المشير حسين طنطاوي، قائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الجريدة – وجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رسالة للشعب المصري، أمس الجمعة، حذر فيها مما سماه "مخططات تستهدف ضرب الثورة في الصميم"، مؤكدًا في رسالته التزامه بالموعد المحدد سلفًا لتسليم السلطة لرئيس جمهورية مدني منتخب، وذلك قبيل يوم واحد من "العصيان المدني"، الذي دعت إليه قوات سياسية، وإئتلافات شبابية للمطالبة بتسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب. وجاء نص الرسالة كالتالي: "منذ عام تسلمت قواتكم المسلحة سلطة إدارة البلاد بتأييد من جماهير هذا الشعب العظيم، وبشرعية فرضتها ثورة يناير، تلك الثورة المجيدة التي فجرها شباب هم قلب هذا الوطن النابض، وخاضتها جماهير حرة أبية، تنشد العزة لوطنها، والكرامة لشعبها، والعدالة لمواطنيها والعيش الكريم لكل المصريين، وشارك فيها جيش مصر برجاله الشجعان البواسل، حاميًا للثورة في أدق لحظاتها، ومساندًا للشعب في مطالبه العادلة المشروعة، منحازًا لحاضر ومستقبل وطن نفتديه بدمائنا وأرواحنا، ونقدمها رخيصة في سبيل حريته". وشدد: "شارك جيش هذا الشعب في ثورته، دون أن تنتابه حيرة أو تراوده لحظة تردد، في اختياره الوطني بأن يكون درع الحماية لهذا الشعب العظيم وثورته العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ". وأضافت الرسالة: "أيها المصريون الأحرار، لقد جابهنا معًا على مدار عام كامل تحديات جسام غير مسبوقة في تاريخنا الحديث ووقف جيشكم سندا قويًا للشعب وعمدًا وحيدًا للوطن عند مفترق طرق حاسم بين الصمود والانتكاس حين غاب الأمن وعز الأمان وانفتحت السجون وعربدت جماعات الإجرام حين تداعت مؤسسات الدولة الدستورية وتفككت أجهزة الأمن والنظام وفرض القانون". وتابع: "اجتزنا معا كل هذا وخطونا على الدرب قدما نصطدم أحيانا بعقبات وتعترضنا العراقيل، لكنها أبدًا لم توهن عزائمنا ولم تضعف تصميمنا على عبور الفترة الانتقالية بسلام وعلى الوفاء بتعهدنا للشعب بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة". وأكدت الرسالة: "منذ أيام أوفينا بأول عهد وسلمنا سلطة التشريع إلى مجلس الشعب في أولى جلسات انعقاده بعد انتخابات جرت في حرية ونزاهة، وها نحن نستعد لإكمال تعهداتنا فقد تم الإعلان عن فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية يوم العاشر من مارس المقبل، وسوف نسلم سلطة الرئاسة إلى رئيس الجمهورية بعد إجراء الانتخابات لتنتهي المرحلة الانتقالية، ويعود جيشكم الوافي الشجاع إلى مهمته الأصلية مدافعا عن الحدود وحاميا للثغور والأجواء". وأردف: "يا شعب مصر العظيم، إننا نواجه هذه الأيام مرحلة هي الأصعب فيما واجهناه منذ قيام ثورتنا المجيدة ونمر بمنعطف هو الأخطر على طريق مسيرتنا نحو الحرية والحكم الديمقراطي الرشيد والعدالة الاجتماعية، ونصارحكم القول بأن مصرنا الغالية تتعرض لمخططات تستهدف ضرب ثورتنا في الصميم عن طريق بث الفتنة بين أبناء الشعب والفرقة والوقيعة بينهم وبين قواتهم المسلحة". واستطرد: "إننا في مواجهة مؤامرات تحاك ضد الوطن هدفها تقويض مؤسسات الدولة المصرية وغايتها إسقاط الدولة نفسها لتسود الفوضى ويعم الخراب ويهنأ أعداء الوطن وهو ما لن يتحقق بإذن الله بفضل إرادة الشعب وصلابة قواته المسلحة". وواصل: "إننا أيها الإخوة المواطنون عازمون بكل ما نملك من إصرار على المضي قدمًا وإلى الأمام مهما كانت الصعاب من أجل الوفاء بعهدنا إلى هذا الشعب العظيم، سنبقى أيها الأحرار أوفياء للعهد والقسم، نحفظ لهذا الشعب كرامته، ونرعى مسيرته، وندافع عن مقدراته، ونحمي تراب الوطن المقدس الذي ارتوى بدماء زهرة الشباب وأغلى الرجال في معاركنا من أجل تحرير الوطن وثورتنا في سبيل حرية الشعب". وأتم: "إننا نؤكد لكم أيها الأحرار أننا إخوتكم وأبنائكم في جيش مصر العظيم سنظل أمناء على المسؤولية التي حملنا بها لشعب، حتى نسلم الأمانة في نهاية المرحلة الانتقالية، أبدًا لن نخضع لتهديدات، ولن نرضخ لضغوط، ولن نقبل إملاءات، أبدًا لن ننحني أمام عواصف أو أنواء.. وأبدًا لن نركع إلا لله الواحد القهار، العزة لمصر وأبنائها والمجد لشهداء الوطن وعاشت وحدة الجيش والشعب والله نسأل أن يسدد خطانا وأن يهدينا من أمرنا رشدًا".