نجحت المعارضة التونسية وحركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم، في توقيع خارطة طريق تنص على تشكيل حكومة مستقلين لإخراج البلاد من أزماتها السياسية الحادة. وذكرت قناة "العربية" الإخبارية مساء السبت، أن راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة "وقع خارطة الطريق التي طرحتها المركزية النقابية القوية فيما وقع عن المعارضة الباجي قايد السبسي، رئيس حزب نداء تونس وحمة الهمامي الناطق الرسمي باسم "الجبهة الشعبية"، وهو ائتلاف أحزاب يسارية". وعن وكالة أنباء الشرق الأوسط، فقد أعلن الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني، أن الفشل في هذا الحوار سيعرض الأمن القومي للخطر ويشل الاقتصاد، مشيرا إلى أن خطر الإرهاب جدي وإن كان تحت السيطرة، مؤكدا أن استصال الإرهاب عملية شاقة وطويلة ومتعددة الأبعاد. من جهته، أعلن رئيس الوزراء التونسي علي العريض أن المرحلة القادمة تحتاج إلى ضمانات حتى ينجح مسار الحوار، كما حث على النأي بالجيش والشرطة ومصالح تونس الخارجية عن الصراعات الحزبية الضيقة. من جانبه، قال رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر إن تونس تمر بفترة حرجة تحتاج إلى التوافق، مشيرا إلى أن جرائم الاغتيال تهدف إلى إجهاض المسار الانتقالي للبلاد عقب الثورة، مشددا على أهمية الوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية وتوفير الأجواء لإجراء انتخابات نزيهة. وحث بن جعفر على تعزيز الثقة بين الأطراف المتحاورة وزيادة المساحات المشتركة بينهم ومواجهة العقبات التي يمكن أن تعترض الحوار. وفي الكلمة الافتتاحية، قال الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي إن تونس بحاجة إلى جميع أطيافها، ويجب التخلي عن فكرة الأغلبية والأقلية، داعيا إلى تحقيق مستقل في عمليات اغتيال قيادات من المعارضة، مطالبا باحترام التوافقات التي سينتهي إليها الحوار الوطني ووضع جدول زمني لتنفيذها.