يخطئ من يظن أن الحرب تقع فحسب في ميادين القتال ،هناك معارك أخري ثقافية وحضارية وتاريخية تحقق فيها الأمم انتصارات لها تأثيرها في المدي البعيد،وفيما كان العرب يتابعون الضغوط الدولية لإلزام إسرائيل بوقف بناء المستوطنات والعودة إلي طاولة المفاوضات حقق العرب نجاحات مهمة في موقع"جوجل" الشهير علي الشبكة العنكبوتية من خلال مئات المدونين الذين قدموا معلومات تاريخية في الفيسبوك ويشمل حاليا 15 مليون عربي يؤكدون أن "الشفرة"، هذا العلم الذي يعتبر ركيزة مهمة في عصر الحسابات الإلكترونية والكمبيوتر، اختراع إسلامي، وأن الفضل يعود إلي نظرية "المحددات" للخوارزمي، التي علي ضوئها وضع علماء الرياضيات في اليابان الخطوات العلمية الأولي نحو اختراع الكمبيوتر الذي يتباهي علماء الغرب بأنه من أهم "معجزات" العصر الحديث. ونشط مدونون للتأكيد أن محطة "الناسا" الفضائية الأمريكية الشهيرة تزخر بعديد العلماء من مختلف الجنسيات العربية المصرية والتونسية والمغربية وغيرها،وينشر الشباب العربي بلغات مختلفة معلومات عن مجدي يعقوب، أشهر جراح قلب في العالم، أو عن فاروق الباز، الجيولوجي الذي تفتخر جامعة بوسطن الأمريكية بأنه مدير مركز أبحاث الفضاء بها للرد علي وقاحة المدونين الصهاينة الذين يروجون لتخلف العرب،وعدم قدرتهم علي استيعاب العلوم الحديثة. ويسعي الشباب العربي إلي دخول موسوعة جينيس" بقوة تلك الموسوعة التي كانت مقتصرة علي الدول الأوروبية حيث تحتل الولاياتالمتحدةالأمريكية المركز الأول في مرات الحصول علي أرقام قياسية ولكن الدول العربية بدأت تنافس الأوروبية في هذا المجال حيث تحتل الإمارات العربية المتحدة المركز الأول بين الدول العربية يليها لبنان والسعودية التي استطاعت تسجيل رقماً قياسياً بأكبر شريط لسرطان الثدي، بينما سجل لاعب مصري رقماً قياسياً بإحراز 46 عدة خلال 49 ثانية متفوقاً علي صاحب الرقم القياسي ب6 أضعاف.. وقال طلال عمر رئيس لجنة التحكيم في موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية إن سوريا استطاعت تسجيل رقم قياسي بأكبر مطعم في العالم يتسع ل6000 شخص ويوظف 2000 عامل مشيراً إلي أن تسجيل رقم قياسي في الموسوعة هو إشادة لصاحبه بالتميز والكفاءة في مجال محدد ويضيف إليه شهرة كبيرة لافتاً إلي أنه شاهد الكثير من الغرائب من خلال عمله في الموسوعة كان أغربها تمكن شخص من الإمساك بطائرتين أوشكتا علي الإقلاع لمدة دقيقتين. الكوفية والكنافة الفلسطينية وفي جانب آخر هناك سباق بين الشباب العربي والإسرائيلي لإثبات أن تراث المنطقة العربية لايمكن سرقته ونسبه إلي التراث اليهودي ويشار في هذا السياق إلي الدبكة الفلسطينية بإيقاعها المميز عن الدبكة الشامية وكذلك الأهازيج الشعبية التي زعمت إسرائيل في كتيبات الدعاية السياحية أنها من التراث اليهودي. وقد حقق الطباخون اللبنانيون مفاجأة مهمة تمثلت في إلحاق هزيمة مروعة بإسرائيل وتقليص حضورها في موسوعة "جينيس" " للأرقام القياسية؛ من خلال صنع أكبر طبق حمص، ثمّ من بوابة الفلافل التي صنع منها اللبنانيون كمية تعادل مساحة لبنان. يقول رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن سعي الفلسطينيين لدخول موسوعة الأرقام القياسية في أنواع محددة من الطعام له خلفيات ثقافية هي منع الاحتلال الصهيوني من نسب المأكولات العربية الشرقية إليه ،وضمن برنامج للدفاع عن التراث الفلسطيني استهله مجلس بلدية نابلس الواقعة في الضفة الغربيةالمحتلة بتجهيز صدر كنافة بطول 200 متر شارك في صنعها حوالي مائة حلواني ومن المتخصصين في صنع الكنافة النابلسية تحديدا وقدرت مدخلات المواد الأولية التي استخدمت فيه بعشرات الأطنان من الطحين والجبنة والسكر والسمن وعن عدد المواطنين الذين هرعوا من كل حدب وصوب لأخذ حصتهم من الكنافة اللذيذة فقد قدرتهم مصادر مقربة من المجلس بحوالي 3 آلاف مواطن ولأهمية هذه المناسبة فقد حرص سلام فياض أن يشارك فيها حيث ألقي كلمة حماسية أشاد فيها بالمجلس البلدي الذي أنجز هذه المهمة الوطنية بالمستوي المطلوب لدخول الموسوعة رغم الحواجز الإسرائيلية وغيرها من التحديات الصهيونية لينغمس بعد إلقاء كلمته في التهام صحن الكنافة. كما تباري شباب وفتيات فلسطين لصناعة اكبر كوفية في العالم وهم يحتاجون إلي دعم مالي كبير لدخول أيضا موسوعة " جينيس" " للأرقام القياسية ، في "حيلة نضالية" تحاول التصدي للسرقات الإسرائيلية لتراث الوطن السليب؛ والاهم هنا هو معركة من نوع خاص بين شباب من فلسطين والعراق وأفغانستان لإثبات أن الأسري في هذه الدول هم الأكثر عددا في البلاد الواقعة تحت الاحتلال ،وقفز الرقم في العراق إلي 55ألف معتقل في عدة سجون في حين أن 11ألف معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي بينهم اسري منذ 20سنة،ويسعي شباب فلسطيني إلي إدراج بعض الأسماء العربية في موسوعة جينيس من قبيل اصغر مقاوم في العالم والأكبر سنا في تاريخ المقاومة سواء علي صعيد الرجال أو النساء. مزاعم إسرائيلية ورد عربي .. والشاهد أن الشباب العربي يدرك انه في معركة صعبة بالقياس إلي نشاط الشباب الأوروبي والأمريكي الذي يتركز في تسجيل معلومات وأرقام عن منتجات تكنولوجية ورقمية وأصغر كاميرا رقمية وأصغر جهاز كمبيوتر وأصغر قنبلة مدمّرة وأكبر حاملة صواريخ وأكبر مكتبة الكترونية وأسرع سيارة، وبحيث لايكتفي العرب بتسجيل براءة اختراعاتهم في "جينيس" في ميادين من قبيل أكبر بطاقة تهنئة وأطول دبكة لبنانية وأكبر سيخ شاورما، وأطول سيخ كباب وأكبر طبق كبسة، خاصة ان الإسرائيليين يسابقون الوقت لتسجيل أرقام قياسية في مشاريع إنتاج الغاز من أعماق البحر وهي أعمال التنقيب التي شاركت فيها إحدي كبريات شركات النفط الأمريكية قد انتهت باكتشاف اكبر حقلين للغاز في العالم ،الأول أطلقت عليه اسم تمارا ويبعد 90 كيلومترا عن حيفا وتقدر احتياطياته من الغاز بحوالي 3 تريليونات قدم من الغاز والثاني اسمه لفيتان ويبعد عن شاطئ حيفا 30 كيلومترا ويحوي 16 تريليون متر مكعب . وبهذا المخزون الهائل من الغاز تكون إسرائيل قد اكتشفت اكبر حقول الغاز في العالم التي ستؤهلها لدخول موسوعة جينيس،وهذا مااستفز الشباب العربي وصاروا يبحثون عن مشروع أو أرقام ترد للعرب مكانتهم في الموسوعة العالمية وفي "جوجل"فالحرب سجال.