بدأ فجر اليوم الثلاثاء إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين في إطارصفقة تبادل الأسري التي تم التوصل إليها بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة مصرية قبل عدة أيام، وسط اعتراضات من سياسيين إسرائيليين. وتتضمن المجموعة الأولى 96 أسيرًا فلسطينيًا يتم الإفراج عنهم من سجن كتسيوت الإسرائيلي مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ليتوجهوا إلى معبر كرم شالوم، ومن ثم يتم إطلاقهم في الضفة الغربية، وأعلنت إذاعة إسرائيل في وقت مبكر صباح اليوم عن وجود ثلاث قوافل لنقل باقي الأسرى المفرج عنهم الثلاثاء، على وشك الإقلاع باتجاه معبر كرم شالوم الواقع بالقرب من قطاع غزة. وشهدت في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء الاستعدادات الأخيرة لإطلاق سراح الدفعة الأولى من المعتقلين البالغ عددهم 477 معتقلاً، من إجمالي 1027 أسير ومعتقل فلسطيني تقضي الصفقة بالإفراج عنهم على مراحل. قال مسؤول إن المركبات الأولى التي غادرت سجنًا في وسط إسرائيل كانت تنقل أسيرات سيفرج عن معظمهن في الضفة الغربية كان يرافقهن رجال أمن من مصر التي قامت بدور الوساطة في الصفقة المبادلة. وكانت مصادر مقربة من حركة حماس قد أعلنت أن عملية صفقة تبادل الأسرى في تمام الساعة الحادية عشرة صباحً، وأكدت أن نقل الجندي جلعاد شاليط إلى مصر سيتم بعد إطلاق سراح الأسرى، عبر معبر رفح البري. كما سيتم نقل الأسرى المقررإبعادهم إلى مصر عبر معبر رفح. وبحسب ما نشر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" فإن الصفقة تبدأ في اللحظة التي يصل فيها الجندي الأسير جلعاد شاليط إلى معسكر للجيش المصري في سيناء، حيث سيتواجد في هذا المعسكر بعض ضباط الجيش الإسرائيلي. وبعد حدوث أول اتصال مع شاليط من خلال لقاء ضابط في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية معه ستبدأ إسرائيل بالإفراج عن الأسرى من سجني عوفر والنقب، بحيث ينقل أسرى الضفة الغربية عبر حافلات من سجن عوفر إلى مدينة رام الله ومنها إلى بيوتهم، العدد الأكبر من الأسرى سيتم نقلهم عبر معبر إلى مصر وبعد ذلك يعودون إلى قطاع غزة حال وطأت قدمي شاليط أراضي إسرائيل. ومن جانيه عارض رئيس الموساد السابق، مائير داجان، بشدة إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل جلعاد شاليط. وقال داجان، ، لرئيس منظمة الماجور التي تمثل عائلات قتل أحد أفرادها في عمليات للمقاومة الفلسطينية، والتي قدمت دعاوى قضائية للمحكمة العليا في إسرائيل تطالب بإلغاء الصفقة، إن "هذه الصفقة أسوأ من الصفقة التي رفضها أولمرت، رئيس الوزراء السابق". وقال مائير في المحادثة التي نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" مقتطفات منها، أنه هو ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، يوفال ديسكين، عارضا الصفقة التي عرضتها حماس في 2009 أثناء وجود حكومة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، الذي كان سيوافق عليها، إلا أن داجان وديسكين نجحا في إقناعه بأنها غير مربحة، وأضاف داجان أنه كان من الممكن الوصول للصفقة الحالية قبل سنتين ونصف السنة. وأشار الموقع الإلكتروني ل"يديعوت أحرونوت" أن رئيس منظمة "الماجور" استشهد بكلمات داجان في الجلسة التي عقدتها المحكمة العليا الإسرائيلية أمس لمناقشة الدعاوى القضائية التي قدمتها المنظمة ضد إتمام "صفقة شاليط". وتابع داجان: "لا أعارض الصفقة بسبب شاليط، ولكن الصفقة الحالية ستحرر 450 من القتلة الخطرين جداً الذين طاردهم الجيش الإسرائيلي، ماذا سيكون الثمن الدموي من هذا التحرير؟".