مظاهرة في البحرين يوم الجمعة تفاقمت أزمة فصل 29 موظفا يعملون لدى "حلبة البحرين الدولية لسباق سيارات الفورمولا 1" يوم الخميس عندما تبين أنه لم يعد إلى العمل سوى ثلاثة. ويقول الموظفون إنهم فصلوا بسبب مشاركتهم في تظاهرات مناوئة للحكومة، ولكن ادارة الحلبة تقول إنهم فصلوا لإخلالهم ببنود التعاقد. وتشير إلى أنها عرضت إعادة توظيف 19 شخصا. ويقول الموظفون إن 12 على الأقل طُلب منهم العودة لوظائفهم ولكنهم رفضوا، مبررين ذلك ببنود غير عادلة في العقد الجديد، كما طلب منهم إسقاط قضايا رفعوها بسبب الفصل التعسفي. وكان الموظفون ال29 بين أكثر من 1600 بحريني فصلوا من وظائفهم العام الماضي. وفي محاولة لتخفيف التوترات، أصدر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قرارا الأسبوع الماضي ينص على عودة كل من فصلوا إلى أعمالهم. وجاء القرار في أعقاب تقرير أصدرته لجنة التحقيق المستقلة نهاية العام الماضي بعدما أمر ملك البحرين بإجراء تحقيق مستقل حول قيام القوات الأمنية بقمع احتجاجات قتل فيها أكثر من 40 قتيلا. وأصدرت اللجنة، التي يرأسها أستاذ الحقوق المصري شريف بسيوني، تقريرا تحدث عن انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان وتعذيب ممنهج للمعتقلين في فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين. كما قامت اللجنة بإجراء تحقيق في شأن مئات من الموظفين، معظمهم من الشيعة، فصلوا من عملهم على خلفية مزاعم بدعمهم الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. ويمثل الشيعة أغلبية في البحرين، التي تحكمها أسرة مالكة سنية. إلغاء السباق ويعتبر الكثيرون ولي العهد الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة معتدلا سياسيا، وقد حاول الوصول إلى اتفاق بين الحكومة والمتظاهرين. ولكن جرى تهميشه مع تفاقم الأوضاع في البلاد. وعلى الرغم من جهود ولي العهد إلا أن سباق البحرين للفورمولا 1 للعام الماضي ألغي بسبب الاضطرابات. وتم فصل الموظفين التسع والعشرين في أبريل/نيسان الماضي. ويقول سيد الزيني، الذي يرأس حلبة البحرين الدولية لسباق سيارات الفورمولا 1، إن فصل الموظفين لم يكن قرار ادارة الحلبة. ويبدو أن هذه التعليق يؤكد ما خلص إليه تقرير بسيوني بخصوص ضغوط حكومية على شركات ووزارات بهدف التخلص من كافة المشتبه في دعمهم للاحتجاجات. ضرب وقال الزيني ل"بي بي سي" إنه حريص على استئناف السباق، ولذا على ضوء توصيات تقرير بسوني، رحبت ادارة الحلبة بعودة العمال المفصولين. وأضاف: "بناء على تعليمات سمو الملك، قمنا بتوظيفهم مجددا". وتحدث أحد العمال المفصولين، طلب عدم ذكر اسمه، عن حالة من الفوضي يوم اعتقال موظفين من داخل مكاتب الحلبة، وقال "كان رئيس الأمن في الحلبة يمر على كل مكتب ومعه اثنين من ضباط الشرطة يرتدون ملابس مدينة. وألقي القبض على من يحمل اسما شيعيا." وقال الموظف إنه اصطحب مع آخرين إلى مركز شرطة محلي، وتعرض هناك للضرب، وأضاف "نحب سباقات فورمولا 1 ونود العمل لدى الشركة، ولكن كيف يترك المديرون ذلك يحدث لنا؟" وعندما سئل عن موقفه من ولي العهد، أجاب "نحبه، وسأعود من أجله فقط." ولكنه استطرد متساءلا "هل يعرف ما حدث لنا؟" وكما الحال مع زملائه، يقول الموظف إنه لم يشارك في التظاهرات. ويقول المتحدث باسم الاتحاد العام للنقابات عمال البحرين كريم راضي "سعدنا عندما سمعنا بأن الحلبة أعادت الموظفين. ولكن حسبنا أنهم سيقرون بالانتهاكات ويقومون بتصحيحها." ويشير راضي إلى إن جميع الموظفين المفصولين يجب إعادتهم لوظائفهم دون شرط، ويستعيدوا وظائفهم السابقة وأجورهم. ولكن الشركات قامت بالفعل بتعيين موظفين في الكثير من المناصب، ولا ترغب في تسريح موظفيها الجدد. وتقول المعارضة إن ذلك يعود إلى أن الشيعة استبدلوا بسنة، ولاسيما في الوظائف البارزة والمتوسطة. ويقول نشطاء إنه إذا أقيم سباق "فورمولا 1" في أبريل/نيسان وفق الجدول، ستكون هذه نقطة محورية فيما يقولون إنها ستكون تظاهرات سلمية ضد نظام آل خليفة. وسواء كانت سلمية أم لا، فهذا ليس بالخبر السار للحكومة البحرينية التي تشعر بالقلق وتمل على إجراء إصلاحات و"المضي قدما"، على حد تعبير الزيني. المصدر: BBC MIDDLE EAST