانبية بروفيل وهي قطعة أثرية تنتمي للعصر الفرعوني المتأخر ورأس تمثال لسيدة من الفخار تراكوتا يبلغ ارتفاعه 5سم وهي رأس أثرية ترجع للعصر اليوناني، بالإضافة الي عقد من الخرز يبلغ طوله حوالي 30سم وبه دلاية عبارة عن تمثال صغير والعقد مكون من خرز اسطواني الشكل وجميع الخرز أثري ينتمي الي العصر المتأخر أما الدلاية حديثة الصنع وغير أثرية. ويضيف نصر جبريل مفتش آثار بالمجلس وجدنا أيضا تمثالاً من الفيانس يمثل رجلاً عاري البدن ارتفاعه 6سم وهو اثري وينتمي للعصر الروماني، وعدد 3 خرزات من المعدن بها ثقب نافذ واحدة مستديرة واثنتان بيضاويتا الشكل وجميعها خرز أثري ينتمي الي العصر الاسلامي وتمثال صغير الحجم أخضر اللون يمثل تميمة للإله خنوم من الفيانس وهو أثري ينتمي للعصر الروماني . وأضاف أن المقلدات غير الأثرية منها 10 تماثيل مصنوعة من الجبس والاسمنت الأبيض حديثة الصنع وعدد 3 رءوس بهيئة رأس الاله سرابيس وستة تماثيل مختلفة الألوان وتمثالان من النحاس ومجموعة من الأواني والكؤوس غير الأثرية جميعها حديثة الصناعة. وقد أوصت اللجنة الأثرية بفصل القطع والتماثيل الأثرية عن بقية المقلدات حديثة الصناعة وايداعها بالمخزن المتحفي بمنطقة آثار الهرم وطالبت بإعدام القطع المزيفة حتي لا يتم تداولها في الأسواق مرة أخري.