أصدرت الخارجية الصينية أمس الخميس بيانا، تعقيبا على حادث ميدان تيان آن مين، او الميدان السماوي، الذي لقي خلاله ثلاثة أشخاص مصرعهم أضافة إلى اثنين من السياح من بينهم سيدة فلبينية وياباني، وأصيب 38 آخرون بجراح. وجاء بالبيان الذي أصدرته الخارجية عقب ما يسمي بالمؤتمر العالمي للويغور بشأن السياسات الدينية الصينية "ان ربط أعمال مجموعة صغيرة جدا من المتطرفين بالسياسة الوطنية والدينية الصينية أو حتى استخدامها ذريعة للهجوم على السياسات الصينية أمر خاطئ للغاية وله دوافع خفية". ونقل البيان عن أجهزة الشرطة الصينية أن منفذ الهجوم يدعى عثمان حسن ووالدته وزوجته كانوا قد استقلوا سيارة دفع رباعي تحمل لوحة أرقام تابعة لشينجيانغ وصدموا حشدا من المواطنين، ولقوا حتفهم بعدما أشعلوا النيران فى البنزين داخل المركبة، واصفة الهجوم بانه "مخطط بدقة ومنظم ومتعمد". في الوقت الذي تسبب حادث تيان آن مين الارهابي بصدمة داخل الأوساط الصينية على المستويين الشعبي والرسمي جددت السلطات الصينية اليوم (الخميس)، من خلال بيانات رسمية شديدة اللهجة صدرت عن وزارتي الخارجية والدفاع الصينيتين، معارضتها لكافة أشكال الارهاب والمضي قدما فى مواجهته ومحاربته بكافة أشكاله واقتلاعه من جذوره ومحاسبة مرتكبيه وتعقبهم فى الداخل والخارج . ولم تكن ردود الأفعال الصينية رسمية فقط بل، تصاعدت إلى الشجب والتنديد والاستهجان في المنتديات الصينية التي عبرت عن صدمتها ومعارضتها للحادث الارهابي الذي وقع فى قلب العاصمة الصينية وفى أكثر ميادينها شهرة ومكانة لدي الشعب الصيني هو ميدان "تيان أن مين" او الميدان السماوي، إضافة لتعليقات صدرت عن كبريات الصحف الصينية كصحيفتي الشعب الرسمية الناطقة باسم الحزب الشيوعي، وتشاينا ديلي التي تصدر بالانجليزية والتى علقت بالقول أن "التاريخ والعالم سيلقب هؤلاء الجناة بالقتلة الأرهابيين . ومن جانبهم طالب غالبية الخبراء السياسيين الصينيين وعدد من وسائل الاعلام الصينية السلطات الأمنية بالضرب من حديد على مرتكبي الاعمال الارهابية وأنزال العقاب الرادع لمن وصفتهم السلطات بالمتطرفين من اقليم شينجيانغ، والذي توجه أصابع الاتهام لهم ومسئوليتهم عن هذا الحادث الأثم، فى وقت شددت الشرطة الصينية وأجهزة الأمن من اجراءاتها في العاصمة بكين وحول ميدان تيان آن مين، وأيضا بأقليم شينجيانغ الصيني الذي يعاني خلال السنوات الأخيرة من الاضطرابات، وتنادي بعض العناصر المتطرفة للانفصال عن الصين . وقد وصفت الشرطة الصينية أمس الاربعاء الحادث الذي وقع يوم الاثنين الماضي بأنه هجوم ارهابي عنيف ومدبر تم التخطيط له بعناية، وقالت أنها اعتقلت خمسة يشتبه أنهم متطرفون جهاديون يرجح طبقا لمصادر أنهم من أقليم شينجيانغ، خاصة وأن قائد السيارة التى نفذ الحادث يدعى عثمان وهو من قومية الويغور . أما صحيفة بكين فقالت في تعليق لها أن هذا الهجوم جريمة ضد الانسانية وان على الحكومة ان تبذل قصارى جهدها لتأمين العاصمة الصينية، فى وقت وقالت الخارجية الصينية "ان هذا الهجوم الارهابي الذي استهدف المدنيين والسياح ضد الانسانية والمجتمع والحضارة، وان أي شخص لديه ضمير سيدين الحادث بقوة، موضحة أن الصين تعارض ربط الارهاب بأية دولة معينة أو دين معين، وأن الصين دولة يحكمها القانون، حيث "تحمي الحكومة الصينية الحقوق القانونية للشعب من جميع المجموعات العرقية، بما في ذلك حرية الاعتقاد الديني وفقا للقانون". وأشارت إلى ان معاقبة الارهابيين بقوة وفقا للقانون أمر ضروري لاعلاء كلمة القانون والحفاظ على النظام العام الاجتماعي وحماية حقوق الانسان الاساسية، وانه لن يتم التهاون مع أية دولة مسؤولة مع أعمال العنف والارهابيين، وحثت المجتمع الدولي وكافة وسائل الاعلام على الفهم الواضح للطبيعة الارهابية لقوات "تركستان الشرقية" ومحاولتهم تقسيم الصين من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية يانغ يو جون اليوم (الخميس) إن الجيش الصيني سيحارب مختلف الانشطة الارهابية وفقا لتعليمات الحكومة وذلك عل خلفية الهجوم الارهابي بميدان تيان ان من بوسط بكين، واصفا "الارهاب بأنه عدو دولي والعديد من الجيوش الوطنية مكلفة بمهمة مكافحة الارهاب". وأضاف أنه وفقا لقانون الدفاع الوطني وقانون الاستجابة للطوارئ في الصين، سيحارب الجيش مختلف الانشطة الارهابية بحسب تعليمات الحكومة عند الضرورة .