يشهد الاستثمار في التعليم في الشرق الأوسط نمواً ملحوظاً، حيث أن المنطقة تستمر في جذب بعض من أفضل المؤسسات التعليمية في العالم وذلك لتلبية الطلب المتزايد. وقد أدت زيادة الطلب في المنطقة المرتبطة بزيادة السكان المحليين والوافدين على حد سواء إلى تزايد الطلب على التعليم الخاص في جميع المراحل المدرسية وما قبل المدرسة، وكذلك على قطاعي التعليم العالي والمهني. يقر طارق زياد العامري، مدير ادارة الترويج وتطوير الأعمال – قطاع المدارس الخاصة و ضمان الجودة في مجلس أبو ظبي للتعليم ، والمتحدث في المؤتمر الثاني للاستثمار بالتعليم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي انطلق اليوم. "هناك طلب متزايد على المدارس الخاصة. وضمن الجهود المبذولة للمحافظة على معدل النمو السنوي للمدارس الخاصة في إمارة أبو ظبي البالغ 5%، يقدم مجلس أبو ظبي للتعليم الدعم الكامل للمستثمرين/المشغلين في قطاع المدارس الخاصة. يتم ذلك من خلال تقديم الإرشاد لتحقيق متطلبات القوانين، ومن خلال تقديم عقود إيجار أراضي لفترات طويلة وبأجور رمزية وتأجير مباني كانت تستخدم سابقا كمدارس حكومية لفترات قصيرة (حتى تقوم المدرسة بإعداد مبانيها الجديدة)، ومن خلال شفافية الترويج عن طريق نشر تقارير سنوية بخصوص سوق المدارس الخاصة (عدد الطلاب، عدد المدارس الجديدة، معدل الأقساط المدرسية)." ويضيف العامري : "قام مجلس أبو ظبي للتعليم بعقد ورش عمل مختلفة للمستثمرين الجادين والملتزمين الذين لديهم خبرة سابقة في قطاع المدارس الخاصة وستستمر بهذا العمل وذلك ضمن جهودها للمساعدة بأقلمة المستثمرين/المشغلين على قوانين مجلس أبو ظبي للتعليم ولتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم. ومن ضمنها تقديم تعليم عالي المستوى يحقق معايير التعليم الدولية وبأسعار مناسبة." شارك دينو فاركي الرئيس التنفيذي للعمليات، من مجلس نظم إدارة التربية العالمية المزود العالمي للتعليم المدرسي الخاص في المناقشة التي عقدت اليوم وضمت قادة التعليم لمناقشة الدور الهام الذي يلعبه التعليم الخاص في النمو العالمي للتعليم. يقول فاركي " نحن نشهد انتقالا في المواقف والقناعات الهامة. اليوم، هناك رغبة جماعية في التخلي عن الجدل الفكري التقليدي حول دور القطاع الخاص في التعليم، لصالح النهج الذي يتطلع لتحقيق شراكة قوية في أي وفي كافة المجالات، وبذلك قد نستطيع تحديد أكثر التحديات أهمية في هذا القرن – التعليم عالي الجودة للجميع". لا يقتصر النمو في التعليم على المدارس، حيث تشهد الإمارات العربية المتحدة نموا في مؤسسات التعليم العالي ذات الأسماء الغربية بنسبة 15% سنويا. إضافةً إلى وجود 120,000 طالب التحقوا بقطاع التعليم العالي في المنطقة منهم 78,000 طالبا التحقوا بمؤسسات خاصة. ينمو التعليم العالي بثبات في المنطقة، حيث تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة 37 حرماً جامعياً كفروع لجامعات دولية وهذا الرقم هو الأعلى عالمياً. يقول اشوين اسومل، الشريك في مجموعة بارثينون والمتحدث في المؤتمر "هذا يقدم فرصة للمستثمرين من القطاع الخاص لوضع رأس مال في مؤسسات التعليم العالي التي تستطيع تقديم نمو مطرد ومتوقع في الدخل، إن معدل النمو الاقتصادي في المنطقة، المتزامن مع ارتفاع مستوى المعيشة حفز نمو قطاع التعليم الخاص". ويجد تقرير أعدته مجموعة بارثينون حديثاً بأن هناك تنوع في المدارس والجامعات التي تدخل منطقة دول مجلس التعاون الخليجي لما تشكله من فرصة كبيرة نحو العالمية، بالإضافة إلى زيادة العوائد المالية. ويجد التقرير بأنه في القطاع الخاص تنمو المؤسسات "الخاصة الغربية" أسرع وأكثر بمرتين من باقي سوق التعليم العالي. يبحث هذا المؤتمر في فرص الاستثمار والتوسع والشراكة للمستثمرين والمشغلين في سوق التعليم الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وينعقد خلال الفترة 21-23 تشرين الأول في فندق العنوان في مول دبي. حيث سيسلط الضوء على الفرص الكبيرة للتوسع في الشرق الأوسط للمشغلين والمستثمرين والممولين في مجال التعليم لتطوير أعمال ومؤسسات تعليمية جديدة في أسواق الشرق الأوسط المتنوعة. وأشار متحدثون آخرون إلى فرص مؤسسات التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومن ضمنهم الدكتور هاشم وجيه جموه، مدير التخطيط والأداء في قسم التعليم العالي لمجلس أبو ظبي للتعليم والبروفسور عمار كاكا، نائب المدير ورئيس الحرم الجامعي في جامعة هيروت وات في دبي والسيد أمول داني، مدير العمليات في الحرم الجامعي في جامعة جورج تاون في قطر والدكتور أيوب كاظم، المدير العام للمجمع التعليمي لمدينة دبي الأكاديمية والسيد فينود أبراهام، مدير الشؤون الخارجية والدولية في جامعة الخليج الطبية.