دورية للشرطة الروسية في الساحة الحمراء يشارك عشرات آلاف الاشخاص في تظاهرات غير مسبوقة تنظمها المعارضة في موسكو وسائر المناطق الروسية اليوم، احتجاجا على نتائج الانتخابات التشريعية التي اجريت في الرابع من ديسمبر/ كانون الاول وفاز بها حزب فلاديمير بوتين. وستكون هذه التظاهرات الأكبر في البلاد منذ 20 عاماً. واشار المنظمون وهم مجموعة متنوعة من الحركات السياسية والاجتماعية والنقابية، الى تلقيهم الاذن من بلدية موسكو لتنظيم مسيرة في وسط المدينة. وأعلن حوالى 35 الف شخص نيتهم المشاركة في هذا التجمع، بحسب صفحة "تظاهرة لأجل انتخابات صادقة" على موقع فيسبوك. وينوي بعض قادة المعارضة التجمع عند ساحة الثورة على مقربة من الكرملين وتنظيم مسيرة تمتد كيلومترين حتى ساحة الاعتصام الكبير في وسط موسكو. ويقول مراسل بي بي سي في موسكو دانيال ساندفورد ان العاصمة الروسية بدت في الاسبوع الأخير اشبه بدولة بوليسية منها ديمقراطية. وأضاف أن التظاهرات جاءت قريبة من التوقعات لها، وأنها ستعزع الهيمنة السياسية لبوتين على الحكم والمستمرة منذ 12عاماً. كما من المتوقع تنظيم تظاهرات في نحو 50 مدينة من سان بطرسبورغ حتى جبال الاورال وسيبيريا للمطالبة بالغاء هذا الاقتراع الذي شابته عمليات تزوير كبيرة بحسب المعارضة ومنظمات غير حكومية. وهذه التعبئة غير مسبوقة منذ وصول فلاديمير بوتين الى الحكم عام 2000. قمع بكل الوسائل "المشروعة" وحذرت النيابة العامة في موسكو المنظمين والمشاركين من اي تجاوزات محتملة اثناء التحركات ما سيرغم الشرطة على "اتخاذ التدابير اللازمة لضمان الحفاظ على الامن". وحذر رئيس الوزراء فلاديمير بوتين من ان اي تجاوزات سيتم قمعها "بكل الوسائل المشروعة". ويتظاهر الاف الروس منذ قرابة الاسبوع احتجاجا على نتائج الانتخابات التشريعية. وقامت الشرطة في موسكو وسان بطرسبورغ باستجواب نحو 1600 شخص خلال هذه التجمعات. نتائج ونشرت الجريدة الرسمية الروسية النتائج الرسمية للانتخابات، مؤكدة فوز الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" ب49,32% من الاصوات، فيما تستعد المعارضة لتظاهرات تجمع الاف الاشخاص للتنديد بعمليات تزوير. وبحسب هذه النتائج التي نشرتها "روسييسكايا غازيتا" التي لا تختلف عمليا عن النتائج الاولية التي اعلنت الاثنين، فإن حزب بوتين سيشغل غالبية مطلقة من 238 مقعدا من اصل 450 في مجلس الدوما (مجلس النواب). وتؤكد النتائج حصول الحزب الشيوعي على 92 مقعدا (19,19% من الاصوات) وحزب روسيا العادلة (يسار الوسط) على 64 مقعدا والحزب الليبرالي الديمقراطي (قومي) على 56 مقعدا (11,67 %). وأثارت هذه الانتخابات وقمع التظاهرات التي تلتها، انتقادات دولية، خصوصا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وفرنسا والمانيا.