في آخر حفلاتها بساقية عبدالمنعم الصاوي قامت فرقة المصريين بتجربة فنية راقية تستحق الرصد والتحليل بل والاستحسان.. حيث قام الموسيقار هاني شنودة وفرقة المصريين بإقامة حفل كبير بساقية الصاوي اشترك فيها الجمهور مع الفرقة في العزف باستخدام آلات الإيقاع لمن يملك آلة وأعلنت الفرقة علي صفحتها بموقع الفيس بوك علي من لا يملك آلة موسيقية أن يحضر معه ملعقتين للعزف بهما مثلما يفعل أهالي بورسعيد وهم يرقصون أو إحضار علبة مياه غازية فارغة «كانز» وتعبئتها أرزاً وغلقها جيدا أو حتي إحضار أي من أدوات المطبخ للعزف بها وهي تجربة تحدث لأول مرة في مصر حيث شارك الجمهور كبيرا وصغيرا في العزف وأخرج الجميع طاقات إبداعية رائعة. بدأ الحفل بفقرة للسامبا ثم المقسوم والملفوف والفلاحي، ثم عادت الفرقة لفقرة المقسوم ثم كان الختام بالسامبا، كما تخلل الحفل بعض الأغنيات القديمة والمشهورة للفرقة مثل «متحسبوش يا بنات»، كما حرصت الفرقة علي تقديم عيون الأغاني مثل «أنا بعشق البحر» لنجاة، «التوبة» لعبدالحليم حافظ وذلك بتوزيعات جديدة. هايدبارك ولم تتوقف مفاجآت الحفل عند فقرة «اعزف معانا» بل أيضا هناك فقرة أخري أعدها نوعاً من أنواع العلاقة بالموسيقي وهي فقرة «هايدبارك المصريين» والفقرة عبارة عن قيام الفرقة بالعد أربع عدات ثم ينطق كل فرد سواء من الفرقة أو من الجمهور بكلمة أو بصوت بأعلي صوته، ومنهم من صرح بحبه لأحد فقالها بأعلي صوته «بحبك»، ومنهم من قال «يارب»، ومنهم من سب مديره في العمل ومنهم من صرخ ومن ضحك. ويعلق الموسيقار هاني شنودة علي هذه الفقرة قائلا: خير ما يمثل هذه الفقرة هي رباعية صلاح جاهين «يا عندليب ماتخافش من غنوتك قول شكوتك واحكي علي بلوتك الغنوة مش هتموتك إنما كتم الغنا هو اللي هموتك.. وعجبي» الهدف من هذه الفقرة والحديث لشنودة هو التخفيف عن الناس بسبب المصاعب التي تمر عليهم يوميا. قسم النيل وعلي جانب آخر ولعلم الموسيقار هاني شنودة وفرقة المصريين بأهمية الفن في حياة الشعوب قامت الفرقة باستحداث «قسم» سمي «قسم النيل» يردد قبل بداية كل حفل كنوع من المساهمة في مشكلة مياه النيل التي تعيشها دول حوض النيل هذه الأيام والقسم يقول: نقسم يا نيل يا واهبنا الحياة.. يا كاسي بلادنا بتوب الخضار يا سر وجودنا يا روح من الإلهة.. يا ساقي وادينا بكاس العمار نحافظ علي كل قطرة مياه بتجري في نهر وتسقي الثمار ولو كل مصري ضميره نداه لصلاة عشانك يا محيي الديار ونقسم بإنك كريم الأيادي وعمر الأيادي ما تجرح صفاك قسم من أبويا وأمي.. ولادي دا عاشوا بخيرك وقاموا بهواك وكل القلوب المحبة تنادي لرب المحبة بإنك ملاك ولما تغني بلادي.. بلادي.. بتبقي انت روحها وروحي فداك بهذا القسم تثبت فرقة المصريين أنها «ثورة في الأغنية المصرية» كما قال عليها صلاح جاهين من قبل، فنحن أحوج ما يكون لأن ترجع الأغنية المصرية سلاحاً قوياً ضد الفساد في الذوق والفساد في الذمم، بل لتعود الفنون المصرية كلها أسلحة ضد كل ما هو قبيح ولتتعود آذان الشباب علي موسيقي راقية بعيدا عن الأغاني المبتذلة وأغاني التوك توك والمخدرات.. فتحية لفرقة المصريين التي تحافظ علي قلوب وعقول كل المصريين.