قال خبراء إن أسلوب الإنفاق على تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى تطوير، من أجل الارتقاء بعملية اتخاذ القرارات من الاعتماد على عائدات استثمارية قصيرة الأمد إلى الاستفادة من فرص لتوليد إيرادات طويلة الأمد. وأشارت ساڤيتا باسكار، رئيس العمليات لدى شركة أمن البيانات "كوندو بروتيجو"، التي تتخذ من دبي مقراً، إلى ما قالت إنها "خطوات مهمة ينبغي على الشركات اتخاذها كي تجني ثمار التقنيات الناشئة". وفي تعليق على نتائج دراسة مسحية أجرتها وكشفت عنها "إي إم سي"، الشركة البارزة في تقنية المعلومات وتحوّل الأعمال، خلال منتدىً لها أقامته الأسبوع الماضي، دعت باسكار، مديري تقنية المعلومات إلى وضع مقترحاتهم المتعلقة بالاستثمارات التقنية "بهيئة أفضل" عند تقديمها إلى صانعي القرار في شركاتهم.
ويرى نحو ثلثي الشركات العاملة في دولة الإمارات (64 بالمئة)، بحسب نتائج دراسة "إي إم سي"، أن الإنفاق على تقنية المعلومات لا يقع ضمن صلاحيات إدارة تقنية المعلومات.
وقالت باسكار في هذا السياق، إن مديري تقنية المعلومات في معظم الشركات، يبنون مقترحاً ما على أساس التكلفة الإجمالية للملكية والعائد الفوري على الاستثمار، معتبرين أن شراء هذا الحل التقني سيتمّ وفق تكلفة سليمة، وأضافت: "بالرغم من أن هذه الطريقة كانت ناجعة في السابق، فإنها ليست سوى عملية شراء تقليدية لا تأخذ في الاعتبار القيمة الحقيقية للحصول على التقنية ونشرها لتحقيق رضا العملاء والنتائج التجارية المنشودة لدى الشركة". وأوضحت باسكار أن على مديري تقنية المعلومات، بدلاً من ذلك، بناء مقترحات تجارية تركّز على المنافع التجارية التي يجلبها الاستثمار في هذه التقنيات".
وأوردت باسكار مثالاً على ذلك بالقول إن نقل تطبيق ما إلى السحابة يمكن أن يُثري تجربة العملاء ويخفض التكاليف التشغيلية، في حين أن تحليل الأعمال التجارية يمكن أن يؤدي إلى تنامي الحصة السوقية واستكشاف فرص جديدة مدرة للدخل.
وأشارت باسكار إلى أن الدور الذي تلعبه التقنية في مستقبل الشركات يجعل من الضروري إشراك رؤساء تقنية المعلومات في عملية صنع القرار إلى جانب الرؤساء التنفيذيين ورؤساء العمليات، وأضافت: "نجد في الأسواق الأكثر نضجاً أن رؤساء تقنية المعلومات يجلسون بين الرؤساء التنفيذيين ورؤساء العمليات، وهو أمر سوف نراه يحصل في هذه المنطقة بالتأكيد، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً".
من جهته، قال حبيب مهاكيان، المدير العام الإقليمي لمنطقة الخليج وباكستان في "إي إم سي"، إن تقنية المعلومات أصبحت أداة تمكين بيد الأعمال، مشيراً إلى أنها تُسهم في تحقيق الأرباح وتبتعد عن كونها مركز تكلفة، وأضاف: "بتنا نشهد توجهاً متزايداً يتحول فيه دور رؤساء تقنية المعلومات من دور تشغيلي إلى دور استشاري يشاركون من خلاله في إدارة مشاريع متقدمة، وبات صانعو القرار يبحثون الآن لرؤساء تقنية المعلومات عن طرق يرتقون عبرها بأعمالهم إلى مستويات أرفع".
وتدرك الشركات التأثير المحتمل الذي يمكن أن تتركه تقنيات ما يُعرف بالمنصة الثالثة على الأعمال التجارية، إدراكاً جيداً. ووفقاً لدراسة "إي إم سي" المسحية، فإن 88 بالمئة من المشاركين في الإمارات يتوقعون أن تمنح تقنيات الجيل القادم، مثل التقنيات التنقلية وقنوات التواصل الاجتماعي والسحابة والبيانات الكبيرة، شركاتهم ميزة تنافسية.
وتعكس توقعات الإنفاق على تقنية المعلومات في المنطقة الاهتمام المتزايد بالوعد الذي تحمله التقنية. ومن المتوقع أن يبلغ الإنفاق على تقنية المعلومات في الشرق الأوسط هذا العام 211 مليار دولار، بزيادة قدرها 8 بالمئة عن العام الماضي.
وتقوم الشركات التي لم يتم إعدادها لتحقيق الانتقال الكامل إلى تقنيات المنصة الثالثة، مثل السحابة العامة، بتنفيذ حل وسط. وفي هذا الإطار حدّد أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم (54 بالمئة) الحاجة لخدمات حوسبة سحابية عامة وخاصة مشتركة (سحابة هجينة) كوسيلة لزيادة المرونة والأمن، وفقاً لنتائج الدراسة.
ونبّهت باسكار إلى أن حلاً واحداً لا يمكن أن يناسب جميع المتطلبات، مشيرة إلى أن البيانات التي تم جمعها غير متجانسة، وأن المنصات المتباينة تناسب التطبيقات المتباينة، وهو ما اعتبرته السبب في أن كثيراً من الشركات سوف تجد أن النهج القائم على الحلّ الهجين أفضل وأكثر واقعية. وقالت: "من المرجح أن توضع تطبيقات إدارة أعباء العمل لدى الشركات، مثل تلك المتعلقة بإدارة علاقات العملاء والموارد البشرية، على السحابة العامة، لكن تطبيقات العمل الأساسية، كتلك التي تكمن في صميم الأعمال وتلعب دوراً مهماً في خلق الميزات التنافسية، ستبقى على الأرجح ضمن مقرّ الشركة، وهذه يمكن أن تشمل التطبيقات التي تساعد في إدارة عمليات التصنيع، فضلاً عن البحث والتطوير".
وأكّدت باسكار أن مواصلة التطور التقني سوف تؤدي إلى تقليص هذه القائمة، لكنها أشارت إلى ما اعتبرته أمراً واحداً أكيداً، وهو أن مزيداً من الشركات باتت تدرك أن عليها القيام بذلك التحول من أجل إدارة مواردها إدارة أكفأ، والانتقال من إهدار الوقت والمال على عمليات تقنية المعلومات اليومية إلى السعي وراء فرص جديدة لتنمية الأعمال.
يُذكر أن "كوندو بروتيجو" هي "شريك مميز" و"شريك من الدرجة الأولى" لشركة "إي إم سي"، كما أنها شريك معتمد لتقديم خدمات "إي إم سي". ونالت "كوندو بروتيجو" في العام 2013 جائزة "أفضل شريك مؤسسي لحلول تخزين البيانات في الخليج"، تقديراً لدورها في البيع الاستشاري وتنفيذ المشاريع التصميمي.