تزايدت المخاوف بعد الإعلان عن تسرب إشعاعي من مفاعل محطة فوكوشيما النووية رقم 1 إلي إنتقال نفس المشكلة إلي مفاعل نووي ثان في شمال شرق اليابان بعد الزلزال والمد البحري (تسونامي) اللذين اديا الى سقوط اكثر من احد عشر قتيلا، بحسب توقعات الشرطة اليابانية. ووسط هذا التهديد، يبذل حوالى مئة الف من رجال الانقاذ جهودا في بحيرات الطمي وانقاض المباني في محاولة للعثور على ناجين من هذه "الكارثة الوطنية غير المسبوقة"، كما وصفها رئيس الحكومة ناوتو كان. وقالت شركة كهرباء طوكيو الاحد ان المفاعل رقم 3 يواجه خللا مماثلا بينما حذرت الحكومة من خطر حدوث انفجار فيه بسبب تراكم الهيدروجين. وكان ناطق باسم شركة الكهرباء ان "التغذية بالمياه توقف في الساعة 5,30 (20,30 تغ من السبت) والضغط الداخلي ارتفع ببطء". واضافت ان "كل الوظائف الخاصة بابقاء مستوى سائل التبريد معطلة". الا انها اكدت انها قادرة على السيطرة على الوضع. وقال ايدانو "نقوم بتخفيف (ضغط) الهواء ونصب المياه (لتبريد النظام). يمكننا السيطرة على الوضع". وقال متحدث باسم تيبكو ان "مستويات الاشعاع النووي تدنت الليلة الماضية الا انها عادت لترتفع صباح اليوم وتخطت السقف الذي حددته الحكومة". وقامت السلطات باجلاء حوالى 215 الف شخص في دائرة شعاعها 20 كلم حول المحطة النووية واخرى شعاعها عشرة كيلومترات حول المحكمة النووية فوكوشيما 2 التي تبعد 12 كلم عن المحطة الاولى. وفي مدينة فوكوشيما نفسها التي تبعد نحو ثمانين كيلومترا عن المحطتين يشعر اليابانيون بالخوف ويتدفقون على المحلات التجارية لشراء مخزونات من المواد الغذائية بينما نفد الوقود من المحطات. واصطف المئات في سوق ارتدى فيه الباعة سترات واقنعة طبية للوقاية من الاشعاعات. وعلى صعيد عمليات الانقاذ على ساحل المحيط الهادىء، تمت مضاعفة عدد افراد فرق الاغاثة الاحد بارسال مئة الف جندي تدعمهم 190 طائرة وعشرات السفن. ووصلت حاملة الطائرات الاميركية رونالد ريغن صباح الاحد الى قبالة سواحل اليابان لمساعدة الجيش الياباني. واعلن قائد الشرطة المحلية للصحافيين الاحد كما نقل التلفزيون العام "ان اتش كي" ان اكثر من عشرة الاف شخص قد يكونوا لقوا حتفهم اثر الزلزال والتسونامي في منطقة مياجي الساحلية الاقرب الى مركز الزلزال. وما زال 1167 شخصا مفقودين الاحد في منطقة فوكوشيما المجاورة للقطاع الاكثر تضررا، حسبما ذكرت وكالة الانباء كيودو. ودمر التسونامي الذي تلى زلزال بلغت شدته 8,9 درجات، مدنا باكملها. وقد جرف سيارات ومنازل داخل المدن حيث بلغ ارتفاع المياه في بعض المناطق خمسة امتار. وتصل الاحد الى اليابان اولى فرق الاغاثة التي ارسلتها استراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وسويسرا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. من جهة اخرى، تواجه حكومة ناوتو كان انتقادات الاحد لرد فعلها الذي اعتبر بطيئا جدا بعد الانفجار في مفاعل نووي. من جهتها، انتقدت صحيفة ماينيشي شركة كهرباء طوكيو بسبب الاجراءات غير الكافية المحددة لهذا النوع من الحوادث. وقالت ان "الامر يفوق التصور". وقد حذر وزير الصناعة الياباني بانري كايدا من ان توقف مفاعلات نووية عدة عن العمل قد يؤدي الى نقص في التيار الكهربائي. ودعت الحكومة المستخدمين وخصوصا الشركات الى خفض استهلاكها الى حد كبير لتوفير الطاقة.