أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن المرأة المصرية قدمت الكثير للمجتمع ولهذا فإن الحكومة تضع علي قمة أولوياتها في مسار الإصلاح ومواجهه كل المشكلات أن تزيل كافة التحديات التي عاقت المرأة في الماضي، موضحاً أن الفقر من أهم تلك التحديات حيث بلغت نسبته 26% . ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، جاء ذلك فى الكلمة التى القاها رئيس مجلس الوزراء في المؤتمر الدولي للمرأة والذي نظمته اليوم مجلة نصف الدنيا التابعة لمؤسسة الأهرام بعنوان "المرأة المصرية والعربية 2030"، والذي هدف الى رصد واقع المرأة المصرية الآن وتأثيرها على التنافسية والتصور لوضعها في 2030 وكيفية تفعيل دور المرأة اقتصادياً واجتماعياً وإعلامياً. شهد المؤتمر الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى و السفيرة مرفت تلاوى رئيس المجلس القومي للمرأة و هشام رامز محافظ البنك المركزي المصري والخبيرة الاقتصادية سحر السلاب والخبير الاقتصادي أحمد البرادعي والدكتورة سحر نصر مدير برامج مشروعات الشمول المالى بالبنك الدولي. والدكتورة هناء الهلالي أمين عام الصندوق الإجتماعي، ولفيف من المتخصصين فى شئون المرأة والاعلاميين العاملين فى تغطية انشطتها و خبراء البنوك والاقتصاد. وأبدى محلب اعترافه بدور المرأة المصرية وأنها أستطاعت تمكين نفسها من خلال إحترام المجتمع لدورها العظيم ،مشيرا إلي أنه في الأربعينات كانت المرأة تقود الطائرة في مصر للطيران ،لافتا الى أن المرأة ستحصل علي 70 مقعدا في البرلمان القادم و نتطلع للمزيد. واعرب عن تفاؤله بعقد هذا المؤتمر ، مرحبا بالدكتور محمد يونس مؤسس بنك جرامين والحاصل علي جائزة نوبل في الإقتصاد والذى قدم للعالم تجربة ناجحة لتغيير واقع الفقر جديرة بالاعجاب، مشيرا إلي أن القضاء علي الفقر مرتبط بقيام المشروعات الصغيرة والمتوسطة ورفع مستوي العشوائيات. وطالب محلب القائمين علي المؤتمر بالخروج بتوصيات فعالة ويمكن تطبيقها للأستفادة من أفكار الدكتور محمد يونس في هذ المجال. ومن جانبها ومن جانبها أعربت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الإجتماعي ،عن سعادتها للمشاركة في هذا المؤتمر ،مشيرة إلي أهمية توقيت انعقاده الذي يبعد بأيام عن اليوم العالمي للمرأة والمؤتمر الإقتصادي الذي علي وشك الإنعقاد ومن أهم أهدافة هو التمكين الإقتصادي. وأضافت أن الحكومة علي وشك إصدار قانون لتنظيم المشروعات الصغيرة ، موضحة أنه يعمل بهذا القطاع حوالي 500 جمعية أهلية و أن حصة المرأة في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ضئيلة جداً علي العكس في المشروعات متناهية الصغر التي تحصل المرأة فيها علي النصيب الأكبر. وأكدت أن الجمعيات الأهلية تلعب دورا كبيرا في تمكين المرأة إقتصاديا سواء من خلال تقديم القروض لهم أو من خلال تدريبهم وتأهيلهم علي إدارة المشروعات وكيفية تنميتها ، معربة عن تطلع الجميع وبقوة للدور الذي ستأدية المرأة في البرلمان القادم. وهنأت السفيرة مرفت تلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة القائمين على إعداد هذا المؤتمر والذي يناقش موضوع حيوى و مهم وهو "وضع المرأة العربية والمصرية 2030"، مشيرة الى أن مشاركة المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء في حضور هذا المؤتمر دليل على توافر الإرادة السياسية للدولة للتمكين المرأة والنهوض بها في كافة المجالات. وأكدت تلاوى أن قضية تمكين المرأة هي قضية بالغة الاهمية وتحتاج الى دعم سياسي من أعلى السلطات بالدولة ومن بينها رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء ، مشيرة الى اهمية دورهم في تغير الثقافة الاجتماعية للدولة. كما أكدت أنه لابد قبل البدء في مناقشة موضوع اليوم ، أن نشير في البداية الى ما تم للمرأة المصرية والعربية منذ مؤتمر بكين وحتى الآن ، حيث حدث تقدم في وضع المرأة في كافة المجالات خلال العشرين سنة الماضية خاصة في مجال التعليم والصحة. واشارت الى أنه بالنظر الى وضع المرأة العربية المختلفة مثل السعودية، والأمارات، وعمان والمغرب العربي على سبيل المثال لا الحصر، نجد أنه حدث تقدم وتغيير ملحوظ خلال السنوات الماضية ولكن مازال تواجهها في نفس الوقت الكثير من التحديات. واوضحت رئيس المجلس الدور الذي قامت بها المرأة في الثورة في كل من مصر وتونس، مشيرة الى ان المرأة المصرية كان لها دور هام في انجاح الاستحقاقين السابقين ومازال الامل معقود عليها في انجاح الاستحقاق الأخير من خارطة الطريق، وان تشارك في الانتخابات البرلمانية القادمة كناخبة ومرشحة بكثافة وبقوة . وتابعت أن الدستور أعطى المرأة حقوق غير مسبوقه لا بد من العمل على تحويلها الى تشريعات وقوانين، والعمل على تطبيقها على ارض الواقع ، موضحة ان المشكلة التى تواجهنا حاليا هى العادات والتقاليد والافكار السلبية التى تقف حاجز امامنا ضد تطبيقها، لذلك فإننا بحاجة الى ارادة سياسية قويه تعمل على تطبيق القوانين والتشريعات والحقوق التى كفلها الدستور والقانون للمرأة . وأضافت أنه إذا ارادنا مناقشة وضع المرأة في عام 2030 فلابد أن نحرص على العمل خلال الفترة القادمة على تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً، مشيرة الى ضرورة ان تقوم الدولة بوضع سياسات وبرامج اقتصادية تأخذ في اعتبارها الفئات الفقيرة والمهمشة ومن بينها المرأة، وان يكون هناك آليات غير البنوك في كل قرية تقوم بتقديم قروض للأسر الفقيرة لاقامة مشروعات لتشغيل هذه الأسر واخراجها من حالة الفقر المدقع الذى تعيش فيه. وشددت السفيرة مرفت تلاوى على أنه اذا لم يتم تحسين وضع المرأة الفقيرة والمهمشة في الريف والعشوائيات سيؤدى ذلك الى خروج العديد من الإرهابين والمتطرفين ، مشيرة الى أن لفقر والجهل هو البيئة المناسبة الى انتشار الافكار المتشددة. فيما ، أكد أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ، أن الأمم لن تبني إلا بسواعد الرجال والنساء ولهذا تنبع أهمية تمكين المرأة إقتصادياً وأن المرأة علي مر التاريخ كان لها إسهامات عظيمة في الحياة السياسية فتمكنت المرأة في العهد الفرعوني أن تصبح ملكة منفردة ، وفي العصر الحديث كان لها دور هام في التنوير خلال القرن 19 أمثال عائشة التيمورية ونبوية موسي. وأوضح النجار، خلال كلمته فى مؤتمر المرأة المصرية والعربية 2030، أن المرأة المصرية حصلت في عام 1956 علي حق الترشح في كل المناصب السياسية وبلغت نسبة إسهامها إلي 29% من قوة العمل في مصر ، مشيرا الى أن هذه القوه بدأت تتراجع في منتصف السبعينات وحتي الأن حيث وصلت إلي 22% فقط. وناشد بإستعاده دور وروح المشاركة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ،مؤكدا أن النهوض بالبلد في وضعها الحالي لن يتحقق إلا بالإعتماد علي الرجال والنساء. وعقب الافتتاح تم عرض التجارب الناجحة في مجال تمكين المرأة اقتصادياً بالمشروعات الصغيرة من خلال استضافة عدد من الشخصيات الدولية والعربية لعرض تجاربهم في مجال ريادة الأعمال والقروض المتناهية الصغر وأبرزهم مشاركة الدكتور محمد يونس الحائز على نوبل في الاقتصاد وهى زيارته الأولى لمصر وكذلك عدد من الشخصيات المصرية والعربية البارزة في المجالات الاقتصادية والسياسية.