حركة إيتا .. عرض سلام بعد عقود من الحرب الدامية امتدح رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو انهاء منظمة ايتا الانفصالية في اقليم الباسك الصراع المسلح واعتبر ذلك "انتصارا للديمقراطية والقانون والعقل". وكان السياسيون يرفضون من قبل مثل تلك التعهدات من جانب ايتا، على اعتبار انها ستنتهك وقف اطلاق النار كالعادة. وكانت منظمة إيتا، التي تطالب باستقلال إقليم الباسك عن إسبانيا، اعلنت تخليها النهائي عن العمل المسلح بكافة أشكاله. وأصدرت المنظمة بيانا تسلمت بي بي سي نسخة منه وطالبت فيه الحكومتان الإسبانية والفرنسية بأن تستجيبا لهذه المبادرة من خلال "عملية حوار مباشر". ومن شأن هذا الإعلان وضع نهاية لحملة العنف التي تبنتها منظمة إيتا ونفذت خلالها العديد من التفجيرات والإغتيالات على مدى أربعين عاما، وأسفرت عن مقتل 800 شخص. ويقول المحللون إن منظمة إيتا باتت في حالة من الضعف الشديد بسبب الحملات الامنية الإسبانية والفرنسية المشتركة ضد مواقعها خلال السنوات الأخيرة. ويأتي الإعلان عقب مؤتمر عقد خلال الأسبوع الحالي في إقليم الباسك وحضره لفيف من الشخصيات العالمية وعلى رأسهم السكرتير العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان وكذلك مندوبين عن الاطراف المشاركة في عملية السلام في إيرلندا الشمالية. وقد دعت تلك الأطراف منظمة إيتا إلى تسليم اسلحتها واللجوء إلى الحوار كوسيلة لبحث مطالبها. ضغوط على إيتا. وكانت سلسلة الإعتقالات التي نفذتها السلطات الأسبانية ضد قادة حركة إيتا داخل الأراضي الإسبانية والفرنسية قد أدت إلى إضعاف الحركة بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية. وقالت إيتا في بيانها إن "عصرا سياسيا جديدا قد بدأ" في إقليم الباسك ، "ونحن أمام فرصة تاريخية للتوصل إلى حل عادل وديموقراطي للصراع السياسي المحتدم منذ وقت طويل". ومضى البيان قائلا إن "إيتا قررت التوقف الكامل والنهائي عن نشاطها المسلح. وتناشد إيتا حكومتي إسبانيا وفرنسا البدء في عملية حوار مباشر تستهدف إزالة تداعيات الصراع وذلك بغية وقف الأعمال العسكرية. وبهذا الإعلان التاريخي فإن إيتا تبرهن على هدفها الواضح والثابت في تلك القضية". ويمثل ذلك الإعلان الخطوة الاخيرة فيما تقول منظمة إيتا إنه التحول نحو الطرق السلمية. وسبق لإيتا أن أعلنت في عام 2010، وعبر بي بي سي كذلك، أنها قررت الكف عن تنفيذ أي هجمات مسلحة جديدة . وفي يناير/كانون الثاني من العام الحالي أعلنت إيتا وقفا دائما لإطلاق النار يمكن التحقق من الإلتزام به بالوسائل الدولية. وكان آخر وقف لإطلاق النار من جانب إيتا قد انهار عندما نفذت الجماعة هجوما بالقنابل على مطار مدريد عام 2006. وقد دأبت الحكومة الإشتراكية السابقة في أسبانيا على رفض التفاوض على مطلب إقليم الباسك في حق تقرير المصير قبل أن تحل منظمة إيتا نفسها وتسلم اسلحتها. وتبدو الحكومة الإسبانية متحفظة في الدخول في عملية سلام جديدة مع منظمة إيتا بعد أن منيت آخر مفاوضات بين الجانبين بالفشل. وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات مع منظمة إيتا قد بدأت بإعلان وقف "دائم" لإطلاق النار في عام 2006 ، ولكن تفجير سيارة ملغومة في مطار مدريد كان كفيلا بوضع نهاية لتلك المفاوضات. ولكن إيتا تبدو جادة هذه المرة في رغبتها في السلام ، فلم يقع حادث واحد ينسب للجماعة منذ عامين ، كما توقفت المطالبات التي كان يتلقاها رجال الأعمال بضرورة دفع "ضريبة الثورة" ، ولم تعد شوارع المدن الإسبانية تشهد مسيرات ومظاهرات من أنصار جماعة إيتا.